«الحمائية» و «الإغراق» من العناوين البارزة في قمة الاتحاد الأوروبي ـ الصين

تعقد اليوم في براغ وسط تأكيدات على أهمية المصالح الاقتصادية بين الجانبين

TT

ارتفع العجز التجاري بين الاتحاد الأوروبي والصين بشكل ملحوظ في عام 2008 ليصل «إلى 169 مليار يورو، مقارنة بنحو 49 مليار يورو في عام 2000.

وقال المركز الأوروبي للإحصاءات، ان قيمة تجارة المواد الغذائية بين الاتحاد الأوروبي والصين، ارتفعت بمعدل ثلاث مرات في الفترة الممتدة بين عامي 2000 و2008.

وأضاف، ان حجم الصادرات الأوروبية إلى الصين ارتفع في عام 2008 إلى 78 مليار يورو مقارنة بنحو 26 مليار في عام 2000، في حين ارتفعت الواردات إلى 248 مليار يورو مقارنة بنحو 75 مليار خلال نفس الفترة.

وأشار المركز «إلى أن الصين كانت ثاني اكبر شريك تجاري للاتحاد الأوروبي خلال عام 2008 بعد الولايات المتحدة حائزة على 6 في المائة من الصادرات الأوروبية، و16 في المائة من وارداته». وأعلن المركز عن هذه الأرقام بمناسبة انعقاد قمة الاتحاد الأوروبي ـ الصين اليوم الأربعاء في براغ عاصمة الرئاسة التشيكية للاتحاد. وهي الاجتماعات التي تأتي بعد أسبوعين فقط من تحذير نائب رئيس الوزراء الصيني وانغ كيشهان، الأوروبيين من اللجوء «إلى النزعة الحمائية في مواجهة الأزمة الاقتصادية، في الوقت الذي فرض فيه الاتحاد الأوروبي العديد من الرسوم ضد بكين، لمكافحة الإغراق في الأشهر الأخيرة.

وقال وانغ أمام المفوضين الأوروبيين في بروكسل، بينهم مفوضة التجارة كاترين اشتون، «يجب علينا جميعا أن نتصدى للنزعة الحمائية»، وحذر من أن النهج الحمائي لن يجلب عدا المشاكل.. مشيراً «إلى أن الصين والاتحاد الأوروبي لديهما الكثير من المصالح المشتركة. وترأس وانغ كيشهان مطلع الشهر الجاري الوفد الصيني «إلى الدورة الجديدة من الحوار الاقتصادي والتجاري الصيني الأوروبي في بروكسل. وقالت اشتون إننا ملتزمون بتعهدنا بحرية التبادل، ونحن نقاوم الدعوات لاعتماد الحمائية، وأن من مصلحة الصين والاتحاد الأوروبي إبقاء سوقيهما مفتوحتين. وفي تصريح لـ«الشرق الأوسط» قال وانج اكسي نينج قنصل بعثة جمهورية الصين الشعبية لدى الاتحاد الأوروبي، إن التباحث والحوار المستمر مع الاتحاد الأوروبي، سيزيد من التفاهم بين الجانبين، ويستطيع كل طرف أن يفهم الآخر بشكل أفضل. وأضاف في تصريحات لـ«الشرق الأوسط» ببروكسل، ان الحوار المتواصل سيجعل التفاهم أفضل حول العديد من الملفات، وحتى الشائكة منها مثل ملف حقوق الإنسان، خاصة ان الصين اتخذت خطوات كبيرة على هذا الطريق، ووضعية حقوق الإنسان حاليا في الصين أفضل من أي وقت مضى. وكان رئيس الوزراء الصيني وين جياوباو قد أجرى محادثات، مع كبار المسؤولين في الاتحاد الأوروبي، على هامش زيارته إلى بروكسل فبراير الماضي. وجرى في ختام المحادثات، التوقيع على تسع اتفاقيات «بهدف تعزيز الشراكة الاستراتيجية «بين الطرفين .وفي إطار سعي أوروبا «إلى توسيع أطر علاقاتها مع الصين، وقع الطرفان تسع اتفاقيات منها اتفاقية في حماية الملكية الفكرية وتسهيل التعاون الإداري الثنائي، وأخرى في مجال التعليم بقيمة 26 مليون يورو، وفي مجال الطيران المدني بقيمة 6 ملايين يورو، واتفاقيات أخرى تتعلق بمشاريع الطاقة والبيئة بقيمة 10 ملايين يورو، واتفاقية في مجال الصحة ومجالات أخرى. جرى كذلك التوقيع على مخطط عمل للتعاون في المجال الجمركي لمنع البضائع المزورة في الصين من الدخول إلى الأراضي الأوروبية. وتضمن الاتفاق مذكرات حول تبادل المعلومات وربط نقاط الاتصال بين المطارات والموانئ، وكذلك اتفاقيات لدعم تعاون الشركات الصينية مع السلطات المختصة هناك، وذلك في إطار حماية الأسواق الصينية والأوروبية معاً». وخلال المؤتمر الصحافي المشترك قال رئيس المفوضية الأوروبية مانويل باروسو، ان اللقاء جاء في التوقيت المناسب بين شركاء استراتيجيين، وبحضور الرئاسة التشيكية الحالية للاتحاد على غذاء، جرى استكمال النقاش حول موضوع هام جدا، وهو التغير المناخي، ويمكننا العمل معا من أجل إنجاح قمة كوبنهاغن القادمة التي تبحث في هذا الصدد، وأعلن رئيس الوزراء الصيني وينج جياو باو استعداد بلاده لتقوية العلاقات مع الاتحاد الأوروبي في المجالات المختلفة، وقال إننا منفتحون للتباحث في مختلف المجالات، مع الأخذ في الاعتبار الاحترام المتبادل وعلى نفس المستوى، وبذلك يمكننا ان نتطرق لكل الموضوعات وحتى الحساسة منها. يذكر ان العلاقات بين الاتحاد الأوروبي والصين شهدت «بعض التوتر» العام الماضي، على خلفية اضطرابات إقليم التبت، وما تبعها من إلغاء للقمة الصينية الأوروبية، بسبب إصرار الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي، الذي كانت بلاده ترأس الدورة الماضية للاتحاد الأوروبي، على لقاء الزعيم الروحي لإقليم التبت الدلاي لاما. وكان الاتحاد الأوروبي قد أكد وقتها بأن «التحرك الصيني» لن يؤثر على سير العلاقات بين الطرفين.