إنفلونزا الخنازير تثير «الرعب» في أسواق المال العالمية

أسهم شركات الأدوية ترتفع.. وقطاعا الطيران والنفط يعانيان > خبير: قد تكون بمثابة أزمة مالية جديدة

TT

ذاع الذعر بين المستثمرين في أسواق المال العالمية أمس، ولكن هذه المرة كان متخفيا وراء ستار إنفلونزا الخنازير وليس الأزمة المالية. واندلعت شرارة المرض المميت الأولى في المكسيك لتنتقل إلى الولايات المتحدة، وصولا إلى إسبانيا في أوروبا، ولكن أول تأثير اقتصادي كان في بريطانيا، إذ فقد سهم الخطوط الجوية البريطانية (بريتيش إير وايز) ما يقارب 8.7 في المائة، وسهم فنادق إنتركونتيننتال فقد 4.4 في المائة، توماس كوك فقد 4.5 في المائة. وكان قطاع الطيران حول العالم يعاني أيضا بعد فقدان كاثاي باسيفيك 8 في المائة، و4 في المائة انخفاضا في سهم كوانتس. واشتد الأمر سوءا خاصة بعد تصريحات مفوض الصحة للاتحاد الأوروبي بتوخي الأوروبيين الحذر من السفر إلى الأماكن الموبوءة، مما أدى إلى تخوف الأسواق من هبوط وتيرة السفر خلال موسم الصيف. وأعلنت منظمة الصحة العالمية تحذيرات بأن المرض قد يتفشى، مما أثار رعبا أكثر بين الأسواق. وتأثر سوق النفط، ليفقد الخام الأميركي حوالي دولارين في تعاملات نايمكس أمس إلى 48.01 دولار، بينما انخفضت عقود تسليم يونيو (حزيران) إلى 49.54 دولار.

وعلى النقيض سجل سهم شركة روش السويسرية للأدوية ارتفاعا بنسبة 3.8 في المائة من قيمته في تعاملات بورصة زيوريخ للأوراق المالية، حيث تنتج الشركة عقار «تاميفلو» لعلاج البشر الذين يصابون بالمرض. وزاد الطلب بقوة على هذا العقار إبان فترة تفشي إنفلونزا الطيور، خاصة في جنوب آسيا. وكسبت أسهم منافستها البريطانية غلاسكو سميثكلاين التي تنتج عقار «ريلينزا» المضاد للإنفلونزا 5.6 في المائة، بعد أن صرحت بزيادة الإنتاج. وأشار لـ«الشرق الأوسط» دافيد سلون رئيس الاقتصاديين في «فوركاست نيويورك» أن الوضع ما زال تحت السيطرة إلى حد كبير، ولكن التوقعات التي صدرت مخيفة إذا لامست أسوأ السيناريوهات. وأضاف سلون أنه في حال حدوث تفشي الوباء، سيؤدي ذلك إلى وفاة 71 مليون شخص، مما سيكلف العالم 3 تريليونات دولار، بقيمة 4.8 في المائة من الناتج العالمي. وقال «هذا بمثابة أزمة مالية جديدة»، موضحا أن ملامحه لم تتضح إلى الآن، ولكن خلال أيام قليلة ستتضح الصورة أكثر.

وأشار إلى أن قطاع الطيران سيتأثر مما وضح في تداولات الأمس، وطالما تأثر الطيران ستتأثر أسعار النفط بطبيعة الحال. ودخلت الأسواق المالية العالمية أثناء تداولاتها بعد الظهر، متأثرة بقطاع الطيران والقطاع النفطي، المتأثر بالأحداث، إلى منطقة الاحمرار، ليفقد مؤشر فوتسي 100 الرئيسي في بورصة لندن 7.5 نقطة بحوالي 0.2 في المائة، بينما فقد داكس في فرانكفورت 1 في المائة. وتأثر داو جونز في بداية التداول ليفقد 12 نقطة ليصل إلى 8064 نقطة، ولكن عاود الارتفاع أثناء الظهيرة بـ45.40 نقطة، قدرت بـ0.42 في المائة. واستطاع مؤشر نيكاي في طوكيو الإغلاق مرتفعا بمكاسب ضئيلة عند 0.2 في المائة، بينما هانغ سينغ أغلق على خسارة قدرها 2.7 في المائة. واستطاعت بورصة لندن وفرانكفورت تعويض خسائرهما والإغلاق على ارتفاع محدود بـ0.27 و0.42 في المائة.