لندن.. تحديات وفرص الأزمة الاقتصادية في مؤتمر المجلات الدولي

رئيس «إف.أي.بي.بي»: ارتفاع نسب التعليم والمداخيل يبشر بارتفاع معدلات القراءة عربيا

TT

سيطرت الأزمة الاقتصادية العالمية على أعمال «مؤتمر المجلات الدولي» World Magazine Congress، الذي ينظمه اتحاد المطبوعات الدورية العالمية (إف.أي.بي.بي) في دورته السابعة والثلاثين الذي عقد في العاصمة البريطانية، يضاف إلى ذلك التحديات التي تفرضها الانترنت ووسائل الإعلام الجديدة على قطاع النشر. المؤتمر افتتحه عمدة لندن، بوريس جونسون، عبر رسالة مرئية مسجلة حملت عنوان «مرحبا بكم في لندن»، وتلى ذلك الجلسة الأولى التي حملت عنوان «الاقتصاد العالمي والتوجهات الإعلامية»، وكان من أبرز ما قيل فيها هي كلمة رئيس مجلس إدارة مجموعة «بوبليسيس» الإعلانية ـ موريس ليفي. فقد تحدث ليفي بإسهاب عن التغيرات الحاصلة على الصعيد الإعلامي. موضحا أن على الناشرين أن يعوا أنه في حين قد تزول الأزمة الاقتصادية بعد فترة، فإن التوجه الحاصل صوب الإعلام الجديد والانترنت لن يتوقف أو يزول. «علينا أن ندرك أن الوضع قد تغير، وفي حين لا أبشر بدمار قطاع النشر، فلا بد علينا الاحتياط من الأسوأ».

وقال ليفي ناصحا شركات النشر بعدم انتظار معجزة والبدء في التفكير في حلول تجارية للاستفادة من محتواها الكترونيا. وأوضح رئيس مجلس إدارة مجموعة الإعلانات العملاقة «لسنوات طويلة كنا نقول إنه لا يمكن الاستفادة تجاريا من تحميل الأغاني على الإنترنت، ولكن انظروا ما الذي استطاعت شركة أبل إنجازه عبر برنامج بسيط للغاية» (يقصد خدمة «أي تيونز» لبيع الأغاني على الإنترنت التي أطلقتها «أبل» قبل سنوات). وخلال الندوات تحدث عدد من المشاركين عن سبل مختلفة لجعل المحتوى مدفوعا على الانترنت، وهذا ما أكده ليفي الذي قال «من قال انه يجب أن يبقى مجانيا دائما؟»، في حين ذكرت كارولين ماكول، رئيسة مجلس إدارة مجموعة الغارديان الإعلامية، بأن المحتوى المدفوع بين المؤسسات هو الطريق للمستقبل.

من جهة ثانية، تحدثت «الشرق الأوسط» إلى دونالد كومرفيلد، رئيس مجلس إدارة رابطة الـ«إف.أي.بي.بي»، واستطلعت آراءه حول التغيرات الحاصلة أخيرا في قطاع النشر. وقال كومرفيلد، 75 عاما وله باع طويل في مجال الصحف والمجلات، إن فترات تراجع اقتصادي عديدة مرت عليه، إلا أن ما يميز الأزمة الاقتصادية الحالية هي أنها عالمية وليست محصورة في منطقة أو بلد معين، مضيفا كذلك أن الفارق هذه المرة كذلك هو وجود تأثير الانترنت والإعلام الجديد. وأضاف كومرفيلد لـ«الشرق الأوسط»: «حتى في بلاد نامية مثل الهند مثلا فإن الأزمة تركت آثارها وإن كانت أقل وطأة من غيرها» مشيرا إلى أن ما يجري هناك هو أنه بدلا من أن يكون معدل النمو 20 في المائة فإنه أصبح نحو 6 في المائة فقط.

وحول رؤيته بخصوص العالم العربي، قال كومرفليد: «أعتقد أن هذه منطقة من العالم يجب أن تكون متفائلة، فمستويات التعليم والمداخيل إلى ارتفاع وهذا يبشر بارتفاع معدلات القراءة لاحقا». واشتملت أجندة اليوم الأول على كلمات عدة، من أبرزها واحدة لكليفين ميدين رئيس النشر الالكتروني في مجموعة «هاي ماركت»، وبيتر فيبين رئيس قطاع مجلات هيئة الإذاعة البريطانية «بي بي سي»، وسيمون كليفت الرئيس التنفيذي للتسويق في مجموعة «يونيليفر». من جهة ثانية، نشطت الحركة أروقة صالة مبنى «اولد بيلينغز غايت» حيث نصبت الزوايا التسويقية لأكبر أسماء قطاع النشر وشركات الخدمات اللوجيستية التي تخدم القطاع، مثل شركة «نيويورك تايمز» و«هاي ماركت» ومجموعة «ذي ايكونوميست» و«دي اتش ال».