وفرة المحاصيل بعد موسم زراعي استثنائي تساهم في تراجع نسب البطالة في المغرب

تداعيات الأزمة الاقتصادية العالمية تعصف بقطاع الملابس والأحذية.. وصمود قطاع البناء

أحمد الحليمي المندوب السامي للتخطيط في المغرب («الشرق الأوسط»)
TT

انعكست المحاصيل الزراعية التي تحققت خلال موسم زراعي غير مسبوق ايجابيا على مستويات البطالة في المغرب التي تراجعت بنحو 1.1 في المائة، حيث هبطت نسبتها إلى 8 في المائة خلال الربع الثاني من السنة الحالية، في مقابل 9.1 في المائة في الفترة نفسها خلال السنة الماضية. وقال أحمد الحليمي المندوب السامي للتخطيط في المغرب (منصب يوازي وزير) إن هذه الفترة أدت إلى توفير 232 ألف وظيفة جديدة من بينها 120 ألف وظيفة في القطاع الزراعي بسبب حجم النشاط الاستثنائي لهذا القطاع. وقال الحليمي إن تداعيات الأزمة الاقتصادية العالمية على البلاد تفاوتت ما بين قدرة بعض القطاعات مثل البناء والأشغال على مقاومة هذه التداعيات، في حين تضررت قطاعات أخرى بسبب الأزمة مثل قطاعي صناعة الملابس والأحذية. ووصف الحليمي الذي كان يتحدث خلال لقاء صحافي في الدار البيضاء، أداء القطاع الزراعي بأنه كان استثنائيا هذه السنة مما أدى إلى تحقيق محصول قياسي بسبب كمية الأمطار غير المسبوقة التي تهاطلت على مختلف أنحاء المغرب.

وأشار المسؤول المغربي إلى أن قطاع النسيج والملابس والأحذية والجلد خسر 24 ألف وظيفة، بسبب تراجع أنشطته على خلفية تداعيات الأزمة الاقتصادية العالمية. كما خسر قطاع النقل والمواصلات 25 ألف وظيفة، وفقد قطاع الصناعات الغذائية والمشروبات ثمانية آلاف وظيفة.

في حين استطاع قطاع البناء والأشغال الصمود في وجه الأزمة العالمية، وتمكن من توفير 40 ألف وظيفة خلال الربع الثاني من السنة مقابل 92 ألف وظيفة في المتوسط خلال الفترة نفسها من السنوات الثلاث الماضية.

وتراجعت كذلك مساهمة قطاع الخدمات في التشغيل، إذ تقلصت عدد الوظائف داخل هذا القطاع إلى 11 ألف وظيفة جديدة خلال الربع الثاني من السنة الجارية مقابل 132 ألف وظيفة في المتوسط خلال الفترة نفسها من السنوات الثلاث الماضية.

وقال الحليمي إن نتائج دراسة ميدانية أنجزت حول وضعية التشغيل بالمغرب خلال الربع الثاني من السنة الجارية، شملت عينة تضم 60 ألف أسرة، أبرزت تقلص عدد العاطلين في المغرب بنسبة 11.8 في المائة خلال هذه الفترة. وتراجع عدد العاطلين إلى 911 ألف عاطل خلال الربع الثاني من 2009 مقابل 1.03 مليون عاطل خلال الربع الثاني من العام الماضي.

وأضاف أن نتائج الدراسة أبرزت تركز انخفاض عدد العاطلين وسط الشرائح الاجتماعية الشابة التي تدخل سوق العمل لأول مرة. وتراجعت البطالة في القرى بنسبة 2.1 في المائة في وسط الشباب الذين تتراوح أعمارهم بين 15 سنة و24 سنة، وهي الشريحة التي تصادف فترة اضطرار الشباب في القرى إلى الانقطاع عن الدراسة والتحول إلى سوق العمل. أما في الوسط الحضري فقد أبانت الدراسة عن انخفاض البطالة بنسبة 2.8 في المائة وسط الشباب الذين تتراوح أعمارهم بين 25 سنة و34 سنة، وهي الفترة التي تصادف مرحلة التخرج من الكليات والمعاهد.