أمس، أصدر مركز «هيرتدج» المحافظ في واشنطن تقريرا شن فيه هجوما عنيفا على الخطة الاقتصادية للرئيس باراك أوباما. وقال إن أوباما «يريد معاقبة الموتى بأن يفرض عليهم ضرائب أكثر. ولم يسألهم عندما كانوا أحياء».
في الأسبوع الماضي، أعلن أوباما خطة مواجهة الكارثة الاقتصادية التي تواجه الولايات المتحدة في الوقت الحالي، وقال إنه سيزيد الضرائب على الأغنياء. وأيضا سيزيد الضرائب على الأغنياء الذين يتوفون ويتركون ثروات كبيرة. وبخاصة أصحاب المزارع والشركات. وإن هذه الزيادة ستدر على الخزينة الأميركية أكثر من ستة مليارات دولار كل سنة خلال العشرين سنة القادمة.
سمى مركز «هيرتدج»، وغيرهم من الذين يعارضونها، هذه الضريبة «ضريبة الموت»، وذلك لأنها تُفرض بعد موت الشخص. ويعارض مركز «هيرتدج» وبقية المراكز المحافظة والسياسيون المحافظون واليمينيون، زيادة الضرائب بصورة عامة، وزيادة «ضريبة الموت» بصورة خاصة.
وقال التقرير إن أوباما لا يريد فقط زيادة «ضريبة الموت» على الأغنياء، ولكن أيضا على الفقراء. وكان أوباما قال إنه لن يزيد الضرائب على كل من لا يزيد دخله عن ربع مليون دولار في السنة (عشرين ألف دولار في الشهر تقريبا). لكن قال التقرير إن «ضريبة الموت» لا تفرق بين الذي يزيد دخله أو يقل عن ربع مليون الدولار في السنة.
وكان الرئيس السابق بوش أصدر قانونا بتجميد «ضريبة الموت» بعد السنة القادمة. لكن، قال أوباما إنه لن يجمدها.
في الوقت الحاضر تبلغ الضريبة خمسين في المائة من جملة الورثة التي يتركها الميت، مع استثناء الثلاثة الملايين الأولى التي يمكن أن تذهب إلى زوجة الميت، أو مؤسسات خيرية، حسب وصية كتبها.
وانتقد التقرير فقرات في قانون «ضريبة الموت» الذي يريده أوباما:
أولا: يريد إلغاء فقرة تسمح للذين يرثون الموتى بيع ميراثهم دون ضرائب تفرض عليهم. وقال التقرير إن أوباما يريد فرض «ضريبة الموت» مرتين: عندما يموت الشخص، وعندما يبيع الوارثون ميراثهم.
ثانيا: يريد أوباما إلغاء فقرة تسمح للوارثين أن يخفضوا قيمة الورثة، وذلك لأنهم ربما لن يقدروا على بيعها، إذا كانت مزارع أو شركات. وقال أوباما إن هؤلاء يخفضون قيمة الورثة ليقدروا على تخفيض الضرائب عليها. وقال التقرير إن أوباما «يبدو غير إنساني» ويجب أن يراعي ظروف الوارثين.
حسب قانون خدمة الضرائب الأميركية (آي آر إس)، اسم «ديث تاكس» (ضريبة الموت) الرسمي هو «إيستيت تاكس» (ضريبة الممتلكات). ولا يفرق القانون بين ممتلكات ورّثها صاحبها، حسب وصية، لزوجته أو أولاده أو غيرهم، وممتلكات لم يورّثها.
وتنقسم ضريبة الممتلكات إلى قسمين: أولا: «ضريبة الموت» على تحويل الممتلكات بعد الوفاة.
ثانيا: «ضريبة الهدية» على تحويلها قبل الوفاة.
ومثلما يعارض مركز «هيرتدج» وبقية المحافظين والمتطرفين «ضريبة الموت»، يعارضون «ضريبة الهدية». ويقولون إن الهدية هدية، ويجب أن لا يدفع من يتسلمها ضريبة عليها.
ولا يستثني قانون الضرائب غير الأميركيين الذين يقيمون إقامة دائمة في الولايات المتحدة.