«كوسومار» المغربية تبحث شراء مصانع السكّر في البرازيل وأفريقيا

توقعت ارتفاع أسعار السكّر الخام بسبب انهيار إنتاجه بالهند ومشكلات الاقتصاد البرازيلي

TT

أعلنت مجموعة «كوسومار» المغربية لصناعة السكر اهتمامها بفرص الاستثمار في مصانع للسكر خارج المغرب. وقال محمد فيكرات الرئيس التنفيذي لمجموعة «كوسومار»: «إننا نبحث الفرص المتاحة للنمو الخارجي، خصوصا في أسواق إفريقيا الغربية. كما أننا ندرس عن كثب التطورات التي يعرفها قطاع السكر في البرازيل وإمكانيات الاستثمار في وحدات إنتاج برازيلية من أجل ضمان استقرار تموين السوق المغربية».

وأضاف فيكرات أن البرازيل تعتبر أكبر منتج عالمي للسكر، وتستحوذ على 77 في المائة من التجارة الدولية للسكر الخام. وتتميز مصانع السكر البرازيلية بحجمها الكبير، وهو ما يجعل الاستثمار فيها ثقيلا ويتطلب مبالغ كبيرة.

غير أن ظرفية الأزمة والمشكلات التي تتخبط فيها الشركات البرازيلية، وسلسلة الإفلاسات التي تعرفها بسبب أزمة الائتمان وارتفاع نسب الفائدة، يمكن أن يوفر للمجموعة المغربية فرصا استثمارية جيدة لشراء مصانع سكر في البرازيل.

وتسيطر مجموعة «كوسومار» على إنتاج وتسويق السكر في المغرب، وتتوفر على 10 وحدات إنتاجية في خمس مناطق زراعية بالبلاد. ويدور في فلكها 80 ألف مزارع يمارسون زراعة الشمندر والقصب السكري في 70,5 ألف هكتار من الأراضي المسقية بمياه السدود. ويسهم الإنتاج الزراعي المحلي بنسبة 45 في المائة في المنتج النهائي للسكر في مصانع «كوسومار»، وتعتمد المجموعة على استيراد السكر الخام، الذي تتم عملية تكريره في مصنع المجموعة في الدار البيضاء، لاستكمال حاجات المغرب.

وفي سنة 2008 بلغ إنتاج المجموعة 1,14 مليون طن. وارتفع رقم معاملاتها بنسبة 4,3 في المائة ليبلغ 5,7 مليار درهم (655 مليون دولار). وارتفع فائض التشغيل الإجمالي للمجموعة بنسبة 14,1 في المائة خلال سنة 2008، وبلغ 1,08 مليار درهم (124,1 مليون دولار). وبلغت الأرباح الصافية للمجموعة 500 مليون درهم (57,5 مليون دولار) بزيادة 16,5 في المائة مقارنة مع سنة 2006.

وتواصل المجموعة تنفيذ برنامج طموح لإدماج قطاع زراعة وصناعة السكر في المغرب منذ فوزها بصفقة تخصيص أربعة مصانع عمومية في سنة 2006، وذلك عبر الاستثمار في تحديث مصانع التكرير والرفع من مردوديّة الضيعات الزراعية. وتوصلت المجموعة خلال السنة الماضية إلى توقيع اتفاقية استراتيجية لتطوير قطاع إنتاج السكر بالمغرب مع الحكومة المغربية وجمعيات المنتجين الزراعيين.

وتتوقع المجموعة ارتفاع أسعار السكر الخام في السوق العالمية ابتداء من الصيف المقبل. وقالت نعيمة بنعصمان، لمديرة العامة المساعدة للمجموعة، إن قطاع السكر العالمي يعاني للسنة الثانية من عجز في إنتاج السكر الخام بسبب تراجع إنتاج الهند الذي نزل من نحو 28 مليون طن إلى 14 مليون طن، والتي بدأت تضغط على السوق العالمية نظرا إلى طلبها المرتفع الذي يقدر بنحو مليوني طن في السنة.

وأضافت بنعصمان أن توفر مخزون عالمي من السكر الخام خفف من حدة هذا الضغط خلال السنة الماضية والنصف الأول من السنة الحالية. وقالت إن الأزمة التي تعاني منها الشركات البرازيلية، التي تعتبر أكبر منتج عالمي للسكر الخام، وتوقف العديد من المشاريع في البرازيل بسبب أزمة الائتمان وارتفاع نسب الفائدة إلى أكثر من 20 في المائة، من شأنها أن تزيد من حدة الأزمة المرتقبة. إضافة إلى ذلك يشكل الاستعمال المتزايد للسكر الخام في إنتاج وقود الإيتانول منافسا قويا للاستعمال في إنتاج السكر الغذائي، وعامل ضغط إضافيا على الأسعار العالمية لخام السكر.

وأضافت بنعصمان أن مجموعة كوسومار تتابع تطورات السوق عن كثب وتستعد لاتخاذ كل التدابير اللازمة لحماية السوق الداخلية المغربية، وضمان استقرار أسعارها بتعاون وثيق مع السلطات العمومية التي تعتبر السكر من بين المواد الأساسية التي تحظى بدعم ورعاية خاصين من طرف الدولة.