وكالة الطاقة الدولية تخفض توقعاتها لنمو الطلب على النفط

سعر البرميل يعاود الارتفاع صوب 70 دولارا

TT

أفادت وكالة الطاقة الدولية أمس بأن نمو الطلب على النفط العام القادم سيكون أقل قليلا من توقعاتها السابقة التي بلغت 1.3 مليون برميل يوميا على أساس سنوي، وأن الأدلة على وصول الكساد العالمي إلى حده الأقصى غير مؤكدة.

وبحسب وكالة «رويترز» جاءت توقعات الوكالة التي تقدم المشورة إلى 28 دولة مستهلكة للطاقة، في أعقاب توقعين حذرين آخرين للطلب على النفط هذا الأسبوع. وقال ديفيد مارتن المحلل بالوكالة لـ«رويترز»: «الدلائل على الخروج من الكساد ما زالت غير مؤكدة. أحدث بيانات عن الإنتاج الصناعي في بعض الدول الكبرى ما زالت سلبية». وأضاف «ليس هناك دليل واضح بعد على أن الأسوأ قد مر».

وقالت الوكالة ومقرها باريس في أحدث تقرير شهري لها إن الطلب العالمي على النفط سيرتفع 1.3 مليون برميل يوميا في 2010 ليصل إلى متوسط 85.3 مليون برميل يوميا.

وعدلت الوكالة أيضا توقعاتها للطلب العالمي الفوري في 2010 صعودا بمقدار 70 ألف برميل يوميا إلى 85.3 مليون برميل يوميا استنادا إلى زيادة استهلاك الوقود في آسيا. ولكن نمو الطلب كان أقل قليلا من تقديرات الوكالة في تقريرها السابق، بعد تعديل صعودي أكبر للطلب في 2009 ليصل الآن إلى 83.9 مليون برميل يوميا.

وقالت الوكالة إن هذه التوقعات تغير بالكاد حالة الانكماش الحاد في الطلب العالمي على النفط المتوقعة في عام 2009 بسبب الركود، وتوقعت أن يقل استهلاك الوقود هذا العام بمقدار 2.35 مليون برميل يوميا عن العام الماضي. واستشهد التقرير بوجه خاص بانكماش الإنتاج الصناعي كعامل رئيسي يقيد الطلب على المنتجات النفطية المكررة. وقال التقرير «لا يزال الطلب العالمي على السولار، وهو مؤشر رئيسي على قوة الاقتصاد، منخفضا».

ولم يتم تسجيل نمو في الإنتاج الصناعي إلا في الصين واليابان، بينما ظل الإنتاج في حالة انكماش في باقي العالم حتى على الرغم من تباطؤ وتيرة هذا الانكماش.

وأضاف «على الرغم من تحسن بعض المؤشرات الاقتصادية في عدد قليل من البلدان فإن أقصى ما يمكن قوله هو أن الاقتصاد العالمي ربما يكون قد بدأ في الدخول في مرحلة مستقرة».

وارتفعت إمدادات النفط العالمية بمقدار 570 ألف برميل يوميا في يوليو (تموز) إلى 85.1 مليون برميل يوميا، ثلثاها تقريبا من إنتاج الدول غير الأعضاء في منظمة البلدان المصدرة للبترول «أوبك».

ولكن على الرغم من ذلك فإن إمدادات النفط العالمية قد انخفضت بمقدار 2.6 مليون برميل يوميا مقارنة بيوليو (تموز) من العام الماضي بسبب تخفيضات أوبك للإنتاج. وقالت وكالة الطاقة الدولية إن إنتاج «أوبك» تراجع في يوليو (تموز) بنحو 100 ألف برميل يوميا إلى 28.6 مليون برميل يوميا، مستشهدة بانخفاض قياسي في الإنتاج من نيجيريا.

وانخفض إنتاج الدول الأعضاء في أوبك الملتزمة بمستويات مستهدفة للإنتاج والتي تُستثنى منها العراق بمقدار 120 ألف برميل يوميا إلى 26.12 مليون برميل يوميا، أي 1.28 مليون برميل يوميا أكثر من سقف الإنتاج المتفق عليه بين أعضاء المنظمة.

وأشارت تقديرات أخرى لإمدادات «أوبك» بما فيها أرقام نشرتها أوبك في تقرير بالأمس إلى ارتفاع الإنتاج في يوليو (تموز).

وتقدر وكالة الطاقة الدولية أن السعودية ضخت 8.3 مليون برميل يوميا في يوليو (تموز)، أي بزيادة 250 ألف برميل عما أوردته «أوبك». كما راجعت الوكالة إجمالي إمدادات الدول غير الأعضاء في أوبك صعودا بمقدار 160 ألف برميل يوميا بشكل رئيسي بسبب الإنتاج الروسي الأقوى من المتوقع. كما تم تخفيض توقعات الطلب بشكل طفيف على خام أوبك الذي يبلغ في المتوسط 27.7 مليون برميل يوميا في 2009، و27.8 مليون برميل يوميا في 2010 للنصف الثاني من العام الحالي والعام القادم، حيث يعوض الإمداد من الدول غير الأعضاء في المنظمة الزيادة في الاستهلاك.

وعلى صعيد التداولات في سوق النفط، فقد عوض النفط خسائره التي مني بها في وقت سابق من معاملات أمس بعد إعلان التقرير مباشرة، ليعاود الارتفاع صوب 70 دولارا للبرميل بعدما سجل أدنى سعر له منذ مطلع أغسطس (آب) لمخاوف بشأن قوة الطلب قبيل بيانات المخزون الأميركي.

وارتفع سعر الخام الأميركي تسليم سبتمبر (أيلول) 26 سنتا إلى 69.71 دولار للبرميل، بعد أن تراجع على مدى الجلسات الأربع السابقة. ولامس الخام الأميركي أدنى مستوى فيما يقرب من أسبوعين عندما سجل 68.84 دولار في أوائل المعاملات الأوروبية أمس. وهبط مزيج برنت في لندن تسعة سنتات مسجلا 72.37 دولار.