أوباما يتحدث عن «تعافي» الاقتصاد ويعد الأميركيين بمرحلة ازدهار وشيكة

الرئيس الأميركي يرفض فكرة عملة عالمية موحدة ويقول إن الدولار قوي

TT

توقع الرئيس الأميركي باراك أوباما أن يتعافى الاقتصاد الأميركي قريبا وينتقل من مرحلة الكساد إلى الازدهار. مؤكدا على قوة الدولار ورافضا إنشاء عملة عالمية جديد. وقال أوباما إن إدارته وضعت استراتيجية شاملة للتعامل مع الأزمة على جميع الجبهات، مما سيؤدي الى خلق وظائف ومساعدة أصحاب المنازل وتنمية الاقتصاد، مشيرا الى ان هناك الآن مؤشرات على تحقيق تقدم. وقال لأول مرة بدأت تظهر مؤشرات على ارتفاع نسبة بيع المنازل واستقرار الأسعار.

وأوضح أن خطته لتحفيز الاقتصاد أدت الى عدم تقليص الوظائف في قطاع التعليم والشرطة، كما أنها خلقت وظائف جيدة في مجال تشييد الطرق والجسور. مشيرا إلى أن الخطة ستمنح إعفاء ضرائبيا لنحو 95 في المائة من الأميركيين وهو ما سيظهر في رواتبهم الشهر المقبل. وقال إنه يرى مؤشرات تدل على تعافي الاقتصاد، لكنه حث الأميركيين على التحلي بالصبر وعدم تركيز النظر على مصالحهم الآنية فقط. وقال أوباما إن استراتيجيته الاقتصادية وميزانيته الجديدة تهدفان الى خلق فرص عمل جديدة وإحياء سوق العقارات وتوفير السيولة الكافية للبنوك بحيث تتمكن من الاستمرار في إقراض الزبائن. وقال إن الميزانية تشتمل على إجراءات من شأنها توسيع نظام العناية الصحية بحيث يشمل قطاعات واسعة من الأميركيين وزيادة الإنفاق على قطاع التعليم واعتماد نظام جديد للتعامل مع الانبعاثات الغازية. وتحدث أوباما عن موجة الاستياء التي أثارتها مسألة منح حوافز ومكافآت مالية لكبار المسؤولين في المجموعة الاميركية للتأمين (إيه آي جي) وقال إنه غضب كذلك مثل سائر الناس على تلك مكافآت تدفع لأشخاص هم المسؤولون عن تركيع الاقتصاد الاميركي على ركبتيه، وأضاف يقول «هذه الثقافة هي التي قادتنا الى هذا الوضع». وردا على سؤال حول سبب انتظاره أياما حتى عبر عن غضبه واستيائه من مسألة الحوافز التي نالها كبار المسؤولين في مجموعة (إيه آي جي) قال أوباما «استغرق الأمر بضعة أيام لأنني كنت أريد أن أعرف حول عن ماذا سأتكلم قبل أن أشرع في الحديث».

وقال أوباما إن الأميركيين يقدمون تضحيات كبيرة بسبب الأزمة الاقتصادية، وقال إن الأسر تخلت الآن عن أشياء كثيرة لتضمن أن أبناءها سيواصلون دراستهم، كما أن بعض العمال قرروا طواعية ألا يعملوا ساعات أو أياما إضافية لتفادي الاستغناء عن بعض زملائهم. وانتقد أوباما الجمهوريين في الكونغرس وقال إن ذاكرتهم قصيرة، مشددا على أن الميزانية الجديدة التي تبلغ اعتماداتها 3.6 ترليون دولار، وسيناقش الكونغرس مسودتها هذا الاسبوع وستتيح بناء اقتصاد قوي وسليم . وركز على ضرورة التصرف بسرعة وحزم، مناشدا الكونغرس والشعب الاميركي عموما على دعم خطته التي قال إنها ستضمن ألا تواجه الولايات المتحدة ازمة مماثلة لعشر او عشرين سنة.

وقال ايضا «اتخذنا القرارات الصعبة الضرورية لخفض العجز الذي يعانيه اقتصادنا الى النصف قبل نهاية فترة ولايتي الأولى حتى حسب اكثر التقديرات تشاؤما، وسنلتزم بهذه الخطة طالما أنا موجود في هذا الموقع. وبعد أربع سنوات سيرى الناس ما صنعنا ويقدرون وقتها ان هذا الاقتصاد يشبه سفينة كبيرة تحتاج الى مسافة ووقت لكي تستدير. ولكنهم سيقدرون ايضا اننا وصلنا الى موقع افضل بفضل القرارات التي اتخذناها».

وقال أوباما إن قمة العشرين الاقتصادية التي ستنعقد في لندن في الأسبوع المقبل يجب أن تحقق عدة أهداف، ومن ذلك اتخاذ الخطوات الضرورية لخلق وظائف وان تدور عجلة الاقتصاد من جديد. وناشد باراك أوباما جميع الدول للمساهمة في تحمل عبء تحفيز الاقتصاد العالمي . وقال إنه لن يكون من العدل بشيء ان تبذل بعض الدول جهودا جبارة واستثنائية لمساعدة دول اخرى لا تفعل أي شيء، ودعا أوباما الى «اتخاذ الخطوات الشجاعة والشاملة والمتسقة الضرورية ليس فقط لتحفيز الاقتصاد العالمي بل للشروع في عصر جديد من التفاعل الاقتصادي أيضا». وقال أوباما إنه لا يرى جدوى في إنشاء عملة عالمية واحدة، كما تقترح الصين التي تقول إن ثقتها في الدولار قد تزعزعت. وأضاف يقول إنه لم يطلب من الصينيين والأوربيين الانفاق أكثر مشيرا الى انه طلب منهم فقط اتخاذ خطوات من أجل انتشال الاقتصاد العالمي. وقال أوباما إن على الأميركيين الثقة في عملتهم كما يثقون في اقتصادهم، لكنه أشار إلى ضرورة مراجعة وتحديث قواعد التعامل التي تعود إلى ثلاثينات القرن الماضي، مشيرا إلى أن واشنطن ستتعاون مع بعض الدول لهذا الغرض. وقال إن الدولار قوي الآن وذلك لأن المستثمرين يعتبرون أن الاقتصاد الأميركي هو الأقوى في العالم وفي ظل سياسي هو الأكثر استقرارا في العالم.