«هيريتيج أويل» البريطانية تعلن كشفا نفطيا كبيرا في كردستان العراق

وسط جدل وتشكيك بشأن قانونية عقود النفط في الإقليم

أثر الوضع الأمني كثيرا على قطاع النفط في العراق («الشرق الأوسط»)
TT

قالت شركة «هيريتيج أويل» البريطانية للتنقيب عن النفط أمس إنها اكتشفت ما يصل إلى 4.2 مليار برميل من النفط في منطقة كردستان، التي تتمتع بحكم ذاتي في العراق، وأدى الإعلان إلى ارتفاع أسهم الشركة 18 بالمائة رغم الشكوك بشأن قانونية عقود النفط الكردية. وقالت «هيريتيج» في بيان إن حقل غرب ميران يمكن أن ينتج ما بين عشرة آلاف و15 ألف برميل يوميا بنهاية العام الحالي، وإن هناك خططا لنقل النفط بالشاحنات من المنطقة إلى أن يتم ربط الحقل بخطوط أنابيب التصدير العراقية.

ورحب المحللون بالكشف ورفعوا السعر المستهدف لسهم هيريتيج، وقال ريتشارد جريفيث المحلل النفطي في «إيفوليوشن» للسمسرة: «أنباء اليوم (أمس) تعني تحولا جذريا لـ(هيريتيج)». وارتفعت أسهم الشركة 21 بالمائة إلى 486 سنتا للسهم، لكن الحكومة العراقية تصف العقود التي تبرمها الحكومة الإقليمية في كردستان بأنها غير قانونية. وأدت النزاعات بين الحكومة الإقليمية في كردستان وبغداد بشأن تقاسم الإيرادات إلى تعطل مشروعات النفط في كردستان، ويتعين مرور النفط الكردستاني عبر باقي العراق للوصول إلى أسواق التصدير.

ولا تزيد احتياجات كردستان عن بضعة آلاف من براميل النفط يوميا، وهو ما تلبيه بسهولة الآبار الحالية. وقال المدير المالي لـ«هيريتيج» بول اثرتون لـ«رويترز» في مقابلة هاتفية إنه واثق من إبرام اتفاق قريبا يمكن بموجبه لشركات مثل «هيريتيج» الحصول على تراخيص لنقل نفطها الخام خارج المنطقة وربط الآبار بخطوط أنابيب التصدير الرئيسية. وأضاف أن بوسع «هيريتيج» تمويل عملية تطوير حقول النفط الكرجية من السيولة المالية المتوفرة في ميزانيتها العمومية ومن الأموال التي سيدرّها الإنتاج من الحقول.

من جهة أخرى قال وكيل وزارة النفط العراقية أحمد الشماع أمس إن العراق في المراحل النهائية لدراسة عروض تقدمت بها شركات «نيبون أويل» اليابانية و«ايني» الإيطالية و«ريبسول» الإسبانية، وإنه يعتزم إعلان الفائز بصفقة تطوير حقل الناصرية النفطي بنهاية مايو (أيار). وقال الشماع لـ«رويترز»: «نحن نجري تحليلا نهائيا للعروض التي قدمتها (ايني) و(ريبسول) و(نيبون)، وسنحاول اختيار أفضل عرض خلال الثلث الأخير من هذا الشهر».

ودعا العراق الشركات الثلاث إلى تقديم عروض لتطوير حقل الناصرية الواقع في جنوب البلاد، الذي قال مسؤولون في السابق إنه يمكن أن ينتج 100 ألف برميل يوميا خلال 18 شهرا. ويقدر مسؤولو «ايني» أن الحقل يمكنه أن ينتج في نهاية المطاف ما يصل إلى مليون برميل يوميا.

والعقد الذي يتضمن الأعمال الهندسية والإنشائية لحقل الناصرية جزء من جهود الحكومة العراقية لتعزيز إنتاج النفط والاستفادة من الموارد النفطية الهائلة، والعراق به ثالث أكبر احتياطيات نفطية مؤكدة في العالم، وأدت سنوات من العقوبات وضعف الاستثمار وأعمال التخريب إلى ترك قطاع النفط في حالة مؤسفة. ويسعى رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي إلى اجتذاب أكبر شركات عالمية في جولتين من المناقصات يمكن أن تقوم بمضاعفة الإنتاج الحالي على الأقل.

وقال الشماع إن الحكومة تدرس أيضا تطوير الجزء الجنوبي من حقل شرق بغداد، وهو يضم احتياطيات عملاقة قرب العاصمة. وتشير تقديرات وزارة النفط العراقية إلى أن حقل شرق بغداد يمكنه أن ينتج 120 ألف برميل يوميا في يوم من الأيام. وبعد أن تستكمل الدراسة سيبدأ مسؤولون محادثات مع شركات النفط لتطوير الحقل. وقال الشماع إن كل البيانات المتوفرة بشأن الجزء الجنوبي من حقل شرق بغداد تشير إلى أنه يمكنه أن ينتج من الخام ما يكفي لتشغيل مصفاة الدورة ببغداد، والدورة هي مصفاة تكرير النفط الرئيسية للعاصمة العراقية لكنها أصغر من مصفاة بيجي التي تبعد 180 كيلومترا شمال بغداد.