الطيارون المغاربة يهددون من جديد بالإضراب عن العمل إذا لم تتم الاستجابة لمطالبهم النقابية

شركة «الخطوط المغربية» تقدر خسائر الإضراب الأخير بنحو 10 ملايين دولار

TT

هدد طيارو شركة «الخطوط الملكية المغربية»، بتنظيم سلسلة جديدة من الإضرابات خلال الأسابيع المقبلة، في حالة عدم استجابة إدارة الشركة لمطالبهم، وعلى رأسها وضع حد لتوظيف طيارين أجانب في منصب قائد الطائرة، على رحلات فروع الشركة، والإسراع بوضع نظام داخلي لمهنة الطيارين.

وكان الطيارون خاضوا إضرابا عن العمل لمدة 63 ساعة، بدأ مساء الجمعة الماضي، واستمر حتى صباح أمس، وذلك بعد فشل المفاوضات التي جرت مع إدارة الشركة. وانسحب ممثلو الطيارين من الحوار بعد نصف ساعة قبل موعد بدء الإضراب، وذلك احتجاجا على توظيف الشركة لطيار أجنبي جديد في منصب «قائد الطائرة» في شركتها الفرعية «أطلس بلو» المتخصصة في النقل السياحي. وقال نجيب الإبراهيمي، الناطق باسم «جمعية الطيارين» لـ«الشرق الأوسط»، إن الجمعية لم تقبل مبادرة الشركة توظيف أجنبي جديد في آخر لحظة قبل بدء الإضراب، وفي الوقت الذي كانت تتفاوض فيه من أجل تعليقه. وأضاف الإبراهيمي، «خلافا لما تحاول الشركة أن تروج له في بياناتها، نحن لا نطالب بالزيادة في الأجور. مطالبنا واضحة ومحددة، وعلى رأسها التوقف عن توظيف الأجانب في منصب قائد الربان على متن الطائرات التابعة لها. وأود الإشارة إلى أن عدد الأجانب الذين يشغلون هذا المنصب في شركة «أطلس بلو» يصل إلى 35 طيارا، آخرهم تم توظيفه قبل لحظات قليلة من بدء الإضراب، وليس 17 طيارا كما تقول الشركة في بيانها. دون الحديث عن 95 أجنبيا وظفتهم الشركة في منصب مساعد طيار». وأوضح الإبراهيمي، أن استمرار الشركة في توظيف أجانب في منصب قائد الربان على متن طائراتها، يحرم نحو 150 مساعد طيار مغربي من حقهم الطبيعي في الترقي إلى مستوى قائد طائرة، وقد أصبحوا مؤهلين له بفضل الخبرة والتجربة التي راكموها».

وشكل توظيف ربابنة أجانب في الفرع الجديد المتخصص في النقل الداخلي، الذي أطلقته الشركة في يونيو الماضي تحت أسم «رام إكسبريس» النقطة التي أفاضت الكأس، إذ طلبت الشركة من الطيارين المساعدين المغاربة الذين ترشحوا لهذه الوظائف تقديم استقالتهم من شركة «الخطوط الملكية المغربية». وقال الإبراهيمي: «لم نفهم مغزى هذا الطلب، خاصة أن الشركة الجديدة هي فرع متخصص للخطوط الملكية المغربية». المطلب الثاني الذي تضعه الجمعية ضمن أولوياتها هو إصدار «مدونة الطيار» (النظام الداخلي للطيارين في شركة «الخطوط المغربية»). ويقول الإبراهيمي: «منذ 30 سنة ونحن نسمع عن إعداد هذه المدونة، غير أنها لحد الآن لم تر النور. واليوم أيضا تتحدث الشركة عن مشروع، لكننا لم نر أي شيء».

من جهة أخرى، قدر مصدر في إدارة الشركة حجم الخسائر التي تكبدتها الخطوط الملكية المغربية خلال الإضراب بأكثر من 10 ملايين دولار، مشيرا إلى لجوء الشركة إلى استئجار طائرات أجنبية بطواقمها من أجل ضمان استمرار الخدمة والوفاء بالتزاماتها تجاه الزبائن. وأكد المصدر أن المفاوضات متوقفة بين الإدارة والمضربين، مند انسحاب هؤلاء من الحوار بنصف ساعة قبل بدء الإضراب، وقال المصدر: «رفضوا كل الاقتراحات التي تقدمت بها الإدارة من أجل تجنب الوصول إلى مرحلة الإضراب. ولم يكن ممكنا مواصلة الحوار خلال الإضراب. الآن نؤكد أن باب الإدارة مفتوح وهي متشبثة بالحوار». وأشار المصدر أن مبدأ مغربة وظيفة قائد الربان (قائد الطائرة) على الطائرات التابعة لـ«الخطوط الملكية المغربية» يعتبر من بين الأهداف الرئيسية لسياسة الشركة مند عام 2006. كما أشار إلى أن الإدارة أعدت مشروع قانون داخلي، وهي بصدد طرحه على الطيارين من أجل مناقشته.