شركات وفنادق عالمية تتوافد على السعودية لجذب السياح

16 مليار دولار ينفقها السعوديون في موسم السياحة

تشهد حركة السفر والسياحة نموا كبيرا خلال الفترة الحالية في السعودية مع قرب فصل الصيف وموسم الإجازات («الشرق الأوسط»)
TT

توافد على السعودية خلال الفترة الحالية رؤساء مجالس وتنفيذيون كبار في شركات سياحية عالمية، بهدف الترويج لمنشآتهم ومنتجعاتهم، لاستقطاب أكبر عدد من السياح السعوديين خلال موسم الصيف المقبل.

ويأتي ذلك التوافد الدولي بشكل عام، والأوروبي بشكل خاص في ظل تباطؤ حركة السفر والسياحة الدولية بعد تداعيات الأزمة المالية العالمية، التي أثرت على دخل الأفراد في عدد من الدول، نظير ما تم فقدانه من وظائف أثرت على التنقلات السياحية، بالإضافة إلى المخاوف من انتشار مرض إنفلونزا الخنازير، الذي تسبب في إلغاء خطط قضاء الإجازة السنوية خلال الفترة الراهنة.

في حين يرى عدد من السياح السعوديين أن التعقيدات التي تفرضها السفارات الأوروبية كفيلة بتغيير وجهة السفر إلى دول أخرى، إلا أن بعض تلك الدول بدأت في تسهيل عملية إصدار تأشيرات السياحة للسعوديين، مشيرين إلى أن الوقت والإجراءات عاملان مهمان في خطط السائح السعودي عند السفر في موسم الصيف. وحسب إحصائيات غير رسمية وفقا لعاملين في سوق السفر والسياحة فإن السياح السعوديين ينفقون سنويا مبالغ تقدر بنحو 60 مليار ريال (16 مليار دولار). وتتصدر بلدان شرق آسيا وغرب أوروبا، والولايات المتحدة الأميركية، بالإضافة إلى مصر ولبنان، قائمة المناطق التي يزورها السائح السعودي، في الوقت الذي تشكل العائلات النسبة الأكبر في الإجازات الخارجية.

وأكد عدد من التنفيذيين لـ«الشرق الأوسط» الذين يزورون المملكة لأول مرة، أن السعودية تعتبر من أكبر الدول في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا المصدرة للسياح، في الوقت الذي ينفق فيه السياح السعوديون مبالغ جيدة، تعمل على تشغيل منشآتهم السياحية، وهو الأمر الذي دفعهم لزيارة المملكة خلال الفترة الحالية.

وأكدت لينورا مالكة واحدة من كبريات شركات السياحة الإيطالية أنها تعمل على زيارة المملكة 4 مرات في السنة، وذلك لاستقطاب أكبر عدد من السياح السعوديين خلال مواسم الإجازات. وأوضحت أن بلادها تتمتع بوجود ما يطلبه السائح السعودي، من وجود الأسماء الراقية من دور الأزياء وصناعة الملابس مرورا بالمنتجعات السياحية، إضافة إلى المطبخ الإيطالي الذي يعتبر واحدا من أهم المطابخ لدى السائح السعودي.

وقالت إن تركيز السائح السعودي على المدن الرئيسية في إيطاليا، يفقده التمتع بالمدن الأخرى كمدينة تورينو التي تعتبر من أفضل المدن المناسبة للعائلات. وأكدت أن الفنادق تعمل على تجهيز كل ما يحتاجه السائح السعودي، حيث تعمل على توفير المواصلات والرفاهية، وغيرها من تجهيزات تتناسب مع العائلة السعودية.

إلى ذلك، قال بدر المحمد مدير إقليمي لشركة استثمارية بالمنطقة الشرقية، إن عامل الوقت يعتبر أهم العوامل في تخطيط برامج الإجازة الصيفية لدى السائح السعودي، مشيرا إلى أن كثرة الإجراءات في السفارات الأوروبية قد تسبب عزوف المسافرين عن الذهاب إلى أوروبا.

وأضاف أن كثيرا من الدول بدأت في تقديم تسهيلات في إجراءات التأشيرات للمسافرين السعوديين، وذلك لجذبهم لدولهم، بما فيهم الولايات المتحدة الأميركية، التي تقدم تأشيرات لمدة 5 سنوات.

وبين مدير الشركة الاستثمارية أنه ألغى عددا من السفريات إلى بلدان أوروبية نتيجة الإجراءات الصعبة. وكان قد تقدم إلى إحدى السفارات فطلبت منه أوراقا ثبوتية أخرى، الأمر الذي احتاج وقتا أضافيا، وعندما أحضرها، رفضت السفارة طلب التأشيرة بحجة اقتراب موعد السفر على حد وصفه. ولتسهيل عملية إصدار التأشيرات قامت كل من السفارتين الألمانية والفرنسية في الرياض بالاستعداد لتوزيع بعض من إجراءات منح التأشيرة لمزود خدمات خارجي من أجل تحسين تلك الخدمات، حيث ذكرت السفارتان أنه تم الاتفاق مع مزود خدمات التأشيرات في السعودية والمنطقة ذي الخبرة العالمية.

وقالت السفارتان في بيان سابق مشترك إنه طبقا للقوانين الوطنية وقوانين «الشنغن» ـ المتعلقة بالاتحاد الأوروبي ـ تستغرق مدة الاستشارة لطلب «الشنغن» للسعوديين مدة أدناها عشرة أيام عمل. وأرجعت السبب إلى أن كل أعضاء «الشنغن» وعددا من السلطات الوطنية المختصة يستشارون عند صدور التأشيرة لكل طلب على حدة. وتخول تأشيرة «الشنغن» صاحبها السفر إلى كل دول الاتحاد الأوروبي من دون قيود.

إلى ذلك كشفت مصادر عاملة في سوق السفر والسياحة أن كثيرا من السياح السعوديين اختاروا بيروت والقاهرة ودبي ولندن كوجهات بديلة في حال استمرار صعوبة الحصول على تأشيرات أوروبية، بالإضافة إلى استمرار انتشار مرض إنفلونزا الخنازير، وعدم السيطرة عليه من قبل الدول الأوروبية. وتشهد مكاتب السفر والسياحة السعودية حركة لقرب موسم الصيف والإجازة المدرسية التي تبدأ في نهاية شهر يونيو (حزيران) المقبل، في الوقت الذي أطلقت فيه مجموعة من شركات الطيران والفنادق وشركات السياحة عروضا ترويجية لجذب أكبر شريحة من المسافرين.

ويرتفع عدد طلبات التأشيرات السياحة مع قرب موسم الصيف، وتزداد مدة انتظار المسافرين للحصول على موعد في السفارة للتقديم على التأشيرة، في حين تختلف طلبات السفارات الأوروبية من سفارة إلى أخرى، إلا أن جميعها تطالب بأوراق ثبوتية تتعلق بخطاب تعريف من جهة العمل، وكشف حساب بنكي، إضافة إلى تأمين صحي، وحجوزات فنادق وتذاكر طيران، في حين تشترط دول أن تكون هي وجهة السفر الأولى.

ويضطر بعض المسافرين إلى إجراء المقابلات الشخصية، حتى يتم السماح بالحصول على تأشيرة السياحة، التي تتراوح مدتها ما بين 3 أشهر إلى 5 سنوات.

من جهة أخرى توجه عدد من الفنادق العالمية إلى توفير جميع متطلبات المسافر السعودي، ابتداء من توفير قنوات عربية، ومتحدثين باللغة العربية من طاقم الفندق، مرورا بسجادة الصلاة، واتجاه القبلة. ويشير مازن سمير مدير عام فندق في باريس إلى أن إدارة الفندق وفرت جميع الاحتياجات لجذب السائح السعودي، وذلك من خلال توفير الأكل العربي، واللحم الحلال، إضافة إلى المتحدثين باللغة العربية، مؤكدا في الوقت نفسه أن إدارة الفندق وفرت تجهيزات مخصصة للعائلات لتواكب تطلعات العائلة السعودية مثل توفير مرافق للأطفال.

وأكد أن السياح السعوديين يعتبرون من الشريحة المستهدفة الأولى، وذلك لأنهم يمثلون الجنسية العربية الأولى من حيث زيارة العاصمة الفرنسية باريس في موسم الصيف بشكل سنوي.

إلى ذلك قال البريطاني روبرت باري مدير مبيعات فندق خمس نجوم في لندن إن السياح السعوديين يستحوذون على النسبة الأكبر من السياح الأجانب في الفندق، مشيرا إلى أن إشغال الفندق سجل العام الماضي نموا في أعداد السياح السعوديين.