4 مذكرات تفاهم للتعاون الاقتصادي بين مصر والعراق

المالكي للوفد المصري: نجاح المؤتمر يبعث بأكثر من رسالة بأن العراق لم يعد بؤرة للنار

رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي ووزير الاستثمار المصري محمود محيي الدين خلال اللقاء مع وفد رجال الأعمال المصريين الذي يزور بغداد حاليا (رويترز)
TT

شهدت العاصمة العراقية بغداد أمس عقد أول مؤتمر استثماري مشترك بين العراق ومصر، حضره رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي ووزير الاستثمار المصري الدكتور محمود محيي الدين الذي ترأس وفدا مكونا من 81 مسؤولا من مختلف الوزارات المصرية ورجال أعمال ومستثمرين، انتهت بتوقيع أربع اتفاقيات في مختلف المجالات.

رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي بين خلال الكلمة التي ألقاها في المؤتمر «أن نجاح المؤتمر يبعث أكثر من رسالة بأن العراق لم يعد بؤرة للنار التي أشعلها الإرهاب بل أصبح بلدا مستقرا قائما على أساس الدستور والقانون، ويحث الخطى لأجل البناء والإعمار والاستثمار»، مضيفا أن «العراق تعرض لهجمة عطلت فيه مفاصل الحياة، وهدفنا إيقاف مد الإرهاب والتخريب والعصابات والتدخلات الخارجية ونجحنا في تحقيق وحدة وطنية».

وأكد المالكي «يفرحنا زيارة هذا الوفد المصري الكبير لبلدنا العراق وهو رسالة نعتز بها ونشكر الوفد الذي حضر، وأن العلاقة بين البلدين وإن توقفت لظروف صعبة فإن تلك الظروف زالت اليوم، وشكرا لموقف الحكومة المصرية والرئيس حسني مبارك، ونأمل أن يكون دور الشركات المصرية كبيرا في المساهمة في إعمار العراق، وأن هناك مسألة رئيسية وهي أن البلدين بحاجة لبعضهما بعضا وأن أواصر العلاقة لا بد أن تكون وثيقة ونجاح الوفد المصري في مهمته في العراق سيعمق أواصر العلاقة ولا بد من لقاءات أخرى، حيث فتحت الأبواب بين مصر والعراق وستكون هناك فرص للاستثمار في كل الاتجاهات»، وأكد المالكي أن الحكومة ستدعم المؤتمر وما يخرج به من مقترحات.

وزير الاستثمار المصري محمود محي الدين، أكد من جانبه في كلمته، أن «الوفد المصري وقع أربع مذكرات تفاهم مع العراق، مشيرا أن المذكرات ستشمل الخدمات بالتعليم والبورصة المالية والتدريب والرقابة والإشراف وعقود وكالة بين البلدين، وأن مشاورات ستشمل مجالات أخرى تشمل الخدمات والرعاية الصحية، وأن شركاتنا لديها الخبرة لبناء مصانع ومستشفيات ووحدات صحية في العراق وأي مشاريع تحددها الحكومة العراقية». وأضاف محيي الدين أن «هناك نوايا أن نكون في طليعة الوفود ونلبي المبادرات واستعادة أواصر التعاون الاقتصادي والمشاركة في تنمية العراق هذا البلد العريق، وأننا جئنا اليوم مؤكدين مشاركتنا في الاستثمار والإعمار بوفد كبير وممثلين للوزارات والمتطلعين للتعاون وتبادل الخبرات والمشاركة في إعادة الإعمار وبناء مرافق مختلفة، كما جئنا ومعنا شركات متخصصة في صناعة مواد البناء وذات خبرات كبيرة في مصر وهكذا الحال لشركات بناء الطرق والأثاث وبناء الوحدات السكنية والتجارة المتخصصة وصناعة الغذاء وصناعة السكر والزيوت والنسيج، ومعنا أيضا شركات تهتم بتأهيل الموانئ البحرية والنقل البحري لأن العراق مهتم بها وكذلك الصناعات الدوائية والخدمات الإنمائية والتأمين وشركات الأموال والنفط والبتروكيماويات».

وقال الوزير المصري أيضا «وهناك معلومات قد تكون غائبة عن البعض ففي مجال الاستثمار في مصر هناك تطورات أدت إلى تطور الاقتصاد، وحصلت طفرة وزيادة في الاستثمار المصري والعربي، وهذه الطفرة شملت المستثمر العراقي وقد لا يعلم البعض أنه ورغم الظرف الذي يمر به فإن الاستثمار العراقي في مصر يبلغ 15% وتبلغ الشركات العراقية في مصر 3196 شركة وفق آخر إحصائية في شهر يونيو (حزيران) وفي مختلف القطاعات، وأنا متأكد أنهم سيعودون للعراق عندما تتاح لهم الفرصة، ونحن نتابع عن قرب ما يحدث في العراق». أما رئيس هيئة الاستثمار العراقي سامي الأعرجي فقد دعا مستثمري مصر للاستثمار في العراق وأن المجال متاح لهم الآن وفي كافة القطاعات، وأن حضور الشركات ورجال الأعمال دليل على الروابط الأخوية، «وقد تكون هناك لقاءات في مختلف القطاعات الاقتصادية، خاصة أن العراق يزخر بالإمكانيات المادية والبشرية وهو منفتح على الاستثمار، ويرغب في الاستثمار المصري فيه وخاصة في مجال الإسكان الذي نعاني من نقص كبير فيه، وهناك ضرورة ملحة لإنشاء مليون وحدة سكنية خلال السنوات العشر الماضية»، معبرا عن استعداد العراق لتقديم الدعم للمستثمرين وإنجاز معاملاتهم في مكان واحد وتأمين المعلومات والأراضي، «كما أعددنا الخارطة الاستثمارية للعراق ودليل المستثمر، وعقد الاتفاقيات وتعزيز البيئة الاستثمارية في العراق وتقديم المقترحات لتسهيل العمل الاستثماري، كما عقدت مؤتمرات كثيرة في أميركا ولندن ودبي وبغداد وسيعقد مؤتمر آخر في أميركا قريبا».

كما جرى أمس عقد ندوات بين رجال الأعمال المصريين والعراقيين ونقاشات كثيرة استمرت لساعات انتهت بتوقيع عدة اتفاقيات بين الطرفين.