«بورشه» تقرر إجراء مفاوضات مع قطر وتعزل الرئيس التنفيذي

انسحاب شركة صينية من مفاوضات شراء «أوبل»

TT

وافق مجلس إدارة «بورشه» خلال اجتماع مطول على إجراء مفاوضات لبيع حصة من الشركة لدولة قطر ودعم الوضع المالي للشركة من خلال زيادة رأس المال بما لا يقل عن خمسة مليارات يورو.

وتأتي تلك الخطوات التي تمت الموافقة عليها خلال اجتماع استثنائي دام حتى ساعة مبكرة من صباح الخميس في إطار دخول «بورشه» مرحلة المفاوضات النهائية لتأسيس شركة سيارات مشتركة مع «فولكسفاغن».

أوضحت وكالة الأنباء الألمانية (د.ب.أ) أن الموافقة بالإجماع من قبل الهيئة الرقابية تشير إلى أن عائلتي بورشه وبيش، المالكتين لـ«بورشه»، قد تكونان على استعداد للتخلي عن جزء من نفوذهما داخل الشركة المصنعة للسيارات الرياضية لصالح طرف خارجي. ورفض متحدث باسم «بورشه» التعليق على الأمر.

وتسيطر عائلتا بورشه وبيش على 100% من حصة التصويت في «بورشه»، واعترضتا فيما مضى على بيع حصة إلى طرف خارجي.

وقالت «بورشه»، التي تتخذ من شتوتغارت مقرا، إنها اتفقت على تنحية كل من الرئيس التنفيذي فيندلين فيدكينغ، والرئيس المالي هولغر هيرتر عن منصبيهما على الفور وتعويضهما بمبلغ 50 مليون يورو (70.96 مليون دولار) 12.5 مليون يورو على التوالي.

يذكر أن فيدكينغ تولى عام 1993 رئاسة الشركة، التي تتخذ من مدينة شتوتغارت جنوبي ألمانيا مقرا لها. ومن المقرر أن يخلف فيدكينغ في منصبه ميشائيل ماخت المسؤول عن قطاع الإنتاج بالشركة. كما قرر مجلس الإشراف والإدارة بالشركة إقالة المسؤول المالي بالشركة هولغر هيرتر. ومن المقرر تنفيذ قرار إقالة المديرين بشكل سريع، كما من المقرر أن يتخلى المديران عن عضويتهما في مجلس الإشراف والإدارة لدى شركتي «فولكسفاغن» و«أودي». وسيحصل فيدكينغ على تعويض مالي قياسي قدره 50 مليون يورو، يذهب نصفه لصالح مؤسسة اجتماعية.

وكان فيدكينغ قد سعى لتعزيز ميزانية «بورشه» في ظل سعى الشركة لتدبير الأموال اللازمة لسداد ديون تزيد قيمتها على عشرة مليارات يورو. وتراكمت الديون على «بورشه» بينما كانت تحاول شراء حصة قدرها 75 في المائة في «فولكسفاغن» الأمر الذي تحول إلى نتائج عكسية مع تراجع أسواق الائتمان.

وقالت الشركة إن اجتماع الهيئة الرقابية الذي عقد قبل يوم عما كان متوقعا وافق أيضا على اقتراح قدمه مجلس إدارة «بورشه» لإجراء الاستعدادات اللازمة لزيادة رأس المال بما لا يقل عن خمسة مليارات يورو إما نقدا وعن طريق المساهمة العينية أو اختيار أحد الأمرين.

وتسعى «بورشه» التي تمتلك حصة قدرها 51 في المائة في «فولكسفاغن» في الوقت الراهن إلى دعم وضعها المالي قبل البدء في مفاوضات الاندماج مع «فولكسفاغن».

ولدى «بورشه» نظام مزدوج للإدارة يتألف من مجلس للمديرين الاستراتيجيين يضم 12 عضوا برئاسة فولفغانغ بورشه والآخر مجلس للمديرين التنفيذيين يضم ستة أعضاء برئاسة فيندلين فيدكينغ.

وبعد إقالة المديرين، أصبح من المؤكد أن «فولكسفاغن» ستستحوذ تدريجيا على «بورشه» لتصبح عاشر ماركة سيارات تمتلكها «فولكسفاغن».

وكان مجلس إدارة شركة «بورشه» قد فشل في التوصل لاتفاق من أجل إنقاذ الشركة وذلك بعد عدة ساعات من الاجتماع المغلق الذي عقد في وقت متأخر من مساء أمس الأربعاء.

ويأتي ذلك في أعقاب التحركات التي قامت بها «فولكسفاغن» للاستحواذ الكامل على مجموعة الشركات المتخصصة في صناعة السيارات الرياضية.

وعلى صعيد آخر أكدت شركة «جنرال موتورز» عملاق صناعة السيارات الأميركية انسحاب شركة «بيغين أوتوموتيف إنداستري هولدنغ كومباني» (بي. إيه. آي. سي) الصينية من سباق الاستحواذ على الفرع الأوروبي لـ«جنرال موتورز» الأميركية («أوبل») وقال جون سميث الذي يدير المحادثات بالنيابة عن «جنرال موتورز» «اتفقنا على مواصلة المفاوضات لتأمين مستقبل (أوبل) مع (ماجنا) و(آر.إتش.جيه. إنترناشيونال)».

وكان اجتماع مع عدد من السياسيين في برلين استمر أربع ساعات أمس ركز على بحث العروض المتنافسة المقدمة من شركة صناعة مكونات السيارات الكندية النمساوية «ماجنا إنترناشيونال» و«آر.إتش.جيه إنترناشيونال»، الفرع الأوروبي لمجموعة الاستثمار الأميركية العالمية «ريبلوود».

وأوضح الوفد الألماني دعمه لعرض «ماجنا» الذي يشمل أيضا مصرف «سيبر» المملوك للحكومة الروسية وشركة «جاز» الروسية لصناعة السيارات.

على الجانب الآخر، تفضل «جنرال موتورز» عروض الاستحواذ على «أوبل» التي تقدمت بها شركة «آر.إتش.جيه» البلجيكية القابضة والذي يشمل أيضا الاستحواذ على «فاكسهول» البريطانية للسيارات.

وفي سول أعلنت شركة «هيونداي موتور» الكورية الجنوبية لصناعة السيارات أمس الخميس تحقيق أرباح قياسية خلال الربع الثاني من العام الجاري على الرغم من تراجع المبيعات. وارتفعت أرباح الشركة خلال الربع الذي بدأ في الأول من أبريل (نيسان) وانتهى في 30 يونيو (حزيران) الماضي. وقد استفادت الشركة من تراجع قيمة الوان ومحفزات شراء السيارات في كوريا الجنوبية إضافة إلى النمو في الصين والهند.