براون يعود إلى بريطانيا استعداداً لرئاسة قمة العشرين والانتقادات الداخلية تلاحقه

الإعلام البريطاني يستضيف آراء القادة حول إنقاذ الاقتصاد العالمي

TT

عشية انطلاق جولته الخارجية يوم الاثنين الماضي، عقد رئيس الوزراء البريطاني غوردون براون لقاءً مع صحافيين من وسائل إعلام تمثل مجموعة العشرين الاقتصادية وشدد خلالها على أهمية الجولة. وعندما أشار أحد الصحافيين إلى براون بأنه «رئيس» لمجموعة العشرين، ابتسم براون وبدت تعابير الارتياح عليه، إذ يعلق براون الكثير من الآمال على ترؤسه هذه القمة المرتقب عقدها يوم الخميس المقبل من أجل تقوية مكانته الداخلية. وبينما زار براون البرلمان الأوروبي في ستراسبورغ والتقى بأمين عام الأمم المتحدة بان كي مون في نيويورك وتشاور مع قادة أميركا اللاتينية، كانت الانتقادات الداخلية لسياسته الاقتصادية تلاحقه. وأنهى براون جولته الخارجية أمس ليعود إلى بريطانيا استعداداً للمزيد من العمل الدؤوب من أجل التوصل إلى اتفاق داخلي ودولي حول الأزمة الاقتصادية لإنجاح القمة المقبلة. وكان براون غائباً عن لندن عندما أعلن محافظ البنك المركزي البريطاني ميرفين كينغ بأن بريطانيا غير قادرة على صرف المزيد من الأموال لتحفيز الاقتصاد، مما جعل حزب «المحافظين» المعارض يشدد من هجومه على براون. وقال رئيس حزب المحافظين المعارضين ديفيد كاميرون أمس في مؤتمر لحزبه: «لا يمكن لنا أن نستمر على هذا الطريق غير المسؤول، نحن بحاجة للعيش ضمن ما لدينا»، في إشارة إلى الإنفاق الزائد لحكومة براون العمالية. وجسدت صحيفة «ذا ابزورفر» البريطانية الأسبوعية مأزق براون أمس، إذ صورت رئيس الوزراء على أنه رجل عضلات منفوخة وتحته يقف كينغ وفي يديه دبوس قادر على خرق البالون وإسقاطه بسرعة. وضمن جهود فريق براون لمعالجة مشكلة شعبية براون المتراجعة، أشرف الفريق الإعلامي في مقر رئاسة الوزراء على إرسال تفاصيل يومية على موقع رئاسة الوزراء الإلكتروني حول جولته الخارجية للتواصل المباشر مع البريطانيين، في خطوة تشابه استراتيجية الرئيس الأميركي باراك أوباما في التواصل مع الشعب الأميركي عبر موقع البيت الأبيض. وقال أحد المدونين على الموقع الرسمي لرئاسة الوزراء البريطانية مساء أول من أمس، إن براون «ارتدى نفس البدلة لمدة 48 ساعة» خلال زيارته إلى البرازيل والتشيلي. وأنهى المدون الذي لم يكشف عن هويته، وكان يرافق براون، رسالته قائلا: «الأمر الذي يعلمه العاملون في مكتب رئاسة الحكومة أن رئيس الوزراء لديه طاقة عظيمة». ويحاول براون التأكيد على قدرته في معالجة الأزمة الاقتصادية، التي بدون شك ستوفر على حظوظه الانتخابية خاصة وأنه يجب أن تجري الانتخابات التشريعية البريطانية قبل مايو (أيار) 2010 ومن غير المتوقع أن يتعافي الاقتصاد البريطاني قبل ذلك الموعد. وبينما حرص براون على التواصل مع الشعب البريطاني والشعوب الأخرى من خلال المقابلات والمؤتمرات الصحافية، يستضيف الإعلام البريطاني على مدار الأسبوع زعماء مختلفين من دول العشرين لشرح متطلباتهم من القمة. واستضاف المذيع السياسي المعروف في لندن اندرو مار اثنين من هؤلاء صباح أمس على برنامجه في هيئة الإذاعة البريطانية «بي بي سي». وفي مقابلة مع مار، اعتبر الرئيس الروسي ديمتري مدفيديف أن على قادة مجموعة العشرين الاتفاق خلال قمتهم على تعديل النظام المالي العالمي من أجل مستقبل بلدانهم ومستقبل الاقتصاد العالمي. وقال مدفيديف في الحديث الذي بث أيضاً على موقع الكرملين، إن قادة الدول الصناعية والناشئة الكبرى العشرين «لا بد لهم من التوصل إلى اتفاق. مستقبل بلادنا وشعوبنا يتوقف على تصميمنا على اتخاذ قرارات جوهرية من أجل تعديل الهيكلية المالية العالمية».

وأما رئيس الوزراء الأسترالي كيفن رود الذي شارك في البرنامج، فقال «مجموعة العشرين هي الوحيدة التي تتمتع بالتوسع الاقتصادي العالمي المطلوب لتزويد الرد الضروري لبدء إصلاح هذا الركود الاقتصادي العالمي ويدعم إعادة الوظائف حول العالم». ومن جهة أخرى، أوضحت المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل رؤيتها الاقتصادية في مقابلة مع صحيفة «ذا فاينانشال تايمز»، قائلة: «نحن نجتمع لاتخاذ القرارات الجماعية، وليس للتنافس مع بعضنا البعض». وكانت ميركل تحاول التقليل من التقارير حول الخلافات بين برلين ولندن حول طريقة معالجة الأزمة الاقتصادية.