مواقع إلكترونية عالمية تزاحم شركات السفر في جذب المسافرين

عاملون يؤكدون نمو الحجز عن طريق الإنترنت.. وخبير تقني سعودي يدعو إلى التأكد من أمن صفحات الدفع بالبطاقات الائتمانية

TT

تشهد المواقع الإلكترونية لحجوزات السفر والسياحة نموا كبيرا في السعودية، خلال السنوات السبع الأخيرة، الأمر الذي يجعل تلك المواقع تنافس وكالات السفر على جذب المسافرين للحجز عن طريقها.

ومع نمو أعداد المسافرين السعوديين خلال السنوات الأخيرة، وازدياد الحجز عن طريق الإنترنت، توجهت مواقع إنترنت غربية إلى إصدار صفحات مخصصة باللغة العربية، مما يدل على ازدياد الطلب على محتوى تلك المواقع.

إلا أن الكثير من المسافرين يفتقدون الثقة في الحجز عن طريق الإنترنت والدفع الإلكتروني، وذلك خشية تعرضهم لسرقة لمعلومات بطاقاتهم من قبل مواقع القرصنة الإلكترونية.

وقال هشام عنتر مدير مبيعات في شركة «ركسون» للسياحة إن مواقع الإنترنت سجلت حضورا قويا في السعودية، مشيرا إلى أن نسبة كبيرة من العملاء يأخذون قرارهم بناء على الخيارات المتاحة لهم والأسعار الموجودة في مواقع الإنترنت.

وأشار إلى أن مواقع الإنترنت سهلت الكثير من معرفة تفاصيل الرحلات، حيث يتمكن المسافر من الإطلاع على كافة المعلومات التي يحتاجها في السفر، في الوقت الذي يتمكن من معرفة موقع الفندق من خلال الخرائط التي توفرها تلك المواقع.

وبيّن أن حجوزات السعوديين لديهم خلال العام الجاري ركزت على شرق آسيا بنسبة كبيرة، في الوقت الذي تأتي فيه أوروبا في المرتبة الثانية والدول العربية في المرتبة الثالثة، مشيرا إلى أن نسبة السفر انخفضت بسبب ما يحدث في العالم من تداعيات أزمة مالية وتخوف الكثير من إنفلونزا الخنازير.

إلا أن عنتر استبعد أن تلغي مواقع السفر والسياحة على الشبكة العنكبوتية عمل وكالات السفر، وذلك لوجود شريحة كبيرة تعتمد على وكالات السفر في ظل ما تتمتع به الوكالات من خبرة في ترتيب حجوزات السفر وترتيب الأوقات وتأكيد الحجوزات، سواء للفنادق أو للسفر، مشيرا إلى وجود الكثير من المسافرين الجدد الذين لا يملكون خبرة في الحجز عن طريق الإنترنت.

وأكد أن موقع شركته على الإنترنت حقق عوائد جيدة للشركة من خلال إطلاع المسافرين على العروض وعلى المميزات التي يحصل عليها المسافر، مشيرا إلى أن الشركة أطلقت الموقع قبل 7 سنوات.

أمام ذلك، قدم خبير سعودي في أمن المعلومات وصفة للمسافرين الذين يعملون على ترتيب حجوزاتهم عن طريق الإنترنت، حيث دعا الدكتور خالد الغثبر، مدير مركز التميز لأمن المعلومات في جامعة الملك سعود، المسافرين إلى الحجز عن طريق المواقع الرسمية لخطوط الطيران أو الفنادق أو عن طريق المواقع المشهورة.

وحدد الغثبر تلك المواقع مستندا إلى أنها تعمل على الحفاظ على أمن المعلومات فيها من خلال التعاقد مع شركات ضخمة لضمان سرية تلك المعلومات، إضافة إلى المواصلة على مراجعة كشف الحسابات لمعرفة أي خلل في عمليات مخالفة لما قام بها المسافر.

ولفت الغثبر إلى ضرورة فصل المسافر بين البطاقات الائتمانية التي يستخدمها في الإنترنت وبين البطاقات التي يستخدمها في السفر، وذلك لضمان عدم تعطل البطاقة التي يستخدمها في حال تعرضت لقرصنة أو خلل وتم إيقافها، بالإضافة إلى التأكد من عدم وجود برامج تجسسية على الجهاز الذي يستخدمه في عمليات الحجز. وشدد مدير مركز التميز لأمن المعلومات في جامعة الملك سعود إلى أهمية وجود رمز «https» في بداية المواقع، وذلك لضمان حماية الموقع من قبل القائمين عليه.

وأكد أن بعض المواقع الإلكترونية تبلغ عملاءها في حال تم اختراقها، إضافة إلى متابعة العمليات المشبوهة في كشف الحساب، وأن بعض البنوك تبلغ عميلها في حال تم اختراق بطاقته الائتمانية.

وساهمت عمليات التحول في السعودية إلى مواقع الإنترنت من خلال دعم خطوط الطيران لمواقعها الإلكترونية، وذلك عبر حث المسافرين للحجز عن طريق الموقع الإلكتروني الخاص بالخطوط، وذلك من خلال طرح عروض وأسعار خاصة بالمسافرين عن طريق الإنترنت، الأمر الذي لقي الكثير من القبول لدى المسافرين في ظل اختصار الوقت والمسافة لعمل حجوزات. لكن ندى علي، مسؤولة مبيعات في شركة سفر وسياحة، قالت إن الكثير من المسافرين يفقدون الثقة في مواقع الإنترنت، وذلك لعدم وجود مرجع لهم في حال لم يتأكد حجزهم، وبالتالي فإن ذلك أفضل بالتعامل مع شركات ووكالات السفر والسياحة، مما يدفع المسافرين إلى تسجيل آمن مع وكالات السفر والسياحة.

وأكدت أن أغلب مسافري الإنترنت ينهون حجوزات الفنادق عن طريق الإنترنت، وحجوزات خطوط الطيران عن طريق شركات ووكالات السفر والسياحة، وذلك لكون خيارات الانتظار وإمكانية التأكيدات أفضل في وكالات السفر منها على الإنترنت.