كروغمان يحذر من زيادة جديدة في المنتجات الزراعية

قمة الاتحاد الأوروبي لإنهاء الانقسامات

TT

دعا الخبير الاقتصادي الفائز بجائزة نوبل بول كروغمان إلى تنسيق أفضل للمساعدات من أجل مواكبة انفلات أسعار الغذاء، محذرا من أن العالم معرض لتكرار طفرة أسعار المنتجات الزراعية التي شهدها عام 2008.

وقال خلال ندوة عقدت في العاصمة البلجيكية إن أسباب ارتفاع أسعار الغذاء في العام الماضي يخفيها الآن التباطؤ الاقتصادي والمالي، مضيفا أن نقص المخزون يوضح أن المضاربة لم تكن السبب الرئيسي.

وقال، «إننا مخطئون بتحويل الانتباه عن أزمة الغذاء، التقلبات مشكلة واضحة، ولا نزال معرضين بدرجة كبيرة لنوبات من هذا النوع».

وأضاف كروغمان «كل الدلائل تشير إلى أن أزمة الغذاء في 2008 كانت تجربة أداء لأزمة قادمة. يجدر بنا أن نضع آلية ما للتعامل مع هذا».

كان النصف الأول من 2008 شهد زيادات كبيرة في أسعار مواد غذائية أساسية مثل الحبوب واللحوم والألبان.

وعلى الرغم من التراجع الحاد للأسواق العالمية منذ ذلك الحين، إلا أن كروغمان يقول، إن أسعار المواد الغذائية الأساسية لا تزال أعلى بحساب التضخم، عما كانت عليه في مطلع العقد الحالي.

وأضاف أن نهجا أفضل لمعالجة المشكلة التي قال إنها تركت «أثرا إنسانيا غير عادي» يتمثل في استثمار المزيد في البحوث والتطوير والإنتاج الغذائي في المستقبل، إلى جانب التنسيق بطريقة أو بأخرى بين مختلف برامج المساعدة المالية التي تقدمها الدول المتقدمة إلى العالم الثالث.

وعلى صعيد آخر أعلن رئيس البنك المركزي الأوروبي جان كلود تريشيه، أمس، الأربعاء، قبل ساعات من انطلاق أعمال القمة الأوروبية الربيعية في بروكسل اليوم الخميس، إن 2010 «قد تكون سنة انتعاش اقتصادي معتدل». وعلى الرغم من أن تريشيه كرر تصريحات سبق أن أدلى بها في آيرلندا مطلع الشهر الجاري، إلا أن من شأنها أن تبعث برسالة ايجابية للمؤسسات والمواطنين في دول الاتحاد الأوروبي، بشأن تداعيات الأزمة المالية الاقتصادية والمالية العالمية، حسبما يرى العديد من المراقبين في بروكسل عاصمة أوروبا الموحدة.

وتستضيف بروكسل على مدى يومين قادة دول الاتحاد الأوروبي الـ27، في قمة تعمل من أجل تحقيق أكثر من هدف، أولها إنهاء الانقسامات والخلافات بين الدول الأعضاء بشأن خطط الإنعاش أو التحفيز الاقتصادي، وخطط إصلاح النظام المالي العالمي. وهي الخطط التي أعدتها المفوضية الأوروبية مؤخرا. وأظهرت الاجتماعات التحضيرية للقمة، وجود خلافات بشأنها. ويسعى القادة من خلال إقرار معظم النقاط الموجودة في خطط المفوضية. إلى توجيه رسالة طمأنة للرأي العام الأوروبي، على غرار ما فعل رئيس المصرف المركزي الأوروبي. وقال تريشيه ردا على أسئلة إذاعة أوروبا الأولى، إن التعافي سيحدث إذا ما عادت الثقة في الأسواق والاقتصاد. وتأتي تصريحات المسؤول الأوروبي متناغمة مع تصريح مماثل، لرئيس الاحتياط الفيدرالي الأميركي بين برنانكي إنه في حال نجح المصرف المركزي وإدارة الرئيس اوباما في استعادة قدر معين من الاستقرار المالي، فإن عام 2010 سيكون عام تماثل الاقتصاد للشفاء. وقال تريشيه، «اعتقد مثل زميلي بن برنانكي أن سنة 2009 ستكون صعبة جدا»، مضيفا، «إننا في فترة لا يزال يلفها غموض كبير». وتابع «ثمة توافق عام بين جميع المؤسسات العامة والخاصة على أن 2010 قد تكون سنة انتعاش معتدل في النمو». لكنه لفت إلى أن «هذا غير مؤكد مسبقا، بل يتوقف على عودة الثقة إلى السلطات وكذلك مواطنينا والشركات».