اتفاقية مبدئية لحل «أزمة الإغراق» بين الصين والسعودية بعد مباحثات 4 أيام

مصادر لـ «الشرق الأوسط»: بكين تسرع بطلب المعلومات من شركات المملكة.. ومنح «سابك» الموافقة لبناء مجمع باستثمار 3 مليارات دولار

مقر «سابك» في الرياض («الشرق الأوسط»)
TT

أبلغت مصادر صينية «الشرق الأوسط» أن مباحثات وفد السعودية للعاصمة الصينية بكين انتهت بعد 4 أيام متصلة لمناقشة الأزمة العالقة بين شركات بتروكيماوية سعودية فرضت غرامة احترازية على بعض منتجاتها البتروكيماوية بينما تقع بعضها تحت دراسة السلطات هناك.

وكشفت المصادر أن نتائج الاجتماعات مبشرة حيث توصل الطرفان لاتفاقية أولية تقضي بتقديم تنازلات من قبل السلطات الصينية مقابل تنازلات تبديها السعودية من ناحيتها، ملمحة إلى أن الموقف توصل إلى تسوية قريبة دون تحديد موعد لها.

ولكن المصادر أفصحت في الوقت ذاته عن أن هناك إجراءات ستتبع خلال الفترة المقبلة منها تبادل زيارات ومعلومات، مشيرا إلى أن الجانب الصيني أصر على الجانب السعودي بسرعة الانتهاء من تسليم الشركات البتروكيماوية المعلومات التي تم طلبها.

وكان الدكتور عبد الله الحمودي وكيل وزارة التجارة والصناعة للشؤون الخارجية حضر للعاصمة الصينية بكين الاثنين المنصرم لعقد اجتماعات مطولة مع جونغ شيهن نائب وزير التجارة في الصين، استمرت لأكثر من 4 أيام وانتهت أول من أمس الجمعة. وفي تطور إيجابي آخر، أعلنت الشركة السعودية للصناعات الأساسية (سابك) اليوم أنها تلقت الموافقة الرسمية من الهيئة الصينية الوطنية للتنمية والإصلاح على المشاركة مع شركة البترول والكيماويات الصينية (ساينوبك) في مجمع «تيانجين» الصناعي الجاري بناؤه حاليا في مدينة تيانجين بالصين.

وأوضح المهندس محمد بن حمد الماضي نائب رئيس مجلس الإدارة والرئيس التنفيذي، أن الموافقة تأتي بناء على التعاون الاستراتيجي في أعقاب الاتفاق الذي وقعه الطرفان في مدينة جدة ـ غرب السعودية ـ خلال يونيو (حزيران) من العام الماضي 2008، حيث نص الاتفاق على مشاركة الطرفين مناصفة في مجمع «تيانجين» الصناعي، ودراسة إمكانية إضافة منتجات جديدة (بولي كربونات) تستخدم بعض المواد الخام المنتجة في المجمع التي تعتمد على إحدى تقنيات «سابك». وزاد الماضي أنه من المتوقع أن تنتهي أعمال الإنشاءات في المجمع في سبتمبر (أيلول) المقبل باستثمارات تقارب 3 مليارات دولار، موضحا في تصريحات أطلقها أمس حول ارتفاع التكلفة إلى أن ذلك راجع إلى توسيع نطاق الإنتاج.

وبحسب الماضي، فإن تكلفة المشروع التي ارتفعت من 1.7 مليار دولار إلى 3 مليارات دولار، كان نطاقه في السابق ينحصر في المنتجات النهائية، لكن الشركتين وجدتا أن الأجدى توسيع نطاق المشروع ليضم مصنعا لمادة «الإيثيلين»، مما أدى إلى ارتفاع التكلفة الإجمالية. وأوضح الماضي أن حصة «سابك» البالغة 1.5 مليار دولار سيتم توفير جزء منها من خلال رأس المال، أما الجزء الآخر فسيتم تمويله عبر قروض بنكية ستطلبها الشركة الجديدة، بعد أن تنتهي مراحل تأسيسها. وتبلغ الطاقة الإنتاجية الإجمالية للمجمع حوالي (3.2 مليون طن) من مختلف المنتجات البتروكيماوية، منها مليون طن من الاثيلين، بالإضافة إلى منتجات أخرى مثل البولي اثيلين، وجلايكول الإثيلين، والبولي بروبلين، والبيوتادين، والفينول، والبيوتين ـ 1.

ومعلوم أن الصين تعد أكبر سوق للبتروكيماويات في العالم بناء على ارتفاع معدلات النمو المحققة من قبل الاقتصاد الصيني، بينما ستعزز مشاركة «سابك» في مجمع «تيانجين» الصناعي حضورها في آسيا وتضمن قربها من زبائنها المحليين، من خلال توفير المنتجات والخدمات التي تعزز هدفها الاستراتيجي عالميا في مجال الكيماويات.

وأكد الرئيس التنفيذي أن الموافقة الصينية تدل على أن سمعة «سابك» العالمية هي التي أهلتها للحصول على ثقة الحكومة الصينية، مقللا في تصريحاته من شأن دعاوى الإغراق التي تواجهها الشركات السعودية في الصين، مشددا على أن الحكومة السعودية والسفارة هناك قامت بدور جيد لتجاوز هذه القضية.