رؤساء البنوك المركزية: الأزمة المالية العالمية تعدت أسوأ مراحلها

النشاط الاقتصادي يتبلور مرة أخرى

TT

أعربت البنوك المركزية حول العالم عن ثقتها المتزايدة من أن الأزمة المالية تعدت أسوأ مراحلها، وأن استعادة الاقتصاد العالمي لعافيته بدأت تتبلور.

وقال بن برنانكي، رئيس مصرف الاحتياط الأميركي، «إن إمكانيات العودة إلى النمو في المستقبل القريب تبدو جيدة».

وعلى الرغم من أن رئيس مصرف الاحتياط كرر تحذيره من أنه من المرجح أن تكون العافية الاقتصادية بطيئة ومرهقة، وأن معدلات البطالة ستظل مرتفعة لسنة على الأقل. فإنه ذهب إلى ما بعد آخر تصريحات البنك المركزي الأميركي من أن النشاط الاقتصادي وصل لمستوى متعادل. فقد كرر رؤساء البنوك المركزية والاقتصاديين الذين التقوا هنا، مشاعر الراحة بين رؤساء البنوك المركزية الأوروبية والآسيوية من أن العوامل الاقتصادية في بلادهم بدأت تنشط مرة أخرى.

ولاحظ المراقبون أن رؤساء البنوك المركزية بدأوا يركزون بهدوء على مهمة أخرى كبيرة، وهي كيف ينهون إجراءات الطوارئ الهائلة التي تبنوها لمواجهة الأزمة.

وفي الوقت نفسه، الذي كان برنانك يلقى كلمته، أكدت جمعية السماسرة الوطنية الأميركية، أن مبيعات البيوت زادت بنسبة 7.2 في شهر يوليو (تموز) الماضي ـ وهي أعلى زيادة شهرية لأكثر من عقد من الزمن.

وكان رد فعل المستثمرين إيجابيا لأخبار قطاع المساكن، وتعليقات رئيس مصرف الاحتياط. فقد ارتفع متوسط مؤشر داو جونز فور بداية العمل في أسواق المال، وأنهى يومه بزيادة قدرها 155.91 نقطة. وعلى الرغم من أن أسعار الأوراق المالية أقل بكثير من أعلى مستويات وصلت لها، فإن مؤشر داو جونز ارتفع بنسبة 45 في المائة بالمقارنة بشهر مارس (آذار). وأوضحت صحيفة «نيويورك تايمز» التي نشرت التقرير، أن فرنسا وألمانيا أثارتا دهشة الخبراء بإعلان نمو إيجابي لاقتصادهما بعد سلسلة من الانكماشات الاقتصادية، ثم أعلنت اليابان الشيء نفسه.

وتجدر الإشارة إلى أنه يجب على البنوك المركزية وقف العمل بعدد من إجراءات الطوارئ التي اتخذتها خلال ذروة الأزمة مع عودة النمو الاقتصادي.

ويعتقد عدد من الاقتصاديين ومن المسؤولين في مصرف الاحتياط الأميركي، أن الانتقال إلى سياسات نقدية أكثر تشددا ومعدلات فائدة عالية، الذي من غير المتوقع حتى منتصف السنة القادمة، ربما يجب أن يكون مفاجئا بطريقة أكثر من الاعتيادية، إذا كان عليهم منع التضخم بعد سنتين أو ثلاثة.

ويعتقد عدد من الخبراء أن «استراتيجية الخروج يمكن أن تؤدي إلى مواجهة مع إدارة أوباما. وينوي البيت الأبيض الكشف عن أحدث تقديرات للميزانية في الأسبوع المقبل، ويشير المسؤولون في الإدارة إلى أن العجز المستمر منذ 10 سنوات سيصل إلى 9 تريليونات دولار ـ وهو قفزة كبيرة من التقديرات السابقة التي حددت العجز بـ7 مليارات دولار.