شركات الطيران منخفضة التكاليف تستحوذ على نسبة كبيرة من المسافرين

الشركات الكبرى تسعى لاستعادة زمام المبادرة وتكثف من برامج رحلاتها الإقليمية وتطلب طائرات صغيرة من الشركات الصانعة

TT

مطلوب: لمواجهة التوسع السريع في اكبر الخطوط الجوية الاوروبية منخفضة الاسعار. 50 طائرة من طراز بوينغ .737 رجاء تقديم المواصفات التفصيلية والاسعار الى ريان اير دوت كوم . هذا نموذج لاعلان من احدى الشركات التي تعتمد على تشغيل رحلات منخفضة التكاليف.

شركة طيران تسعى لشراء طائرات جديدة؟ في هذه الظروف؟ الا ان الاعلان المنشور على صفحة كاملة في مجلة «فلايت انترناشونال» يفسر بعض الفوضى التي تؤثر الان على قطاع الخطوط الجوية، الذي كان في ظروف جيدة للغاية الى ان اظهرت مؤشرات السفر والسياحة في شهر فبراير الماضي تراجعا حادا . والاعلان هو وسيلة جزئيا لتحدي الشركات المتنافسة التي تعاني في الوقت الراهن، ولكنها تعكس في النهاية مطالب صادقة للحصول على طائرات. ويشير الاعلان كيف تمكنت شركة صغيرة ذات اسعار منخفضة من اجتذاب الزبائن من الشركات الكبيرة.

وقد اتضحت اثار الفوضى في قطاع الطيران اخيرا عندما تقدمت شركة ميدواي ايرلاينز بطلب لاعلان افلاسها. واشارت الى ان السبب يرجع الى المنافسة من شركة ساوث وست وغيرها من الشركات ذات اسعار التذاكر المنخفضة. وفي الوقت ذاته استمرت شركات الطيران الكبرى في تخفيض اسعار تذاكرها. فقد اعلنت شركة «يو اس ايروايز» الاسبوع الماضي انها خفضت اسعار التذاكر على خطوطها لتسع مدن اوروبية ابتداء من اوائل العام القادم.

وفي الوقت الذي ازدهرت فيه شركات الطيران ذات اسعار التذاكر المنخفضة فإن الشركات الكبرى قد خفضت القيود المفروضة على التذاكر المخصصة لقطاع الاعمال في الوقت الذي خفضت فيه بعض الخطوط، كما احالت العديد من الطائرات القديمة ذات تكلفة الصيانة المرتفعة الى التقاعد.

ومن بين الشركات العاملة في مجال اسعار التذاكر المخفضة، حققت شركة ساوث وست ارباحا عالية في الربع الثاني وزادت من قدراتها ـ عدد المقاعد المتوفر لكل ميل طيران ـ بنسبة في شهر يونيو(حزيران) . ومن بين شركات الطيران الاخرى في هذا المجال «ايرتران ايروايز» التي حققت نجاحا باهرا الى درجة ان اسهم الشركة الام وهي «ايرتران هولدينغز» ستنتقل من البورصة الاميركية الى بورصة نيويورك. وفي الوقت ذاته تنوي شركة جيتبلو ايروايز التي بدأت رحلات ذات اسعار منخفضة في العام الماضي، مضاعفة عملياتها من قاعدتها في مطار كنيدي انترناشونال في نيويورك.

ومن ناحية اخرى لا توجد الكثير من شركات الطيران التي تسعى للتخلي عن احدث نماذج الطيران لديها مثل البوينغ 737 التي حققت نجاحا كبيرا في السنوات الاخيرة عندما بدأت شركات الطيران في استبدال طائراتها الكبيرة بطراز .737 وبالاضافة الى كونها اقل كلفة من حيث التشغيل، فإن الطائرات النفاثة الاصغر حجما تفتح طرقا جديدة بين المدن الصغيرة.

وفي الوقت ذاته، حدث نمو سريع فيما يطلق عليه الطائرات الاقليمية، التي تحمل ما بين 40 الى مائة راكب. واذا كان الطلب على هذه الطائرات ذات المحركين يمكن ان ينخفض اذا استمرت الظروف الاقتصادية لشركات الرحلات الجوية في التدهور ، فإن الطلبات الحالية لا تزال قوية.

وذكر ليو مولين رئيس مجلس ادارة دلتا اير لاينز اكبر شركة طيران اقليمي في الولايات المتحدة: لدينا 150 طائرة اقليمية في الوقت الراهن وسيزيد العدد الى 300 في عام .2004 ومن بين عائدات دلتا البالغة 15 مليار دولار تقريبا، فإن حوالي ملياري دولار تأتي من عائدات الرحلات الاقليمية.

وبالاضافة الى زيادة الحركة الجوية، فهناك مشاكل اخرى ناجمة عن الانتقال الى الطائرات النفاثة الاصغر حجما. ففي شركة كواير الاقليمية التابعة لشركة دلتا، اضرب الطيارون لمدة 89 يوما في اوائل هذا العام. ويشير المحللون المتخصصون في قطاع الطيران ان هذا يعبر عن الصعوبات التي يمكن للشركات الكبرى مواجهتها مع تزايد الاعتماد على الخطوط الاقليمية التي يقودها اطقم يحصلون على مرتبات اقل من العاملين في شركات الطيران الكبرى.

والجدير بالذكر ان الصانعين الاساسيين للطائرات النفاثة الاقليمية هما بومباردييه الكندية وايمبراير البرازيلية. وتنوي الشركتان زيادة انتاج الطائرات التي تستوعب اكثر من مائة راكب. وفي الوقت ذاته، تتسابق شركات صناعة الطائرات الكبرى مثل بوينغ وايرباص لانتاج طائرات جديدة مثل طائرات بوينغ 717 وايرباص ايه 318 للمنافسة مع مجال الطائرات ذات السعة الاكبر في قطاع الطيران الاقليمي.

وعلى صعيد اخرى قامت جميع شركات الطيران الداخلي ـ التي اعلنت كلها خسائر في الربع الثاني من العام الحالي، فيما عدا كونتننتال ايرلاينز ـ بإجراء تخفيضت على خطوطها واعداد خطط لوقف عمل الطائرات القديمة في الخطوط الداخلية.

وتمثل هذه الخطوة تخفيضات صغيرة في النمو. ولكن مع انخفاض الطلب في قطاع سفريات الاعمال، فإن خفض الخطوط والاستغناء عن الطائرات القديمة لن يؤثر على على الزبائن، الذين يجدون الطائرات الان اقل ازدحاما، ويسهل تغيير درجة السفر الى الدرجة الاولى بسهولة. ومعظم الطائرات التي تم الاستغناء عنها هي طائرات قديمة تزيد تكلفة تشغيلها. وقالت شركة طيران اميركان ايرلاينز هذا الشهر انها تنوي الاستغناء عن 58 طائرة من بينها 21 طائرة بوينغ من طراز 727 التي تتطلب طاقما من ثلاثة وتستوعب ما بين 163 الى 189 راكبا. وفي الوقت ذاته، تزيد الشركة اسطولها من طائرات 737 ـ 800 التي تستوعب 146 وتتطلب طاقما من طيارين فقط.

* خدمة «نيويورك تايمز» ـ خاص بـ«الشرق الأوسط»