تراجع أسعار النفط بعد أطول موجة صعود في 2009

أنباء عن سيطرة شركة صينية على حصة أغلبية في حقل عراقي

رجل أمن يحرس منشآت نفطية في جنوب العراق («الشرق الأوسط»)
TT

تراجعت أسعار العقود الآجلة للنفط الخام صوب 67 دولارا للبرميل أمس، بعد أن شهدت أطول موجة صعود لها هذا العام، وذلك بسبب هبوط العقود الآجلة للأسهم الأميركية في أعقاب أرباح مخيبة للآمال. وانخفض سعر الخام الأميركي 4 سنتات إلى 67.12 دولار للبرميل بعدما صعد في وقت سابق إلى 67.68 دولار، وهو أعلى مستوى خلال التعاملات منذ الثاني من يوليو (تموز). وبحسب «رويترز» كان انتعاش النفط حتى يوم الخميس مماثلا لموجة صعود دامت سبعة أيام في مايو (أيار) مع ارتفاع مؤشر داو جونز الصناعي للأسهم الأميركية فوق حد 9000 نقطة للمرة الأولى منذ يناير (كانون الثاني). وارتفع سعر عقود مزيج النفط الخام برنت في لندن 8 سنتات إلى 69.34 دولار. وقال توني ماتشاسيك من شركة «باتشي فاينانشيال»: «أهمية أسواق الأسهم تضاهي أهمية أي عوامل أساسية للنفط في الوقت الحالي. لا يمكنني توقع ما سيفك الارتباط بين الأسهم والنفط نظرا للطريقة التي يتحركان بها معا حاليا». يواصل الناس مراقبة أسواق الأسهم عن كثب لمعرفة ما إذا كانت قوة الصعود ستتواصل أم لا. مكاسب مؤشر داو لا تصدق. «وانخفضت العقود الآجلة لمؤشرات الأسهم الأميركية أمس بعد صدور نتائج مخيبة للآمال من (ميكروسوفت كورب) و(أميركان إكسبرس). وحصلت أسعار النفط أيضا على دعم حد من خسائرها وذلك بفضل انخفاض إمدادات البنزين. وواجهت شركات التكرير الأميركية سلسلة توقفات غير مقررة علاوة على التخفيضات الكبيرة التي أقرت ردا على ضعف هوامش الأرباح وتباطؤ الطلب على الوقود في الولايات المتحدة بسبب الركود. من جهة أخرى قالت مصادر بقطاع النفط أمس إن شركة النفط الوطنية الصينية «سي إن بي سي» ستسيطر على حصة أغلبية من «بي بي» في مشروع لتطوير حقل الرميلة النفطي العملاق في العراق. وأضافت المصادر بحسب «رويترز» أن «بي بي» ستظل شريكا في المشروع الذي تمت ترسيته عليهما لتطوير حقل الرميلة في جنوب البلاد والذي تبلغ احتياطياته 17 مليار برميل في جولة منح عقود في نهاية يونيو (حزيران) الماضي، لكن ليس بحصة الأغلبية التي سيطرت عليها بموجب العرض الأولي الذي قدمته بالمشاركة مع الشركة الصينية. ورفض متحدث باسم «بي بي» التعليق بشأن تغيير حصتها، لكنه قال إنها ماضية في وضع اللمسات النهائية بشأن المشروع. وقال توبي أودون المتحدث باسم «بي بي» في لندن: «فزنا بالمناقصة، ونتحرك باتجاه وضع اللمسات النهائية على العقد». وعقد تطوير أكبر حقول العراق النفطية كان الوحيد الذي تمت ترسيته من بين ثمانية عقود كانت مطروحة في الجولة. ويقول محللون إن أعمال التنقيب والإنتاج في قطاع النفط العراقي تتيح فرصا فريدة للاستفادة من احتياطيات النفط البرية. ويملك العراق ثالث أكبر احتياطيات نفطية مؤكدة في العالم تقدر بنحو 115 مليار برميل، لكن سنوات من الحروب والعقوبات الدولية دمرت صناعة النفط في البلاد. لكن «بي بي» قبلت شروطا أقل جاذبية مما طلبته للحصول على العقد. وكان تحالف بقيادة «اكسون موبيل» قد رفض الحد الأقصى للرسوم على برميل النفط التي عرضت وزارة النفط العراقية دفعها، مما أتاح الفرصة أمام تحالف «بي بي» للفوز بالعقد. وقال مسؤول تنفيذي كبير يعمل بشركة شاركت في المناقصة التي أجراها العراق الشهر الماضي إن «بي بي» تريد خفض تعرضها للمخاطر في العراق. وأضاف المسؤول الذي طلب عدم الكشف عن اسمه «أعتقد أن (بي بي) ما زالت ترغب في أن تكون الشركة المشغلة للحقل.. حتى إذا كانت حصتها أقل». وقال مصدر صيني بقطاع النفط إن الشركات الصينية ربما تكون لها ميزة بشأن التكاليف تتفوق بها على نظيراتها الغربية. ولتعويض الشروط التي لا تتسم بجاذبية شديدة ستتمكن الشركات الصينية من استخدام فرق الخدمات التابعة لها لتطوير الحقل بتكاليف أقل. وقال المصدر «الشروط السيئة لـ(بي بي) ليست سيئة بالضرورة لشركات صينية. لم تعمل (سي إن بي سي) قط في حقل أفضل من هذا».

من جهة أخرى قالت شركة «دي إن أو إنترناشيونال» النفطية النرويجية أمس أن إنتاجها الصافي من حقل «طاوقي» النفطي في المنطقة الكردية في شمال العراق بلغ في يونيو (حزيران) 13723 برميلا يوميا، مع استمراره في الارتفاع هذا الشهر. وبدأت الصادرات من الحقل الذي تطوره «دي إن أو» في الأول من يونيو هذا العام بعد أن أعطت الحكومة المركزية في العراق الضوء الأخضر لتصدير النفط من المنطقة الكردية عبر خط أنابيب حكومي. وبلغ الإنتاج في المتوسط في الربع الأول 1908 براميل يوميا، وبلغ 5956 برميلا يوميا في الربع الثاني. وبحسب «رويترز» قالت الشركة في بيان لها «الإنتاج والصادرات من حقل طاوقي يواصلان ارتفاعهما بشكل متناسب مع ما تم الاتفاق عليه مع الحكومة الكردية وشركة نفط الشمال». وأضاف البيان «الخطة هي الوصول إلى معدل تصدير بالطاقة الكاملة في أسرع وقت ممكن.. ومن المتوقع أن يواصل الإنتاج والصادرات من حقل طاوقي الارتفاع في الأسابيع المقبلة».

وتابع البيان أنه حتى الآن بلغ الإنتاج الإجمالي من الحقل هذا الشهر نحو 40 ألف برميل يوميا، تم توجيه 32 ألف برميل يوميا منها للتصدير. وتابعت الشركة أن إجمالي الإنتاج من الحقل في يونيو (حزيران) بلغ 22840 برميلا يوميا، وأن إجمالي الصادرات بلغ 17914 برميلا يوميا. وأضافت «(دي إن أو) علمت من حكومة كردستان العراق أن آلية دفع للخام المصدر سيتم وضعها في وقت قريب». من جانب آخر وبعد أن كانت لفترة طويلة أول منتج للنفط في أفريقيا، لم تعد نيجيريا التي تزخر باحتياطي كبير من المحروقات، تعلم حجم إنتاجها على وجه الدقة، لكن الأكيد هو أن الإنتاج انهار بعد ثلاث سنوات من العنف في دلتا النيجر. وفي 2006 كانت البلاد تضخ 2.6 مليون برميل يوميا وذلك قبل ظهور حركة تحرير دلتا النيجر المسلحة التي تنشط في جنوب البلاد وتكثف عمليات تخريب المنشآت النفطية واحتجاز الرهائن. واليوم أصبحت التقديرات الأكثر احتمالا تشير إلى أن الإنتاج يتراوح بين 1.2 و1.4 مليون برميل نفط يوميا. وتحدث وزير النفط النيجيري ريلوانو لقمان الأربعاء عن 1.5 مليون برميل مقدرا النقص في الإنتاج بنحو مليون برميل يوميا. وأفاد مكتب الإحصائيات الوطني بأن صادرات النفط انخفضت إلى النصف خلال الأشهر الثلاثة الأولى من 2009 مقارنة بالأشهر الثلاثة الأخيرة من 2008، وبلغت 4.92 مليارات دولار. كذلك انخفض احتياطي البلاد من العملة الصعبة وبلغ 43.2 مليار دولار في يوليو (تموز)، مقابل 53 مليارا في ديسمبر (كانون الأول). وفي تقريرها الشهري الأخير قدرت وكالة الطاقة الدولية إنتاج نيجيريا بنحو 1.72 مليون برميل يوميا في يونيو (حزيران)، بعدما كان 1.80 مليون برميل في مايو (أيار) و1.78 مليون برميل في أبريل (نيسان)، لكنها أوضحت أن هذا الرقم «يستثني انقطاع الإنتاج البالغ نحو 500 ألف برميل يوميا». وقيم أكثر المحللين الأجانب تشاؤما الإنتاج في نهاية يونيو (حزيران) بنحو 800 ألف برميل يوميا.