مباحثات بين العائلتين المالكتين لـ«بورشه» لتحديد مصير الشركة

مجموعة مالية بلجيكية تتفاوض لشراء «أوبل»

أحد مقرات «بورشه» وبجانبه شعار شركة «فلوكسفاغن» (إ.ب.أ)
TT

اجتمعت العائلتان المالكتان لشركة «بورشهة» الألمانية لصناعة السيارات الرياضية لتحديد مصير الشركة قبل عشرة أيام من الاجتماع الاستثنائي لمجلس الإشراف والرقابة على «بورشهة».

وذكرت مصادر قريبة الصلة بعائلتي بيش وبورشهة أن الاجتماعات تمت في مدينة سالزبورغ بالنمسا ولكنها لم تصل إلى حل نهائي لأزمة الشركة المثقلة بالديون.

وكانت مصادر مصرفية في شتوتغارت ذكرت أول من أمس السبت أن هيئة الاستثمار القطرية اقتربت من الاستحواذ على حصة في شركة «بورشهة» الألمانية لصناعة السيارات الرياضية.

وأوضحت المصادر اليوم السبت أن العرض القطري الذي قدمته هيئة الاستثمار القطرية لشركة «بورشهة» القابضة (بورشهة هولدنغ إس إي) يشمل تقديم سبعة مليارات يورو مقابل شراء نسبة من الأسهم الأساسية لشركة «بورشهة» مع حق شراء بعض الأسهم التي تمتلكها «بورشهة» في مجموعة «فولكس فاغن» الألمانية كبرى شركات صناعة السيارات في أوروبا.

وبحسب وكالة الأنباء الألمانية تم التفاوض على العرض مع فندلين فيدكنغ المدير التنفيذي لـ«بورشهة» الذي دخل في صراع مرير على السلطة مع رئيس مجلس الإشراف والرقابة على «فولكس فاغن» فرديناند بيش.

يُذكر أن «بورشهة إس إي» مثقلة بديون تبلغ تسعة مليارات يورو بعد شرائها أسهما في «فولكس فاغن» العام الماضي في محاولة للاستحواذ على أكبر مصنع للسيارات في أوروبا. وفازت «بورشهة» بالفعل بحصة كبير من أسهم الشركة الألمانية غير أنها لا تمكّنها من السيطرة.

وأضافت المصادر أن العرض القطري يمثل «طوق نجاة لـ(بورشهة)، وسيجعلها في وضع يسمح لها بسداد ديونها بالكامل تقريبا».

وصرح متحدث باسم «بورشهة» الجمعة في شتوتغارت بأن مجلس الإشراف والرقابة على الشركة سيُعقد جلسة في الثالث والعشرين من الشهر الجاري وسيناقش المجلس محاولة تقوم بها «فولكس فاغن» لشراء 49.9%من أسهم بورشهة.

ويُعتقد أن قيمة العرض ستتراوح بين ثلاثة وأربعة مليارات يورو. غير أن «بورشهة» رفضته الشهر الماضي على أساس أنه سيمثل خرقا للترتيبات التي توصلت إليها مع البنوك.

وذكرت مجلة «دير شبيغل» الإخبارية أن «فولكس»» رفعت مؤخرا قيمة عرضها لأكثر من أربعة مليارات يورو.

ويعارض فيدكنغ بقوة بيع أسهم «بورشهة» لـ«فولكس فاغن» التي تمتلكها أسرة «بورشهة» بالمشاركة مع بيش، في حين يريد فرديناند بيش إدماج «بورشهة» مع «فولكس فاغن».

وتمتلك «بورشهة» ما يقرب من 51% من أسهم «فولكسفاغن»، كما تسعى، بمساعدة البنوك، للحصول على نسبة 24% أخرى. وتعتبر ولاية سكسونيا السفلى ثاني أكبر مساهم في «فولكسفاغن» حيث تبلغ نسبة ما تمتلكه الولاية في أسهم «فولكسفاغن» نحو 20 في المائة وتتمتع بها بحق الاعتراض على القرارات المصيرية.

من جهة أخرى تجري المجموعة المالية البلجيكية (آر إتش جي آي) مفاوضات مكثفة مع مجموعة «جنرال موتورز» الأميركية لصناعة السيارات من أجل التوصل إلى إبرام اتفاق حول الاستحواذ على «أوبل» الألمانية المملوكة لـ«جنرال موتورز».

وذكر تقرير لصحيفة «بيلد آم زونتاج» الصادرة أمس أن مندوبي المجموعة البلجيكية، التي تتخذ من بروكسل مقرا لها، يتفاوضون منذ أسابيع مع «جنرال موتورز» وأن الاتفاق بات قريبا خصوصا بعد تحسين العرض البلجيكي من خلال الاستمرار في تشغيل جميع مصانع «أوبل» في ألمانيا.

ويشترط عرض المجموعة المالية البلجيكية توفير الدول الأوروبية التي توجد بها مصانع تابعة لـ«جنرال موتورز» مبلغ 3.8 مليار يورو على سبيل القرض والضمان ويتم إعادة هذا المبلغ للحكومات حتى عام 2014.

ويتضمن العرض أيضا شطب 10 آلاف وظيفة من إجمالي العاملين بشركة «أوبل» والبالغ عددهم 52 ألف عامل. وأشارت الصحيفة إلى أن الحكومة الألمانية تفضل حتى الآن عرض شركة «ماغنا» النمساوية الكندية للصناعات المغذية للسيارات، كما أنها تتعامل أيضا بجدية مع عرض شركة «بايك» الصينية.