60% يملكون عقارات في وطنهم الأصلي و53% يعيشون تحت خط الفقر

دراسة بلجيكية حول المهاجرين المغاربة

TT

أظهرت دراسة بلجيكية نشرت نتائجها أمس في بروكسل أن 31.7 في المائة من المغاربة الذين شملهم الاستطلاع يعملون بعقود دائمة، و5 في المائة يعملون بعقود مؤقتة، بينما هناك 21 في المائة يحصلون على تعويض البطالة والدراسة التي شملت 400 من المغاربة المقيمين في بلجيكا، أعدتها مؤسسة الملك بودوان (جمعية بلجيكية أهلية) بالتعاون مع جامعة الرباط، وانتهت إلى وصف أوضاع أبناء الجالية المغربية في بلجيكا، بأنها صعبة للغاية. وتؤكد الدراسة أن هؤلاء الأشخاص يتحدثون عن تعرضهم للتمييز في سوق العمل، «لتبرير عدم تمكنهم من الاندماج في هذا السوق»، حسب نص الدراسة، الذي يسلط الضوء على أن 38.3 في المائة من النساء البلجيكيات من أصل مغربي يمارسن نشاطا مهنيا، مقابل 55.4 في المائة من الرجال. كما تسلط الدراسة الضوء على ظاهرة النساء العاطلات عن العمل من أبناء الجالية المغربية، وذلك لأسباب عائلية أو غيرها، مشيرة إلى أن 62 في المائة من هؤلاء النساء لا يمارسن أي نشاط مهني. وتشير الدراسة إلى ظاهرة تفضيل المغاربة الحاصلين على الجنسية البلجيكية، للعمل غير القانوني، وذلك للاستمرار في الحصول على تعويضات البطالة التي تمنحها الدولة «يتوقف الأشخاص عن العمل بمجرد حصولهم على تعويض البطالة، إذ إن العامل المؤهل يحصل على 1500 يورو شهريا، بينما يحصل العاطل عن العمل، المسؤول عن عائلة، على 1200 يورو. أعرف الكثيرين ممن يمضون أيامهم في المقاهي»، حسب تعبير أحد الأشخاص الذين شملتهم الدراسة، حيث طلب الكشف عن هويته. أما بشأن مستوى حياة المواطن البلجيكي من أصول مغربية، فتظهر الدراسة أن الكثير منهم يعيش على حافة الفقر، إذ يبلغ متوسط الدخل الشهري للفرد منهم 860 يورو. إن هناك «53 في المائة من العائلات من أصول مغربية تعيش تحت خط الفقر في بلجيكا»، بحسب نص الدراسة، أما عن أسباب معاناتهم، فيؤكد هؤلاء أنهم يعاملون دائما على أساس أنهم غرباء، ويُنظر بعين الريبة إلى هويتهم الدينية والثقافية. وتتحدث الدراسة عن تعلق هؤلاء بهويتهم الدينية، حيث «يولي هؤلاء أهمية عظمى لهويتهم الدينية، ويعطونها مكانة هامة قبل الهوية الوطنية، إذ يفضل 36 في المائة منهم أن يُعرفوا بكونهم مسلمين، بينما لا يفضل سوى 7 في المائة منهم أن يُعرفوا بوصفهم مواطنين بلجيكيين». وتطرقت الدراسة إلى نمط الحياة العائلية التي يعيشها هؤلاء، فأكدت على ميلهم إلى إنجاب العديد من الأطفال، وتفضيلهم للزواج من مسلم أو مسلمة، ومن شخص قادم من المغرب، و62 في المائة منهم يعارضون زواج المسلمة من غير المسلم، و45 في المائة لا يتقبلون زواج المسلم بغير المسلمة.

وتختم الدراسة إحصائيات بالتركيز على أن 29 في المائة من البلجيكيين من أصول مغربية يملكون المنازل التي يسكنون فيها، بينما يستأجر 52 في المائة منهم المنزل، ويعيش 15 في المائة في منزل العائلة، و«60 في المائة من الأشخاص الذين شملتهم الدراسة لهم أملاك على شكل عقارات، أو أراض، أو متاجر في بلدهم الأصلي» المغرب.وكانت نتائج دراسة أجرتها جامعة هاسلت البلجيكية، حول إدماج الأجانب في المجتمع، وخاصة من المغاربة والأتراك، قد أظهرت أن ما يقرب من 50 في المائة من المغاربة في بلجيكا يعانون من العنصرية، وأن كل واحد منهم قد تعرض خلال العام الماضي، ولو لمرة واحدة على الأقل، لحادث يدل على وجود العنصرية، بينما وصلت النسبة لدى الأتراك إلى 44 في المائة تقريبا.

وشملت الدراسة 1000 شخص من الأتراك، والمغاربة، والبلجيكيين، وخاصة في المنطقة الفلامنية من البلاد، وتقع بالقرب من الحدود مع هولندا. وأظهرت الدراسة، أن البلجيكيين أيضا تعرضوا لحوادث تظهر العنصرية، وأن 30 في المائة ممن شملتهم الدراسة عانوا من حوادث ذات صلة بهذا الصدد. ويعيش في بلجيكا مئات الآلاف من المغاربة والأتراك.