المفوضية الأوروبية: الالتزام بتأمين سوق طاقة فعالة وطرق نقل آمنة

رحبت بنتائج قمة خط غاز ممر الجنوب

TT

رحبت المفوضية الأوروبية في بروكسل بنتائج قمة ممر الجنوب التي عقدت في براغ عاصمة الرئاسة التشيكية الحالية للاتحاد الأوروبي، وشارك فيها زعماء وكبار مسؤولي دول أذربيجان، وأوزبكستان، وكازاخستان، وتركمانستان، وتركيا، والعراق، وجورجيا، ومصر. ووصفت المفوضية النتائج بأنها إيجابية للغاية، وجاء ذلك من خلال بيان صدر ببروكسل يتضمن تصريحات مانويل باروسو رئيس المفوضية في مؤتمر صحافي عقده في براغ في ختام أعمال القمة، وقال: «إن هذا الاجتماع المهم، تمخض عن التزام الأطراف كافة بالتعاون من أجل تحقيق المصلحة المشتركة المتمثلة في تأمين سوق طاقة فعالة وطرق نقل آمنة واحتياطيات كافية للاتحاد الأوروبي». وأوضح باروسو أن البلدان المنتجة قد تعهدت خلال الاجتماع بتخصيص جزء من منتجاتها من الغاز الطبيعي لضخه في أنابيب نقل الغاز «ممر الجنوب» إلى الاتحاد الأوروبي، بموجب جداول زمنية تحدد لاحقا. بينما التزمت دول العبور بالعمل على الاستثمار في مجال تأمين بنى تحتية مؤهلة لنقل الغاز بشكل آمن وعبر آليات شفافة.

وأضاف باروسو أن الدول المنتجة للغاز تستطيع الاطمئنان الآن إلى وجود أسواق آمنة ذات عوائد جيدة لمنتجاتها، في الوقت الذي يسعى فيه الاتحاد الأوروبي إلى زيادة احتياطياته وتنويع مصادر التزود بالغاز للرد على حاجاته الاستهلاكية والصناعية. وأكد رئيس المفوضية الأوروبية أن دول التكتل الموحد عبرت خلال هذه القمة عن «الجدية» في مجال تأمين الأطر القانونية الخاصة بتحقيق مشروع «ممر الجنوب» ومصادر التمويل والدعم السياسي اللازم للشركات العاملة على تنفيذ هذا المشروع بمختلف جوانبه.

ودعا رئيس الجهاز التنفيذي الأوروبي الأطراف المعنية كافة إلى بدء العمل بسرعة «بعد أن وضعت هذه القمة الأسس اللازمة ووثقت التزامات الأطراف كافة»، معربا عن أمله أن يتم التوصل إلى توقيع اتفاق بشأن أنبوب نقل الغاز «نابوكو» في يونيو (حزيران) القادم، (يشكل جزءا من خطوط أنابيب نقل الغاز المشمولة بمشروع ممر الجنوب). على أن يتم التوصل إلى اتفاق بشأن الأنابيب الأخرى نهاية 2009. كما عبر باروسو عن أمله أن يتم قريبا التوقيع على مذكرة التفاهم الأوروبية ـ العراقية بشأن التعاون في مجال الطاقة، مشيرا إلى أن المفاوضات بهذا الشأن تسير بشكل جيد. يذكر أنه في إطار إمكانيات التوصل إلى شراكة استراتيجية معمقة تساهم في تزويد الاتحاد الأوروبي باحتياجاته من الغاز القادم من بعض الدول ونقله بشكل آمن عبر بعضها الآخر، استضافت العاصمة التشيكية براغ الجمعة، قمة جمعت كبار مسؤولي الاتحاد الأوروبي، ودول آسيا الوسطى، وجنوب القوقاز، والشرق الأوسط.

وقال رئيس المفوضية الأوروبية خوسيه مانويل باروسو، «إن الاتحاد يسعى للحصول على التزام مشترك من دوله والدول المشاركة في القمة لإقامة أنابيب نقل غاز من الدول المصدرة إلى الدول الأوروبية المستهلكة عبر أراض آمنة. واعتبر أن الاتفاق على إقامة مثل هذا الممر يعزز أمن الطاقة الأوروبي ويصب في مصلحة الأطراف المنتجة للغاز والأطراف الناقلة له». ومن خلال بيان وزع ببروكسل، أشار رئيس المفوضية إلى أن الوقت قد حان، بعد سنوات من المباحثات مع الدول المجاورة كافة التي تمتلك الغاز (كل على حدة) للحصول على «التزام جماعي» من كل أطراف العملية، حيث يمكن للبلدان المصدرة أن تطمئن إلى وجود أسواق لما تنتجه من الغاز وطرق نقله، وكذلك تستطيع أوروبا أن تعتمد على مصادر وطرق أكثر مصداقية وأمناً وشارك الاتحاد الأوروبي في هذه القمة بصيغة الترويكا (الرئاسة التشيكية الحالية للاتحاد، والمفوضية الأوروبية والمجلس الوزاري) ودعي إليها ممثلون عن كبرى المؤسسات المالية العالمية كالبنك الدولي ومصرف الاستثمار الأوروبي والمصرف الأوروبي لإعادة البناء والتنمية.

وتؤكد مصادر المفوضية الأوروبية على أن قمة براغ جاءت بهدف الحصول على «التزام سياسي واضح» من الأطراف كافة بشأن التعاون والعمل لإنشاء ممر آمن للغاز من دول القوقاز وآسيا الوسطى والشرق الأوسط باتجاه أوروبا، مشيرة إلى أن هناك اتفاق شراكة مع أذربيجان يركز على مسار الغاز، كما قام الاتحاد الأوروبي بتطوير علاقاته مع مصر للحصول على الغاز القادم من البلاد ومن دول المغرب العربي وشمال أفريقيا. أما المفاوضات مع العراق، فهي تتقدم باتجاه توقيع اتفاق في مجالي النفط والغاز، ويأتي مشروع ممر الجنوب، الذي يتضمن إنشاء وتطوير أربعة أنابيب لنقل الغاز باتجاه أوروبا عبر آسيا الوسطى وجنوب القوقاز والشرق الأوسط ضمن إطار خطة أوروبية «طموحة» تهدف إلى تحسين أمن الطاقة الأوروبي، وترتكز على تنويع مصادر التزويد، وتأمين طرق النقل، وتوسيع طيف الأطراف والشركات المنفذة للمشاريع الخاصة بالبنى التحتية وسوق الطاقة.