منذ بداية عام 2009، وكما توقع الخبراء، شهدت السوق المصرية موجة من عمليات الاستحواذ، بسبب الكثير من العوامل، التي كان من أهمها تدني قيمة الأصول، وإن رآها البعض أنها لم تتدن بالمستوى الكبير، ولكن يعود الخبراء ليؤكدوا أن عمليات الاستحواذ التي تمت في السوق المصري مع بداية العام، هي عبارة عن ثقة المستثمرين الأجانب بوجود مناخ استثماري جيد ذي مخاطرة صغيرة، يمكن أن يؤدي إلي مزيد من أرباح جيدة، على الرغم من تراجع النشاط الاقتصادي علي المستوى العالمي.
وكانت العبرة بتوافر السيولة لدى المستثمرين، فباتت الشركات المصرية موضع اهتمام من جانبين، إما من شركات إقليمية كبيرة، أو من شركات استثمار مباشر، وبدأت عمليات الاستحواذ في عام 2009 بقيام مستثمر هندي بشراء 68.4 في المائة من أسهم مركز الإسكندرية الطبي بقيمة 69.7 مليون جنيه، ثم توالت عمليات الاستحواذ كانت أكبرها في قطاع البنوك بعد أن قامت مؤسسة التمويل الدولية بالاستحواذ علي 9.8 في المائة من أسهم بنك الإسكندرية، ثم توقيع شركة «إكتيس» علي اتفاق للاستحواذ علي 9.3 في المائة من أسهم البنك التجاري الدولي.
وعلى الرغم من وجود عمليتين فقط من عمليات الاستحواذ في قطاع شركات المواد الغذائية، مثله مثل قطاع البنوك، فإن الخبراء أكدوا أن الفترة القادمة ستشهد مزيدا من الاستحواذ علي قطاع المواد الغذائية، وخاصة في مجال الألبان وعزوا ذلك إلي أن سوق الألبان في مصر دخل منعطفا جديدا، بعد أن أكدت أبحاث أنها مقبلة علي توسعات ضخمة لتتماشى مع معدلات الاستهلاك المتزايدة، وتتوقع دراسات أن يرتفع استهلاك اللبن المصنع من 1.2 مليار لتر إلي 4 مليارات لتر في العام، وهو ما جعل شركات الاستثمار المباشر والشركات الإقليمية والعالمية تنظر إلي هذا المجال في مصر باعتباره سوقا استهلاكيا كبيرا، كما أن المنافسة في السوق ليست كبيرة.
وأعلنت «المراعي» إحدى شركات الألبان عن قيامها بدراسة عمليات استحواذ علي شركات أخري في مصر بعد أن استحوذت مؤخرا علي شركة «بيتي»، وكانت الشركة قد أعلنت أنها رصدت نحو 1.6 مليار ريال للقيام بعمليات استحواذ جديدة حتى عام 2013. وسادت شائعات كبيرة أنها ستستحوذ علي شركة «جهينة» صاحبة أكبر حصة سوقية في مصر، إلا أن النفي جاء علي لسان رئيس مجلس إدارتها صفوان ثابت، الذي أكد أن الشركة تتلقى عروضا كثيرة ومغرية من شركات عالمية ومحلية، إلا أن عملية الاستحواذ مستبعدة خلال الوقت الحالي. ويري أحمد مصطفي، المحلل المالي بشركة «سامبا ـ مصر»، أن هناك بعض الشركات التي قد تجذب الأنظار للاستثمار فيها خلال الفترة المقبلة، ومن أهمها شركات التصنيع الزراعي، التي تقوم بتعبئة وتغليف المنتجات الزراعية لحفظها لأكبر وقت ممكن، وأشار أن خلال الفترة المقبلة ستكبر تلك الشركات مع امتداد المحيط العمراني سواء للقاهرة الكبرى أو بعض المحافظات، وهو ما سيشجع أكثر علي استهلاك تلك المنتجات الزراعية المصنعة.
ويجمع خبراء السوق أن سوق المنتجات الغذائية في مصر ستشهد نموا كبيرا، وستسعي الكثير من الشركات إلي تأسيس أو الاستحواذ علي شركات قائمة وذلك مع تزايد أعداد السكان، وكما أن سوق المنتجات الغذائية هو السوق الذي يلقى رواجا سواء في أيام الركود أو الرواج.