أعلنت الصين رسميا إنشاء صندوق للاستثمارات بقيمة عشرة مليارات دولار من أجل المساعدة في تطوير البنية التحتية في منطقة جنوب شرق آسيا التي تضم عشر دول.
وقال رئيس الوزراء الصيني وين جياباو لدى افتتاحه منتدى بواو الآسيوي، الذي يعقد في جزيرة هاينان جنوب الصين، إن الصندوق الذي أعلنت بلاده عنه أول مرة يوم الاثنين الماضي يمكن أن يعزز من التنمية والتعاون في المنطقة.
وأضاف أن الأزمة الاقتصادية العالمية تتطلب من الدول الآسيوية بناء الثقة وتعزيز التعاون. وأضاف وين «يجب أن نسرع من تنمية بنية المواصلات والطاقة والاتصالات الإقليمية وشبه الإقليمية لنحقق تدريجيا الربط بين دول المنطقة ونشكل شبكة واحدة».
وذكرت وكالة أنباء الصين «شينخوا» أن رئيس الوزراء الصيني دعا أيضا إلي بذل المزيد من الجهد من أجل تشجيع التجارة الحرة والتوسع في التجارة الإقليمية.
وأوضحت وكالة الأنباء الألمانية أن وزير الخارجية الصيني يانج جي تشي قد حدد يوم الاثنين الماضي الخطط العامة لهذا الصندوق، غير أن إلغاء قمة الآسيان في تايلاند قد أجل من الإعلان الرسمي للصندوق من جانب القيادة الصينية.
ويضم هذا المنتدى السنوي قادة حكوميين ورجال أعمال لتنشيط التعاون الاقتصادي الإقليمي. وكان وين جياباو قد ذكر أمس أن السياسات الاقتصادية للدول التي تصدر عملات احتياط عالمية تتطلب إشرافا دقيقا في إطار عملية بناء نظام نقدي عالمي أكثر تنوعا. وحذر وين ومحافظ البنك المركزي تشو شياو تشوان من تعجل القفز إلى استنتاج أن الصين تسير بالفعل على مسار صوب التعافي الاقتصادي بعدما أظهرت بيانات صدرت يوم الخميس بوادر تحسن.
وتشير تصريحات وين بشأن العملة فيما يبدو إلى إدارة الولايات المتحدة للاقتصاد التي تحملها بكين المسؤولين جزئيا عن الأزمة المالية العالمية وهي تأتي متزامنة مع تعهد بتشجيع المزيد من الاستخدام الدولي لليوان الصيني.
ولم يذكر وين الولايات المتحدة بالاسم لكنه عبر في الشهور الأخيرة عن القلق بشأن سلامة الاستثمارات الصينية في أصول مقومة بالدولار الأميركي.
وقال في كلمته الافتتاحية أمام منتدى بواو الآسيوي «ينبغي أن نعزز الإشراف على السياسات الاقتصادية لاقتصادات عملات الاحتياطي الرئيسية والمضي قدما في إقامة نظام نقدي عالمي متنوع».
وسلط وين الضوء على قوة الصين النسبية في مواجهة الأزمة المالية العالمية وأبلغ المشاركين في المنتدى من مسؤولي الحكومات ورجال الأعمال الآسيويين أن بكين مستعدة لدعم دول أخرى تمر بمصاعب.
وقال إن سلسلة من إجراءات التحفيز الاقتصادي اعتمدتها الصين أظهرت نتائج مبدئية وثمة تغييرات إيجابية في الأداء الاقتصادي الذي جاء أفضل من المتوقع. وأوضحت وكالة «رويترز» للأنباء أن الصين قالت في وقت سابق هذا الأسبوع إن الاقتصاد نما 6.1 في المائة على أساس سنوي في الربع الأول من العام الجاري. وهذا أضعف أداء منذ بدأ رصد هذه الأرقام في 1992 لكن محللين قالوا إنه يمثل تحسنا في النمو قياسا إلى ربع السنة السابق.