واردات الخليج من الصلب تتراجع بنسبة 20%

بعد تجميد وتأجيل مشروعات

يتوقع أن ينخفض الطلب على الصلب في الإمارات العربية المتحدة بنسبة 40 في المائة هذا العام («الشرق الأوسط»)
TT

لم تعد منطقة الخليج سوقا سهلة لصادرات الصلب بعد أدى التباطؤ في سوق العقارات إلى تراجع الطلب بدرجة أكبر من تراجع السوق العالمية.

وأدى التباطؤ الاقتصادي إلى تراجع الطلب في أنحاء العالم مما اضطر شركات صناعة الصلب إلى خفض الإنتاج بدرجة كبيرة وتجميد خطط الاستثمار وتسريح العمال.

وقال مصنعون إنه في منطقة الخليج، التي تشهد تباطؤا بعد الازدهار الناجم عن النفط، يتوقع أن تنخفض الواردات بنسبة 20 في المائة هذا العام بعد تجميد أو تأجيل مشروعات إنشاءات تقدر قيمتها بمليارات الدولارات.

وترى رابطة الصلب العالمية أن الطلب العالمي على الصلب الخام سينخفض نسبة 15 في المائة وهو أكبر انخفاض منذ الحرب العالمية الثانية إلى 1.019 مليار طن هذا العام.

وقال ستيف ماكريل مدير العمليات في مكتب إحصائيات الصلب في لندن «نسمع عن كل حالات تأجيل المشروعات في الخليج.. ليس هناك شك في أن الطلب هذا العام سينخفض».

وقال إنه يتوقع أن تنخفض واردات الخليج إلى 18 مليون طن هذا العام من 22.5 مليون طن في عام 2008. وفي ذلك العام ارتفعت الواردات بنسبة كبيرة بلغت أكثر من 39 في المائة.

وفي السعودية، وهي أكبر اقتصاد عربي، قال مدير عام قسم إنتاج ومبيعات الحديد بالشركة السعودية للصناعات الأساسية (سابك) إنه من المتوقع أن ينخفض الطلب هذا العام إلى 5.1 مليون طن من 7.2 مليون طن في عام 2008. وقال هشام الحملي إنه في السعودية هذا العام حدث انخفاض بلغ 26 في المائة في صناعة السيارات وانخفاض بلغ 22 في المائة في التشييد مما أدى إلى انخفاض الطلب على الصلب. غير أن مشروعات الإنشاء في الخليج ما زال لها نصيب الأسد في استهلاك الصلب مقارنة مع صناعة السيارات.

وأوضحت وكالة «رويترز» للأنباء أنه في بعض الحالات بدأ تشغيل قدرات إنتاج إضافية رغم أن الطلب الضعيف سيكون عاملا رئيسيا في تقييد الواردات إلى المنطقة.

وفي الإمارات العربية المتحدة، وهي ثاني أكبر اقتصاد عربي، يتوقع أن ينخفض الطلب على الصلب بنسبة 40 في المائة هذا العام لكن أكبر منتج للصلب، وهو شركة الإمارات لصناعات الحديد، زادت طاقة إنتاجها إلى المثلين، إلى مليوني طن هذا العام.

وقال جيم وايت، المدير التنفيذي لشركة الإمارات لصناعات الحديد المملوكة للدولة «الطلب انخفض بالفعل واستقر الآن» مضيفا أن الطلب سيتراوح حول 3.5 مليون طن في عام 2009 من نحو 5.5 ـ 6 ملايين طن في عام 2008.

وتدفق صلب رخيص الثمن من أوروبا وتركيا نتيجة لضعف العملات سيكون بمثابة ضربة أخرى لسوق الصلب في الخليج.

وقال متعاملون في منطقة الخليج إن الأسعار العالمية للصلب المستخدم في التشييد استقرت حول 550 دولارا للطن انخفاضا من أعلى سعر وصلت إليه في يوليو (تموز) الماضي عند 1700 دولار للطن.

كما انخفض سعر الصلب المستخدم في البنية الأساسية بأكثر من 50 في المائة منذ العام الماضي إلى نحو 450 دولارا.

وقال فاروق إيكينجي نائب رئيس شركة إيكينجي التركية لصناعة الحديد والصلب «أتوقع أن تكون صادراتنا كما هي هذا العام لأن أسعارنا ستستمر في كونها أسعارا منافسة».

وتنتج شركة إيكينجي للحديد والصلب نحو 1.3 مليون طن من الصلب سنويا تم تصدير نحو 500 ألف طن منها إلى الإمارات في العام الماضي.

وقال أحمد عز رئيس مجلس إدارة شركة «حديد عز»، وهي أكبر شركة لصناعة الصلب في مصر، إن الحكومات العربية يجب أن تبدأ في مراقبة الموقف عن قرب بدرجة أكبر. وأضاف أن هذه الدول وتركيا وأوروبا تصدر المشاكل وليس المنتجات. وقال إن مصدري الصلب من الشرق الأوسط إلى أوروبا يعملون تحت وطأة مزيد من القيود أكثر من التجارة في الاتجاه المعاكس.

وقد عبرت الإمارات عن القلق بشأن إغراق السوق بالصلب وقالت إنه يؤثر على الأسعار المحلية.