حرب الأسعار بمصر تشتعل بين محتكر الاتصالات الأرضية وشركات الجوال

امتدت إلى خدمات الربط من شركة «المصرية للاتصالات» التي تقدم الخطوط الدولية لتلك الشركات

TT

«حرب لن تنتهي»، كما يصفها الخبراء بين شركة «المصرية للاتصالات» (محتكر الاتصالات الأرضية في مصر) وشركات الاتصالات الجوالة («موبينيل» و«فودافون» و«اتصالات مصر»). ففي الوقت الذي قامت فيه الشركة المصرية للاتصالات بتخفيض مكالماتها لصالح المؤسسات والشركات، قامت شركات التليفون الجوال بالإعلان عن عروض جديدة تتضمن تخفيضا على أسعار المكالمات وخدمات نقل البيانات.

أثارت تلك الحرب حفيظة الشركة المصرية للاتصالات ليعلن رئيس مجلس إدارتها المهندس عقيل بشير عزمه تقديم شكوى لجهاز تنظيم الاتصالات في مصر لحماية المنافسة.

ولم تقتصر الحرب بين شركات الجوال وشركة المصرية للاتصالات على التنافس في أسعار الخدمات فقط، ولكنها امتدت إلى خدمات الربط بين شركات الجوال وشركة المصرية للاتصالات التي تقدم خدمات الاتصالات الدولية لتلك الشركات.

وتتهم شركات الجوال، شركة «المصرية للاتصالات» بالمغالاة في تقديم خدمة الاتصالات الدولية لها إلى جانب تعريفة المكالمة بينها وبين شبكات التليفون الجوال، وهو ما دفعهم إلى اللجوء للتحكيم، ولكن القرار القضائي جاء إلى جانب الشركة المصرية للاتصالات وهو ما دفع شركة «موبينيل» للطعن على قرار لجنة فض المنازعات أمام القضاء الإداري.

إلا أن المنافسة لم تكن بين شركات الجوال وشركة التليفونات الأرضية فقط، بل كانت بداية الحرب بين شركات الاتصالات الجوالة، التي أدت إلى وصول أسعار الخدمات إلى مستويات غير مسبوقة من قبل، مما دفع خبراء إلى التحذير من أن يؤثر ذلك على جودة الخدمة المقدمة، وطالبوا بتشديد الرقابة على تلك الشركات لضمان جودة الخدمة. يقول محمد حمدي محلل قطاع الاتصالات بالبنك الاستثماري «سي أي كابيتال» إن المنافسة بين شركات الاتصالات أمر محتوم، لا تستطيع شركة أن تقف مكتوفة الأيدي وترى عروضا أقل من قبل شركات أخرى، وإذا لم يتبع تلك العروض عروض أخرى من قبل الشركات الأخرى، سيسحب المشتركون من قبل تلك الشركات لصالح الشركات التي تقدم تكلفة أقل. ويرى حمدي أن الهدف من قيام الشركات بتخفيض مكالماتها هو تحفيز زيادة الاستخدام من قبل العملاء، لكي تحافظ على مستوى ربحيتها، وأشار إلى أنه كلما قامت شركات الجوال بتخفيض أسعار المكالمات فإن التأثير الأكبر يكون على شركة المصرية للاتصالات التي تتضرر إيرادات مكالماتها جراء هذا التخفيض الذي يسحب عملاءها إلى شركات الجوال، مؤكدا أن الشركة تعوض ذلك من إيرادات الإنترنت وإيرادات مكالمات المحمول إليها، إلى جانب المكالمات الدولية التي تتولى تقديمها إلى شبكتي «فودافون» و«موبينيل».

ويقول حمدي إن التخفيضات الحالية لن تؤثر على إيرادات الشركات الجوالة طالما أنه لن تحدث حالة تشبع في سوق الجوال، مشيرا إلى أن معدل الانتشار (الذي يقيس عدد الخطوط المستخدمة إلى عدد السكان) وصل إلى 60 في المائة، ومن المقرر أن يصل إلى 100 في المائة خلال العامين القادمين، وإذا وصل معدل الانتشار إلى هذا الحد من الممكن أن يوثر بالسلب على إيرادات شركات الجوال.