كشفت شركة «أوكتال للبتروكيماويات» عن عزمها ضخ استثمارات بقيمة تصل إلى 1.1 مليار دولار، وذلك لرفع حجم إنتاجها لمادة «البوليثيلين تيريفتالات الراتنجية» من 300 ألف إلى 800 ألف طن سنوياً، من خلال توسعات لمصانع الشركة في مدينة صلالة العمانية.
وبين فيصل السديري، رئيس مجلس الإدارة لشركة أوكتال للبتروكيماويات لـ«الشرق الأوسط» أن الشركة حصلت على تمويلات بقيمة تصل إلى 441 مليون دولار من قبل عدد من البنوك، لعمل التوسعات اللازمة لمشروع إنتاج مادة البوليثيلين تيريفتالات الراتنجية.
وتضم شركة أوكتال مجموعة من المستثمرين الخليجيين، ويقع مقرها في المنطقة الحرة بمدينة صلالة بعمان، وتعتزم تحقيق مبيعات تصل إلى مليار دولار خلال الفترة المقبلة من خلال الاستحواذ على أكبر حصة في صناعة البوليثيلين تيريفتالات الراتنجية بالعالم. وأضاف السديري أن تنفيذ مشروع التوسعة سيتم على مراحل، حيث سيتم ضخ استثمارات خلال 3 أعوام، بالإضافة إلى استثمارات أخرى ستكون بعد عام 2011، مشيراً إلى أن جميع احتياجات الشركة التمويلية إلى عام 2011 ستكون مغطاة بالكامل، لافتاً إلى أن جهات التمويل تنوعت ما بين استخدام الاستثمارات المالية الخاصة بالشركة، وتمويلات بنكية.
وبين أن 50 في المائة من التمويل اللازم سيكون مغطى من الشركة، والنصف الآخر سيكون عن طريق التمويلات البنكية، مشيراً إلى أن الشركة لديها تدفقات نقدية قوية، الأمر الذي ساعد على الحصول على ميزات تمويلية جيدة من الشركات المصنعة للمواد الخام، لافتاً إلى أن التمويل لا يضع ضغطاً على المركز المالي للشركة، ومشيراً في الوقت ذاته إلى أن الشركة حصلت على تصنيف عالٍ مما أعطاها ميزات دفع جيدة.
وقال رئيس مجلس إدارة «أوكتال» إن الطريقة التي اتبعتها الشركة في الهيكلة المالية وفرت لها خطوط تمويل جيدة، يمكن استخدامها لأغراض أخرى.
وأكد أن الشركة استقطبت مستثمرين استراتيجيين على نوعية جيدة، مبيناً أنه تم الاتفاق مع عدد من المؤسسات المالية والتي منها بنك مسقط، بالإضافة إلى مؤسسات مالية أخرى على توفير الاحتياجات المالية للشركة في وقت مسبق، وكانوا على إطلاع تام على عمليات الشركة واحتياجاتها المالية الحالية والمستقبلية على حد وصفه.
وقال إنهم شعروا بتخوف من جراء الأزمة المالية، إلا أن «أوكتال» حصلت على تجديد للتمويل الخاص للشركة، وأعطوا تمويلا إضافياً مما يعطي الشركة مؤشر ثقة، من خلال إعطاء المزيد من التمويل، بالإضافة إلى أن الكثير من المؤسسات المالية قدمت خدماتها التمويلية للشركة.
وأضاف أن الأزمة المالية تسببت في إغلاق العديد من المصانع العالمية التي تنتج مادة « البوليثيلين تيريفتالات الراتنجية»، والتي يبلغ عددها نحو 10 مصانع، مما أفقد السوق إنتاجاً يبلغ نحو 1.6 مليون طن، الأمر الذي فتح المجال لـ«أوكتال» وأعطاها فرصة للاستحواذ على الفراغ الذي حدث في السوق.
وأشار السديري إلى أن منطقة الخليج تملك ميزة تنافسية للعب دور قيادي وريادي في صناعة البتروكيماويات التحويلية، موضحاً أن إنتاج الشركة يتوزع ما بين 60 في المائة يصدر إلى أميركا، و40 في المائة إلى أوروبا.
ولفت إلى أن الشركة تعمل على فتح مكاتب تسويقية في كل من الصين وأميركا وأوروبا بالإضافة إلى منطقة الشرق الأوسط، ومشيراً إلى أن الشركة تملك حصة في السوق العالمية تبلغ نحو 10 في المائة.
وأوضح أن مادة البوليثيلين تيريفتالات الراتنجية تنتج على شكل حبيبات أو شرائح، وتدخل في صناعات قوارير المياه أو التغليف بمختلف أنواعه، مبيناً أن وجود الشركة في منطقة الخليج أعطاها ميزة تنافسية من خلال انخفاض سعر التكلفة.
ولم يستبعد السديري طرح الشركة لاكتتاب أولي في أحد الأسواق العالمية، إلا أنه ذكر أنه لن يكون خلال الفترة القريبة، مشيراً إلى أن الخيارات واسعة، وسيتم الاختيار بين أفضلها للشركة.
وحول الأضرار البيئية التي قد تسببها المنتجات التي تنتجها مادة البوليثيلين تيريفتالات الراتنجية، قال السديري إن المواد المنتجة من المادة يمكن إعادة تدويرها، مشيراً إلى أن الشركة تعمل على استثمار مصنع إعادة تدوير مخلفات الصناعة، وذلك من خلال مشروع منفصل.