وزير الأعمال البريطاني يدعو من مؤتمر «النساء في الأعمال» إلى الاستفادة من مواهب المرأة

الأميرة لولوة الفيصل لـ«الشرق الأوسط» : هناك فرص كثيرة للنساء إذا كانت لديهن الجرأة لبدء العمل

وزير الأعمال البريطاني اللورد ماندلسون يلقي خطابه في منتدى «النساء في الأعمال» والى يساره نائبة مدير «جمعية الشرق الاوسط» البارونة سيمونز (تصوير: حاتم عويضة)
TT

شدد وزير الأعمال البريطاني اللورد بيتر ماندلسون أمس على أهمية إعطاء المرأة دوراً ريادياً في الاقتصاد، معتبراً أنه لا يمكن التنافس دولياً من دونها. وأضاف ماندلسون في خطاب رئيسي أمام مؤتمر استضافته وزارة الأعمال البريطانية لتفعيل دور المرأة في الأعمال: «علينا أن نستخدم كل المواهب المتاحة لنا، وعدم الاستفادة من مواهب النساء يؤدي إلى خسارة اقتصادية خطيرة»، موضحاً: «علينا إدخال المزيد من النساء في عالم الأعمال من أجل العمل الأفضل». وألقى ماندلسون كلمته الرئيسية أمس في منتدى «النساء في الأعمال» حيث دارت نقاشات حول إمكانيات النساء في قطاعات مختلفة وبتسليط الأضواء على تنمية قدراتهن لدخول سوق العمل وتبادل الخبرات حول العالم.

وركز عدد من المشاركين على أهمية اعتبار الأزمة الاقتصادية الحالية فرصة للاستثمار وتنمية دور المرأة في الاقتصاد، محذرين من أخذ الأزمة حجة لتجاهل هذه المسألة. وقالت الأميرة لولوة الفيصل لـ«الشرق الأوسط»: «لدينا فرصة الآن وسط هذه الأزمة، منطقتنا كلها فيها سيولة نقدية ونسبة كبيرة منها في أيدي النساء، مما يمكنهن من دخول السوق في صفة ممتازة من جهة الاقتصاد والأعمال والبنوك وغيرها من القطاعات». وأضافت: «هناك فرص كبيرة للنساء على أن تكون لديهن الجرأة أن يبدأن العمل». ومن جهته، قال ماندلسون: «لا يوجد وقت يثير مشاعر خوف ومشاعر إثارة أكثر من هذا الوقت لإطلاق مشاريع جديدة»، مضيفاً: «لا أريد أن أقلل من شأن الركود العالمي ولكن علينا المحاربة ضده ودعم المبادئ الأساسية لثقافة الأعمال والتجارة المبنية على الأسواق المنفتحة». وحذر من أن «في وسط هذه الأوضاع، من السهل أن نتخلى عن الالتزام بالانفتاح والتنوع في الأعمال ولكن هذه تضحية بالأسواق ونجاحها»، معتبراً: «مفتاح الازدهار هو في تمكين كل شعوبنا وعدم تجاهل أي مواهب يمكن أن تدفع الاقتصاد إلى الأمام».

واعتبر ماندلسون أن هناك تحديين أساسيين أمام عالم الأعمال: «توليد فرص العمل الجديدة والأفضل، وتنويع الاقتصادات من القطاعات التقليدية». وأضاف أن التحدي الثاني هو «تنمية المواهب البشرية، ففي عالم تزداد فيه التنافسية، لا يمكن لأي دولة أن تخاطر بتبذير المواهب، فما زالت هناك الكثير من القدرات التي لم يستفد منها وخاصة بين النساء»، موضحاً: «علينا أن ندعم النساء في الأعمال والريادة والابتكار وليس من خلال التزكية بل من خلال إزالة الحواجز التي تعيق عمل النساء».

وشارك في المؤتمر الذي يواصل أعماله اليوم أكثر من 150 موفدا من دول عدة على رأسها السعودية والإمارات والأردن والعراق، بالإضافة إلى النرويج وبريطانيا وألمانيا وبلجيكا. ويقول القائمون على المنتدى الذي يحتفل بعامه الـ12 هذا العام إن الهدف من المؤتمر هو دعم دور المرأة كجزء أساسي من الأجندة الاقتصادية العامة. وبالإضافة إلى جلسات النقاش وورش العمل حول تجربة المرأة في مجال الأعمال، يعتبر المؤتمر فرصة مهمة للتواصل بين النساء في مجالات عمل مختلفة وبناء علاقات عمل. وتقدر قيمة الأعمال التي نتجت عن المؤتمرات السابقة بـ10 ملايين دولار. وقال وزير التجارة والاستثمار البريطاني اللورد ديفيز أمس: «منتدى النساء في الأعمال يجمع سيدات الأعمال الرائدات من حول العالم لمناقشة كيف يمكن لهن العمل معا لدفع سبل توليد الثروات». وأضاف: «هذه فرصة لتبادل المعرفة في عالم متغير، ولكن أيضا للعمل... وجود النساء هنا فرصة يمكن للشركات البريطانية انتهازها». ولفتت ديانا ورمان من معهد الموارد البشرية البريطاني إلى أنها قررت حضور المؤتمر من أجل معرفة العوامل المهمة لدى منطقة الشرق الأوسط في اختيار الموظفين وتنمية قدراتهم، مضيفة لـ«الشرق الأوسط»: «كثيراً ما تكون لدينا صورة مبنية على معرفة الغرب ونريد تطبيقها في مناطق أخرى وهذا خطأ كبير علينا الابتعاد عنه». وفي ما يخص التعليم وتوعية المرأة حول فرص العمل، قالت الأميرة لولوة: «ليس لدينا مشكلة من حيث التعليم والتوعية، كله موجود في المملكة ولكن هناك مشكلة بالنسبة للرجل والمرأة وهو الوقت الطويل المطلوب للحصول على التراخيص»، موضحة: «هناك مشكلة في البيروقراطية وعندما تنضبط فالفرص نفسها متاحة للنساء والرجال». ولفتت الأميرة لولوة إلى أن المؤتمر يهدف إلى «عمل دولي يساعد المرأة حول العالم وليس لمنطقة دون أخرى» إلا أن تركيز المؤتمر كان على الشرق الأوسط وخاصة الدول العربية. وأقرت مسؤولة في وزارة التجارة البريطانية طلبت من «الشرق الأوسط» عدم نشر اسمها بأن عدد المشاركين في المنتدى ليس بالحجم المعتاد بسبب الأزمة الاقتصادية، لكنها أشارت إلى أن «جميع المنتديات التجارية تشاهد تراجعاً في الحضور بسبب المشاكل الاقتصادية ولكن الآن نرى تركيزاً على جودة الحضور بدلاً من الأعداد، من يصرف الأموال على حضور هذه المنتديات بدأ يستثمر حقاً فيها وسط الأجواء الاقتصادية السائدة».