واصل المؤشر العام لسوق الأسهم السعودية تراجعاته لليوم الثاني على التوالي خلال الأسبوع الجاري، ليؤكد السلبية التي شهدتها سوق الأسهم السعودية منذ مطلع الأسبوع الماضي، وسط مخاوف من قِبل المستثمرين جراء النتائج المالية للربع الثاني من العام الحالي.
وتأتي تلك المخاوف بعد أن توالدت معطيات سلبية على القطاع المصرفي جراء عدم قدرة بعض رجال الأعمال من تسديد القروض المتراكمة، والتي بدأت تشتد خلال الأشهر الماضية والمتزامنة مع إشكالية مجموعتي سعد والقصيبي التجاريتين.
إلى ذلك واصل قطاع البتروكيماويات تراجعاته المتتالية بدعم من سهم «سابك» الذي خسر أكثر من 10 ريالات خلال الـ12 جلسة الماضية، ليصل إلى مستويات 63.25 ريال، فاقدا أكثر من 3.4 في المائة، في حين تراجع سهم «بترورابغ» بنسبة 6.2 في المائة ليواصل بذلك خسائره للجلسة السادسة على التوالي. وأغلق المؤشر العام عند مستوى 5490 نقطة، مسجلا خسائر 111 نقطة بنسبة 1.98 في المائة، وسط قيم تداول بلغت 5.1 مليار ريال (1.36 مليار دولار)، توزعت على ما يزيد عن 214 مليون سهم.
من جهة أخرى ارتفع أداء 21 سهما في سوق الأسهم السعودية، كان أبرزها «ساب تكافل» من قطاع التأمين بنسبة 9.6 في المائة، و«ثمار» بنسبة 9.2 في المائة، فيما تراجع 103 أسهم تصدرها سهم «أسواق العثيم» بنسبة 6.67 في المائة و«بترورابغ» بنسبة 6.2 في المائة.
إلى ذلك، أعلنت هيئة السوق المالية فرض غرامة مقدارها 100 ألف ريال على شركة الاتصالات السعودية وذلك لعدم تقيدها بأحكام أنظمة السوق المالية، والتي تنص على أنه تعد جميع المعلومات والبيانات في سرية تامة، ويحظر على الشركة المصدرة قبل تزويد الهيئة بهذه المعلومات والبيانات وإعلانها إفشاءها إلى جهات لا يقع على عاتقها التزام بالمحافظة على سرية المعلومات وحمايتها.
فيما وافقت الهيئة على طلب كل من شركة «ساب تكافل» على زيادة رأسمالها من خلال طرح أسهم حقوق أولوية بقيمة 300 مليون ريال، وشركة «الصحراء» للبتروكيماويات على زيادة رأسمالها من خلال طرح أسهم حقوق أولوية بقيمة 1050 مليون ريال. ورحب اليوم الدكتور يزيد العوهلي، رئيس مجلس إدارة «ساب تكافل»، بقرار هيئة السوق المالية بالموافقة على طلب الشركة زيادة رأسمالها عبر إصدار أسهم حقوق أولوية بقيمة إجمالية تبلغ 300 مليون ريال. وقال إن متحصلات الإصدار ستمكن شركة «ساب تكافل» من الاستمرار في السعي لتحقيق أهداف الأعمال والنمو. ويقتصر الاكتتاب في أسهم حقوق الأولوية على المساهمين المقيدين في سجلات تداول في نهاية تداول يوم انعقاد الجمعية العامة غير العادية، والتي سيتم الإعلان عن موعدها قريبا، وستصوت الجمعية على زيادة رأس المال وعلى سعر الأسهم المطروحة بناء على توصية مجلس الإدارة.
وذكر على الزهراني المحلل الفني أن المؤشر العام ما زال تسيطر عليه قوى البيع التي شهدها منذ الأسبوع الماضي.
وأشار إلى وجود حالة من عدم الوضوح تشوب القطاع المصرفي، وبخاصة بعد انكشاف عدد من رجال الأعمال، مبينا أن قطاع البتروكيماويات تأثر بشكل سلبي بعد خبر إعلان الصين فرض ضريبة على المنتجات البتروكيماوية المستوردة من السوق السعودية.
من جهة أخرى أفاد عبد الرحمن العرعور المحلل الفني المستقل أن سوق الأسهم واصل عملية جني الأرباح إلى مستويات 5350 نقطة، التي تمثل 38.2 من حسابات الفيبوناتشي الذهبية.
وأوضح العرعور أن الضبابية التي تشهدها بعض القطاعات القيادية لعبت دورا في عملية تراجع المؤشر العام بهذا الشكل، مبينا أنه يتوجب على الشركات التوضيح أولا بأول لأي شائعات تظهر على الساحة الاقتصادية.
وقالت هيئة السوق المالي إن عدد زوار معارضها المنتشرة في 4 مدن سعودية بلغ نحو 43 ألف زائر، حيث تسعى فيه هيئة السوق المالية لرفع مستوى الوعي الاستثماري لدى شرائح المستثمرين والمجتمع ككل بأهمية معرفة الوسائل المثلى للاستثمار الآمن في الأسواق المالية.
وأنهت هيئة السوق المالية المرحلة الأولى من حملتها التوعوية، التي أطلقتها قبل 3 أسابيع في 4 مدن شملت الرياض وعنيزة وبريدة و جازان، وشملت التعريف بالمعلومات والإرشادات الصحيحة واللوائح والتنظيمات الخاصة بأنظمة السوق المالية، التي من شأن معرفتها حصول المستثمرين على فرص عادلة واستثمار آمن. والتعريف بهيئة السوق المالية والأدوار والمهام التي تقوم بها لتوفير بيئة ملائمة للاستثمار في السوق.
وقالت الهيئة إن المعرض مستمر حتى 14 أغسطس (آب) المقبل. وستبدأ المرحلة الثانية للمعارض في اليوم السبت 11 يوليو (تموز) المقبل لتغطي 7 مدن أخرى تضم حائل، وأبها، والدمام، والأحساء، والمدينة المنورة، ومكة المكرمة، وجدة. وأشارت الهيئة إلى أن تنظيم المعرض يأتي تماشيا مع استراتيجية الهيئة المستمرة لدعم وتعزيز برامج توعية المستثمر التي أطلقتها عام 2006، لتكون امتدادا لنشاطاتها المتواصلة في توعية المستثمر.