السعودية تدرس إنشاء هيئة خاصة للمؤتمرات والمعارض مع تزايد نشاطها وأرباحها

وكيل وزارة التجارة لـ «الشرق الأوسط»: نسعى للانتهاء من استراتيجية متكاملة للقطاع خلال العام الجاري

حسان عقيل
TT

كشف مسؤول سعودي رفيع عن توجه السعودية إلى إنشاء هيئة مستقلة تعنى بالمعارض والمؤتمرات، من خلال استراتيجية متكاملة تدعمها الدول للنهوض بالقطاع، ووجود أهمية كبرى للتعريف بالوجهات السياحية.

وقال حسان عقيل وكيل وزارة التجارة والصناعة للتجارة الداخلية لـ «الشرق الأوسط»: «إن تنظيم الهيئة قيد الدراسة في الوقت الحالي، وذلك بمشاركة عدد من الوزارات والجهات الحكومية»، مشيراً إلى أنه يتوقع الانتهاء من الدراسة وإنشاء الهيئة خلال العام الجاري.

وأضاف «هناك مساعٍ لتيسير الإجراءات التي تساعد المشاركين من خارج البلاد في المعارض والمؤتمرات، وذلك من خلال تعبئة الاستمارات الموجودة على موقع الخارجية، لتسهيل الإجراءات عليهم، إضافة إلى العزم على إنشاء عدد من منشآت المعارض والمؤتمرات، تتوافر فيها مواصفات عالمية في المدن الرئيسية لتطوير هذا القطاع الهام».

ويأتي ذلك التحرك الحكومي في الوقت الذي بلغت فيه الأرباح في صناعة المؤتمرات والفعاليات 2 مليار ريال (533 مليون دولار)، حسب ما ذكره مستثمرون أمس الأول خلال ملتقى السفر والاستثمار السياحي، الذي اختتم أعماله في العاصمة الرياض.

وقال البير عون الرئيس التنفيذي لشركة معارض الرياض «إن ذلك الربح يعكس مدى حركة المؤتمرات والفعاليات في المملكة، الأمر الذي يجعلها من أهم الأسواق في المنطقة في ذلك المجال».

وأكد أن صناعة الفعاليات والمؤتمرات أنتجت فرص عمل ووظائف مؤقتة للشباب، مشيراً إلى أن «إقامة المهرجانات والمعارض والمؤتمرات في المملكة فتحت فرصة للتعارف، وعرض المنتجات المحلية والاستثمار التجاري، وخلق علاقات دولية مع الكثير من الجهات».

من جهته، قال جرام بارنيت مدير المعارض بشركة «ريد للسفر والمعارض» خلال ورقته «السعودية كوجهة منافسة في عالم سياحة الأعمال والمؤتمرات»: «إن هناك تركيزا كبيرا من مختلف الدول على تنشيط سياحة الأعمال والمؤتمرات، منبها إلى ضرورة اعتماد السعودية استراتيجية متكاملة لإنجاح هذه الصناعة، تعتمد على فريق عمل مدرب وذي كفاءة، يستطيع تحقيق النجاح في هذه المهمة».

وأشار بارنيت إلى أهمية توفر عوامل للنجاح، من أهمها المكان، وسهولة الوصول إليه، والإعداد الجيد للمناسبة، ووجود الفنادق ووسائل الراحة والترفيه، إلى جانب المرونة من القائمين على العمل، وتوافر الخدمات، لافتا إلى أهمية الأمن والسلامة كأحد أهم عوامل النجاح في الحصول على حصة من سوق المؤتمرات العالمية، إضافة إلى تقليل الكلفة، وتيسير الحصول على التأشيرات لدخول المملكة.

وأوضح ستين جاكوبسون مدير المؤتمرات بمكتب كوبنهاجن للمؤتمرات والزوار في حديثه عن «كوبنهاجن كوجهة ناجحة لسياحة الأعمال» أنه ليست هناك وصفة جاهزة في السوق العالمي العالي التنافسية للاستحواذ على السوق، إلا أنه تحدث عن وجود شروط، لا بد منها لتحقيق النجاح في المجال، ويأتي على رأسها التفهم للصناعة، ودورها كعمل تجاري كبير يخلق ملايين الفرص والوظائف للشباب.

ولفت إلى أهمية توافر اتصالات دولية، وشبكة علاقات، وفريق عمل جماعي يسهم في التسويق لهذه الفعاليات، خاصة في وقت الأزمات المالية، مبينا أن القطاع الخاص لديهم يقف جنبا إلى جنب مع القطاع العام في النهوض واستمرار الثقة بهذه الصناعة، إضافة إلى تعاون الجامعات ومراكز البحوث ورجال الأعمال في هذا المجال. إلى ذلك، كشف عبد الرحمن الخشيبان مدير عام «البنك السعودي للتسليف والادخار» بمنطقة القصيم عن تمويل مشاريع سياحية بالمنطقة تقدر بأكثر من 20 مليون ريال (5.3 مليون دولار)، تشمل في مجملها دعم وحدات سكنية، وشاليهات، واستراحات طرق.

وأعلن الخشيبان عن دعم فرع البنك بالمنطقة مشروعاً سياحياً بمبلغ قدره 400 ألف ريال( 106 آلاف دولار)، يختص بالأعمال التراثية بمنطقة القصيم في محافظة عنيزة وسط السعودية، مشيراً في الوقت نفسه إلى أن هذا الدعم يعتبر أول تمويل سياحي على مستوى البلاد، ومؤكدا أنه بعد دراسة الجدوى المقدمة من قبل المستثمر، تم توسيع المشروع بعد التمويل إلى الضعف، وزيادة كمية الطلب على المنتج بشكل كبير.

إلى ذلك، كشفت مجموعة فنادق «رمادا» عن افتتاح 12 فندقا في السعودية هذا العام، تتوزع في مدن الرياض، وجدة، والدمام، ومكة المكرمة، والمدينة المنورة، والطائف، والخبر، والقصيم، باستثمارات تتجاوز2 مليار ريال (533مليون دولار).