الأخطاء المهنية

TT

قادني مقال الأسبوع الماضي للأخطاء المهنية، ووعدتكم بالحديث عن هذا الموضوع في المقال السابق، وقد تلقيت مكالمات عديدة ورسائل عديدة أيضا من زملاء ومن قراء كرام كل يتحدث عن الأخطاء في مهنته، وقد كنت أرغب الحديث عن أخطاء المهن بشكل عام وتكاليفها الباهظة اقتصاديا أيا كانت المهنة، وضرورة وجود مرجعية يمكن الاحتكام إليها في حالة وجود خطأ، فنحن لا نأخذ الرغيف الناقص أو غير المستدير من البائع لوجود خطأ مهني في الرغيف، ولكننا لا نجد من نحتكم إليه في حالة وجود خطأ هندسي مثلا.

وأول ما بدأنا نكتشف الأخطاء كانت الأخطاء الطبية هي الأوضح والأشد تأثيرا على الناس بحكم أننا العرب عاطفيون بطبيعتنا، وكنا لا نناقش الأخطاء الطبية بل كنا نناقش لماذا مات المريض، ماذا عملوا بالمريض؟ كان يحتاج لعملية زائدة دودية ولكنهم أخطأوا وجعلوها عملية قلب!!! وقس على ذلك الكثير من الأخطاء، وكنا نتخيل الطبيب ملاكا، وفجأة اكتشفناه بشرا، واكتشفنا أن الذي يحاسبه عن الأخطاء وزارة الصحة التي يكون الخطأ قد وقع في أحد مستشفياتها!!!! ومع ذلك نطالبه بالإنصاف.

في الغرب المحاسبة تقلل من الأخطاء، ولكن لا تمنعها، ولا يمكن لصاحب مهنة أن يتجاوز قوانين مهنته، وإلا لسحبت منة الرخصة مثلما يحدث في منطقتنا العربية تماما.....!!!!! أسف يعطَى مشاريع زيادة مثل الغرب.. آسف اختلط عليّ الأمر رتبوا الموضوع كما تريدون.

وأختم لكم بهذه الحكاية.. يحكى أن قارئ عدادات كهرباء ينزل درجا لقراءة عداد معين، وفي مرة قدم شكوى لأنه تزحلق وانكسرت رجله وهو يريد تعويضا.. وسعت شركات التأمين بكل ما أوتيت من قوة لتحديد الخطأ، فوجدوا إحدى درجات الدرج وقد زادت سنتيمترا واحدا عن مثيلاتها، وبذلك أخلوا ساحة المهندس، وأخلوا ساحة المقاول لأنهم عرفوا أن أحد الملاك القدامى للمنزل قد رمم المنزل فزاد المنفذ سنتيمترا في ارتفاع الدرجة، فتحملها المقاول المنفذ للدرج. فهل تعتقدون قرائي الأعزاء أن القصة حدثت غربا أم في شرقنا العربي.

* كاتب اقتصادي