تاريخ شركة «فيات»

TT

* كلمة فيات اختصار لاسم الشركة بالإيطالية وترجمته مصنع السيارات الإيطالية في تورينو. وقد تأسست الشركة عام 1899، ورأسها جيوفاني أغنيلي، وكان ضابطا سابقا في سلاح الفرسان.

وكبرت شركة فيات سريعا وجعلت عائلة أغنيلي من أثرى عائلات أوروبا، وكأنها عائلة مالكة إيطالية. ويقول رئيس تنفيذي في شركة إيطالية كبرى طلب عدم ذكر اسمه حماية لعلاقاته التجارية: «عندما أطاح الإيطاليون بالملكية، كان أغنيلي يعرف أنهم في أعماقهم ملكيون، لذا توج ذاته ملكا لإيطاليا».

وتولى حفيد أغنيلي، غياني، رئاسة الشركة في الستينات، واستمر في إدارة الشركة بأسلوب ملكي. وقد وصفته مجلة «إسكواير» بواحد من بين أكثر خمسة رجال أناقة في تاريخ العالم، وكان يصل متأنقا في وقت متأخر إلى العمل، وإذا كان الطقس جيدا، كان يأخذ مروحية الشركة للذهاب إلى منتجع تزلج قريب.

وأوضح غيوسيب بيرتا، أستاذ التاريخ الصناعي في جامعة بوكوني في ميلان أنه عندما توفي غياني أغنيلي عام 2003، أصبحت إدارة فيات فاترة وغير مستعدة للمنافسة في سوق عالمية كبيرة.

وقال: «يكمن الضعف الحقيقي في تاريخ فيات في غياب إدارة الشركة. لقد كانت الإدارة وكأنها محكمة. كان هناك ملك، ملك رائع للغاية ممثل في غياني أغنيلي. وكانت العلاقة بالملك أهم لمديري الشركة من تحقيق نتائج اقتصادية».

ومرت فيات بسلسلة من الرؤساء التنفيذيين المتتابعين حتى عام 2004، عندما تم تعيين مارشيوني. وسريعا ما أصلح صفوف قيادة فيات، وعين عشرات من المديرين المولودين في الخارج في محاولة لتغيير ثقافة العزلة في مقر الشركة في تورينو. ويقول زيربولي، أستاذ جامعة ساليرنو: «لقد اعترف بأنه كانت هناك إدارة سيئة وأنه إذا كان من الواجب إعادة بناء فيات، فيجب البدء من الإدارة العليا».

وعلى الرغم من أن فيات بالفعل حصلت على دعم مالي من واشنطن وتأمل في الحصول على آخر من برلين، فإنه ربما يكون من الصعب الحصول على المساعدة في الداخل.

لقد احتفظت عائلة أغنيلي، التي ما زالت تملك 30 في المائة من أسهم الشركة، بعلاقات طيبة مع الحكومة الإيطالية، بغض النظر عن الحزب الموجود في السلطة.

ولكن تتعقد علاقتها برئيس الوزراء سيلفيو بيرلسكوني، رجل الأعمال الملياردير، الذي احتل في أذهان الإيطاليين مكان غياني أغنيلي كملك إيطاليا غير الرسمي. وعلى الرغم من تقدير بيرلسكوني لعائلة أغنيلي علنا، فإنه ليس متحمسا على الإطلاق لمنح دعم حكومي لفيات أو لصناعة السيارات، على حد قول المحللين.

ويقول سيرغيو رومانو، الدبلوماسي الإيطالي السابق وكاتب عمود في صحيفة «كوريير ديلا سيرا» الرئيسة: «لم يكن هناك فعليا إعجاب كبير بين بيرلسكوني وغياني أغنيلي عندما كان حيا». وعندما واجهت فيات أزمة في السيولة في عام 2002، وطلبت من بيرلسكوني أموالا لإنقاذها، يقول رومانو: «لم تكن هناك أدنى إشارة على وجود رغبة لديه للمساعدة».

وكما هو الحال مع ألمانيا ودول أوروبية أخرى، وافقت الحكومة الإيطالية على تقديم دعم مالي لاستبدال السيارات القديمة في العام الماضي لتشجيع مشتري السيارات على مبادلة سيارات حديثة بسياراتهم القديمة، وهو البرنامج الذي أفاد فيات. ولكن صرح مسؤولون في روما بأن شركات السيارات يجب ألا تتوقع الحصول على أي منح مباشرة.

وقال بنديتو ديلا فيدوفا، عضو البرلمان المنتمي لحزب بيرلسكوني: «في اللحظة الحالية، أعتقد أننا يمكننا أن نرفض ذلك».