الثماني ترصد 20 مليار دولار لدعم الزراعة في أفريقيا

أوباما: الانتعاش الاقتصادي لا يزال بعيد المدى > مبارك يدعو إلى تجميد مؤقت لديون القارة السمراء

جانب من الجلسة الختامية لقمة الثمانية في مدينة لاكويلا الإيطالية أمس (إ ب أ)
TT

قرر قادة مجموعة الدول الثماني الكبرى خلال قمتهم التي اختتمت أعمالها أمس الجمعة في مدينة لاكويلا الإيطالية زيادة المبلغ الذي تعهدت به بلادهم لتعزيز القطاع الزراعي في الدول الفقيرة إلى 20 مليار دولار.

وقال بيان صادر عن مجموعة الثماني: «نحن نرحب بالتعهدات التي قدمتها الدول المشاركة في لاكويلا تجاه رصد 20 مليار دولار خلال السنوات الثلاث المقبلة عبر استراتيجية شاملة ومنسقة تركز على التنمية الزراعية المستدامة في الوقت الذي تلتزم فيه بقوة بضمان تقديم المساعدات الغذائية العاجلة المناسبة» للدول المحتاجة.

وكان الرئيس الأميركي باراك أوباما قد طرح في البداية مبادرة تهدف إلى رصد 15 مليار دولار لتنمية القطاع الزراعي في الدول الأشد فقرا، وفي الوقت ذاته أوضح الرئيس الأميركي باراك أوباما في ختام المؤتمر أن قادة مجموعة الثماني أجمعوا على أن الانتعاش الاقتصادي الكامل لا يزال بعيدا وأنه من المبكر جدا البدء في تقليص إجراءات التحفيز.

وقال أوباما: «فيما تتحسن أسواقنا، ويظهر أننا تجنبنا انهيارا عالميا، نحن نعلم أن العديد من الناس ما زالوا يعانون».

وأضاف: «ولذلك اتفقنا على أن الانتعاش الكامل لا يزال بعيدا، وأنه سيكون من المبكر البدء في تقليص خطط التحفيز وأن علينا أن نواصل دعمنا لهذه الخطط لإرساء أسس لانتعاش قويّ ودائم».

وفي نفس الوقت ذكرت وكالة الأنباء الألمانية أن روسيا لا تزال تؤمن بوجود مستقبل سياسي لمجموعة الثمانية التي تضم الدول الصناعية الثمانية الرائدة في العالم.

فقد صرح سيرغي بريخودكو المتحدث باسم الرئيس الروسي ديمتري ميدفيديف الجمعة على هامش قمة القمة قائلا: «سيكون من العجلة التي لا تتسم بالحكمة دفن مجموعة الثمانية».

وأضاف بريخودكو أن مجموعة العشرين حاولت في الحقيقة أن تجد حلولا للأزمة الاقتصادية العالمية، غير أن مجموعة الثماني لا تزال أفضل سياق لمناقشة القضايا الدولية.

وذكر بريخودكو أن القمة الحالية هي أكبر مثال على ذلك، مضيفا أن زعماء هذه الدول لا يركزون حوارهم حول المسائل الاقتصادية فحسب وإنما يهتمون بجدية وإبداع بالقضايا السياسية أيضا.

وفي ما يتعلق بدعم القطاع الزراعي في إفريقيا فقد وافقت على الإسهام في هذه الميزانية التي ستقدم أغلبها الولايات المتحدة واليابان الدول الخمس النامية الكبرى وهي جنوب إفريقيا والمكسيك والهند والصين والبرازيل.

وقال خبراء إن هذه الحزمة الجديدة من المساعدات تشير إلى تحول الدول الغنية من تقديم المساعدات العاجلة لمواجهة الأزمات في الدول الأشد فقرا إلى تمويل مشروعات تنموية طويلة المدى.

جاء ذلك خلال قمة مجموعة الدول الثماني الكبرى التي اختتمت أعمالها في مدينة لاكويلا الإيطالية أمس الجمعة.

وقال رئيس الوزراء البريطاني غوردن براون الذي يدعم المبادرة: «علينا أن نظهر للعالم أننا سنتخذ الإجراءات اللازمة لتجنب القحط والمجاعات».

وبحسب مصادر حكومية ألمانية، ستتناول مشاورات زعماء الثماني الكبار مشكلة المياه في إفريقيا حيث يعاني أكثر من 800 مليون شخص من انعدام مصادر مياه الشرب النظيفة كما يعيش هناك 2.8 مليار شخص دون مصدر ثابت للمياه.

وتحذر وكالات الإغاثة من أن الأزمة الاقتصادية العالمية دفعت بمائة مليون نسمة يعيشون في الدول النامية مرة أخرى إلى ما تحت خط الفقر، كما صعّدت من مخاطر حدوث مجاعات وثورات جوع في أنحاء العالم.

وأشارت وكالة الأنباء الألمانية إلى أن الدول الغنية كانت استجابت لمثل هذه الأزمات في الماضي بإرسال شحنات غذائية تقدر بمليارات الدولارات من فائض احتياجاتها القومية لتوفير المواد الغذائية للجوعى. وتعهد قادة مجموعة الثماني خلال قمتهم التي عُقدت عام 2005 في غلينيغلز باسكتلندا بتوفير مساعدات للقارة السمراء بقيمة 22 مليار دولار حتى عام 2010، غير أنها لم توفر سوى ثلث تلك القيمة حتى الآن.

ومن ناحية أخرى طلب الرئيس المصري حسني مبارك من قادة مجموعة الثماني تجميدا مؤقتا لديون البلدان الإفريقية المتأثرة بالأزمة الاقتصادية وإلى عدم اعتماد نزعة حمائية وذلك خلال قمة مجموعة الثماني في لاكويلا بإيطاليا.

ودعا الرئيس المصري في أثناء جلسة عمل موسعة لمجموعة الثماني (ألمانيا وكندا والولايات المتحدة وفرنسا وبريطانيا وإيطاليا واليابان وروسيا) ضمت بلدانا إفريقية وخصصت لبحث انعكاسات الأزمة العالمية على إفريقيا، البلدان الغنية إلى «الموافقة على تجميد مؤقت للديون الإفريقية».

كما أشار إلى ضرورة «توفير قروض لبلدان القارة (الإفريقية) بشروط تفاضلية»، و«استكشاف وسائل تعويض العجز المتوقع في مستوى تمويل التنمية الناجم عن الأزمة الحالية في الاقتصاد العالمي»، بحسب ترجمة للإيطالية وُزّعت على الصحافيين للكلمة التي ألقاها مبارك.