السنغال واثقة من دعم أوباما للزراعة في أفريقيا

المستثمرون يتطلعون إلى فرص زراعية فيها

TT

قال عبد الله واد رئيس السنغال، إن الرئيس الأميركي باراك أوباما سيوجه التركيز مجددا إلى زيادة إنتاج الغذاء في أفريقيا في سياسته تجاه القارة السوداء، وهو أمر مرحب به.

وكان واد قد قاد جهود زيادة الزراعة في السنغال التي تقع في غرب أفريقيا، وتعتمد بشدة على واردات الغذاء.

ويحضر واد وأوباما في إيطاليا قمة مجموعة الثماني التي وافقت على تخصيص ما قيمته 15 مليار دولار على مدار ثلاثة أعوام للزراعة في الدول الفقيرة. ومن هناك يتوجه أوباما لأفريقيا.

وقال واد في حديث بالهاتف لـ«رويترز» من إيطاليا «أجريت مناقشة مطولة مع الرئيس أوباما. يبدو لي أنه سيركز فعلا على الغذاء في أفريقيا. الولايات المتحدة تنتج الذرة وبعض المحاصيل وترسلها للناس الذين يعانون من المجاعة، لكن المفهوم الجديد هو إنتاج هذه المحاصيل في أفريقيا وليس الولايات المتحدة».

وأضاف واد أن الدول الأفريقية تحتاج إلى مساعدة فنية وليس المال فحسب، واشتكى من أن دول مجموعة الثماني لا تفي بوعودها المتعلقة بالمساعدات. كما تريد الدول الأفريقية ضمان عدم تضررها من التعريفات الأجنبية ودعم المنتجين الأجانب.

وقال «أحضر إلى قمة الثماني منذ عام 2000 وحتى الآن لم أر أي تنفيذ أو تطبيق لما يقدم من وعود» مكررا شكوى تتردد منذ فترة طويلة.

كما يتطلع مستثمرون بالقطاع الخاص ودول مستوردة للغذاء إلى فرص زراعية في أفريقيا بعد الارتفاع الشديد في أسعار الأغذية العام الماضي، مما أثار مخاوف من القيام بمصادرة أراض. وقال واد إنه يدعم جهود مجموعة الثماني لمنع الصفقات التي تبيع فيها الدول الفقيرة أراضي.

لكنه أوضح أنه لا ضير في تأجير الأراضي وأن السعودية تعمل في السنغال بالفعل، وقال إن الصين اقتربت من إتمام صفقة مع جماعات للمزارعين لاستخدام 100 ألف هكتار لزراعة الفول السوداني.

وقال «لن يصدروا إلا 30 في المائة من الإنتاج. السبعون في المائة المتبقية ستكون لمصانعنا. إنهم جاهزون تقريبا. لقد أعدوا العقد وهذا يحدث شيئا فشيئا».

وفي نفس الإطار قالت الين جونسون سيرليف رئيسة ليبيريا، إنها تأمل في أن يؤكد الرئيس الأميركي باراك أوباما خلال زيارته لغانا في مطلع الأسبوع المقبل على أن الولايات المتحدة تهتم بأفريقيا، وتريد أن تشارك في تنميتها عن طريق التجارة والاستثمار.

وقالت في حديث لـ«رويترز» إن رسالة أوباما أول رئيس أسود للولايات المتحدة، ستكون مهمة في الوقت الذي تهدد فيه الأزمة المالية والكساد بتقويض إنجازات اقتصادية تحققت على مدى عقود في أفريقيا ووسط مخاوف من أن المانحين لن يفوا بتعهداتهم بشأن المساعدات.

وقالت جونسون سيرليف في اتصال هاتفي من مونروفيا عاصمة ليبيريا «نأمل أن يأتي لتوجيه رسالة لأفريقيا مفادها أن الولايات المتحدة مهتمة بأفريقيا وبتنميتها وأنها مستعدة لأن تكون شريكا قويا لأفريقيا».

وبالنسبة لليبيريا التي تأسست في القرن التاسع عشر على يد عبيد تم تحريرهم من أميركا، فإن الأزمة حلت في وقت تعيد فيه البلاد بناء نفسها بعد سنوات من الصراع انتهت بانتخابات في عام 2005 كانت نتيجتها أن أصبحت جونسون سيرليف أول سيدة تتولى الرئاسة في البلاد وتعهدت بمكافحة الفساد.

وقالت إن من بين ما تأمل فيه أن يتناول أوباما احتياج أفريقيا الشديد للاستثمار في الطرق والسكك الحديدية والكهرباء، وهي القطاعات التي قيدت جهود التنمية والتجارة فيما بين الدول الأفريقية.

وقالت إنه يتعين على الولايات المتحدة زيادة ضمانات الاستثمار للشركات الأميركية التي تنتظر إقامة أعمال في أفريقيا، مشيرة إلى دور الصين المتزايد في أفريقيا وحماسها للأعمال. ولتأكيد وجهة نظرها قالت إن بنك التصدير والاستيراد الأميركي قدم 400 مليون دولار كضمانات للشركات الأميركية التي تستثمر في أفريقيا في عام 2007، في حين قدمت هيئة التصدير الاستيراد الصينية في العام نفسه 13 مليار دولار كضمانات للشركات الصينية التي تعمل في القارة.

وأضافت «نأمل أن تلفت مثل هذه البيانات انتباه الرئيس أوباما وأن يرى أن هناك فرصا لزيادة الأعمال في اقتصادات أفريقيا».