«السعودية» تطلق شركة متخصصة بالخدمات الفنية

أبرمت عقودا مع شركات عالمية بقيمة 1.2 مليار دولار

فني من أسطول «الخطوط السعودية» يجري عمليات الصيانة («الشرق الأوسط»)
TT

كشفت «الخطوط السعودية» عن تخصيص قطاع الخدمات الفنية لديها، وإطلاق شركة متخصصة في توفير هذه الخدمات تحت مسمى «السعودية لهندسة وصناعة الطيران»، لتتولى الشركة التي كشف النقاب عنها يوم أمس، تنفيذ وتقييم ومراقبة مدى فعالية برامج الصيانة الدورية الوقائية وتطويرها بصفة مستمرة، مع مراقبة الأداء الفني للطائرات والمحركات والقطع المكملة لها لجميع طائرات أسطول «السعودية».

وفي السياق ذاته، أعلنت «الخطوط السعودية» عن إبرامها لعقود مع كل من شركة «جنرال إلكتريك»، وشركة «رولز رويس» بقيمة تبلغ 1.2 مليار دولار، في إطار عمليات تطوير وترقية أسطولها الجوي.

المهندس علي ملعاط، الرئيس التنفيذي للوحدة الإستراتيجية للخدمات الفنية بـ«الخطوط الجوية العربية السعودية»، أكد بأن المسمى الجديد للقطاع المخصص تم اعتماده وتسجيله في وزارة التجارة، والحصول على السجل التجاري واشتراك الغرفة التجارية بجدة. وتوقع ملعاط، أن يتم الانتهاء من عملية التخصيص بنهاية العام الحالي. وكانت «الخطوط السعودية» قد باشرت مؤخرا في المراحل النهائية من مشروع تخصيص قطاع الخدمات الفنية، بعد الانتهاء من إصدار التقارير اللازمة والتقرير التشخيصي والرؤية والرسالة والأهداف الإستراتيجية والهيكل التنظيمي المقترح للشركة الجديدة، إلى جانب التوصيف الوظيفي لطاقمها، والمؤشرات الأساسية للأداء، وخطة القوى البشرية، وهي مرحلة تهدف إلى إعادة الهيكلة الإدارية اللازمة في القطاع لإطلاق الشركة المستحدثة.

وفي السياق ذاته، أبرمت «الخطوط السعودية» اتفاقا مع بنك باريباس الفرنسي لوضع استراتيجية عرض قطاع الخدمات الفنية للتخصيص، ويتضمن الاتفاق تنفيذ مشروع جرد المخزن ومشروع بناء مرافق جديدة لصيانة الطائرات في كل من مطار الملك عبد العزيز الدولي بجدة، و مطار الأمير محمد بن عبد العزيز الدولي بالمدينة المنورة، ومشروع بناء مركز حديث لصيانة وتوضيب المحركات، بحسب ما أوضح المهندس علي ملعاط.

كما أشار ملعاط، إلى أنه في إطار جهود قطاع الخدمات الفنية المتواصلة للارتقاء بمستوى الخدمة المقدمة ورفع معدلات الأداء التشغيلي والالتزام بالخطط التشغيلية لـ«السعودية» فقد تم مؤخرا توقيع عدة اتفاقيات، منها اتفاقية مع شركة «جنرال إلكتريك» لخدمات الطيران، تقدر بـ300 مليون دولار، وفقا للأسعار المعلنة، تتضمن تزويد الطائرات التي تم شراؤها للأسطول الجديد من طراز إيرباص 320 أ بمحركات CFM56-5B وأخرى مع شركة «هاميلتون سندستراند» لتزويد الطائرات نفسها بمولدات الطاقة (APS3200). كما تم توقيع اتفاقية بقيمة 900 مليون دولار، وفقا للأسعار المعلنة مع شركة «رولز رويس» لتزويد طائرات الأسطول الجديد من طراز إيرباص 330 أ بمحركات (Trent700EP). كما تم أيضا اختيار محركات (GEnx) من شركة «جنرال إلكتريك» لطائرات الأسطول الجديد من طراز بوينج 787.

وقال ملعاط: إن إبرام مثل تلك الاتفاقيات يأتي في إطار مواكبة التطورات المتلاحقة لتحديث وتطوير أسطول «السعودية» وذلك بعد موافقة مجلس إدارة «الخطوط السعودية» على خطة إحلال الأسطول الحالي بطائرات جديدة قصيرة ومتوسطة وبعيدة المدى، ذات تقنية عالية كبدائل للطائرات التي خرجت من الخدمة، وتلك التي ستخرج على مدى السنوات القادمة، وفق برنامج عملي ومنهجي. وستقوم الكوادر السعودية المؤهلة بقطاع الخدمات الفنية باستلام جميع الطائرات الجديدة وتجهيزها للتشغيل وإجراء الصيانة عليها، وقد بدأت «السعودية» المرحلة الأولى لتحديث أسطولها من خلال إبرام عدة اتفاقيات لشراء واستئجار 70 طائرة جديدة، منها 5 طائرات من طراز إيرباص 320 أ و8 طائرات من طراز إيرباص 330 أ و12 طائرة من طراز بوينج.

وأوضح أنه يتم تنفيذ برامج الصيانة الدورية الوقائية طبقا للجداول المعدة لذلك ووفقا للتوصيات التي تصدر عن الهيئات التشريعية الدولية والهيئة العامة للطيران المدني، وقد تم خلال عام 2008 م إجراء عدة فحوصات على طائرات أسطول «السعودية»، منها (113) فحصا على طائرات بوينج 747 و(137) فحصا على طائرات بوينج 777 كما تم إجراء 93 فحصا على طائرات بوينج من إ م دي 90 و(17) فحصا على طائرات بوينج إ م دي 11 و(66) فحصا على طائرات إمبراير170 مع ملاحظة أن فحص العمرة الكاملة لطائرات إم دي90 يتم في مرافق قطاع الخدمات الفنية. أما بالنسبة لبرنامج الصيانة الوقائية الدورية للمحركات وأجهزة الطائرات، فقد تم خلال الفترة نفسها إصلاح وتوضيب (128) محركا و(116) جهاز توليد للطاقة المساندة في مركز توضيب المحركات، وصيانة أكثر من (60136) جهازا من أجهزة الطائرات الإلكترونية والميكانيكية والهيدروليكية في الورش الفنية المتخصصة لهذا الغرض، مشيرا إلى أن قطاع الخدمات الفنية يقوم أيضا بصيانة المرافق والمعدات الأرضية المساندة للطائرات، وقد تم إنجاز أكثر من 66812 ساعة عمل من الصيانة الوقائية الدورية و أكثر من 98474  ساعة عمل في إصلاح الأعطال الطارئة غير المجدولة مسبقا.

وأشار إلى أن تأهيل الكوادر البشرية بقطاع الخدمات الفنية يسير على محورين، أولهما التأهيل الأكاديمي للكوادر الفنية وذلك من خلال تأهيل الكوادر الجديدة للقيام بمهام صيانة الطائرات والمحركات وقطع الغيار والأجهزة والمعدات المساندة.

وأبان أن المحور الثاني هو التدريب المستمر للقوى العاملة من الفنيين الحاليين للارتقاء بمعدلات الإنتاجية والمستويات الفنية وتأهيلهم على ما يستجد من تقنيات في صناعة النقل الجوي، وذلك عن طريق عقد عدة دورات فنية لدى مدرسة التدريب الفني التابعة لقطاع الخدمات الفنية، حيث تم تقديم 1697 دورة تدريبية حضرها 10156 متدربا في عام 2008 م ودورات تخصصية أخرى لدى الشركات الصانعة للطائرات وأجزائها خارج المملكة.