الأسهم السعودية: تراجع قيم التداولات يؤثر على تحركات المستثمرين

خبراء يؤكدون أن الأزمة قاربت على الانتهاء

جانب من تعاملات الأسهم السعودية («الشرق الأوسط»)
TT

شهد المؤشر العام لسوق الأسهم السعودية خلال تعاملات الأسبوع الماضي حالة من انعدام الوزن، تسببت في تبعثر تحركات الكثير من المستثمرين والمتعاملين على حد سواء، نتيجة التراجع الملموس في قيم التداول، التي لم تتجاوز 9.8 مليار دولار في الأسبوع، الأمر الذي يشير إلى ترقب وحذر أو هدوء لعملية تحرك قادمة قد تشهدها السوق في الأيام الأخيرة من الشهر الكريم.

ورغم الإغلاقات السلبية التي شهدها المؤشر العام خلال الأسبوع الماضي فإن بعض الأسهم القيادية لا تزال تحتفظ باغلاقات إيجابية، خصوصا سهمي «سابك» و«مصرف الراجحي»، ومن المتوقع أن تشهد السوق خلال تعاملات الأسبوع الراهن الكثير من التذبذبات الحادة في بعض فترات الأسبوع والمتزامنة مع تحركات الأسواق العالمية.

وفي حديثة لــ«الشرق الأوسط» ذكر سعيد هزاع الخبير الاقتصادي أن الأنظار متجهة إلى ما ستؤول إليه اجتماعات مجموعة العشرين خلال اجتماعاتها المنعقدة منذ أمس.

وأشار الخبير الاقتصادي إلى أن الأزمة المالية لم تنتهِ حتى الآن، وأنه على القادة وضع خطط جديدة لتحفيز الاقتصاديات وبشكل مرتب، موضحا أن ارتفاعا البطالة وإبقاء أسعار الفائدة مؤشر على أن الاقتصاد الدولي لم يتعافَ بعد.

وأوضح الخبير الاقتصادي أن قيام الصين بشراء 50 مليار دولار سندات من صندوق النقد الدولي، تعبّر عن مدى الضعف وعدم الاتزان في صندوق دولي يمثل دول العالم، متسائلا عن اتجاه تلك المبالغ، وجهتها الفعلية. وعن أداء السوق وتحركاتها من الناحية الفنية أفادت لــ«الشرق الأوسط» رانيا محمد المحللة الفنية المستقلة أن المؤشر العام خسر ما يقارب 2.5 في المائة وسط شموع سوداء خلال 7 جلسات متتالية، وبقيم تداول تُعتبر هي الأدنى منذ العام الحالي، وهذا الأمر يعزز مدى الخوف لدى المتعاملين.

وبينت المحللة الفنية أن المؤشر العام قريب من مستويات دعم مهمة تكمن عند مستويات 5377 نقطة، والمتزامنة مع تراجع المؤشرات الفنية إلى مستويات التشبع في البيع، مما يعزز بقاء المؤشر في الوضع الإيجابي حتى نتائج الربع الثالث من العام الحالي.

ووفقا للتقرير الصادر من مجموعة «بخيت للاستثمار» فالتراجع الذي شهده المؤشر العام تزامن مع التراجعات الحادة التي تشهدها الأسواق المالية العالمية.

وبينت مجموعة «بخيت» أسباب التراجعات كنتيجة استمرار المخاوف بشأن قوة الانتعاش الاقتصادي، والتراجع الحاد في السوق المالية بالصين، وذلك بسبب كبح البنوك لنمو الائتمان تفاديا لفقاعات الأصول والقروض المعدومة، التي تتسبب في انخفاض أسعار النفط، موضحة أن هذه العوامل السلبية أثرت على سوق الأسهم وبخاصة القيادية منها.

وعلى الرغم من صدور تصريحات إيجابية من محافظ مؤسسة النقد العربي السعودي تؤكد على سلامة القطاع المصرفي السعودي من مخاطر تعرضه لمجموعات مالية متعثرة، حيث شكلت لجنة لدراسة أوضاع هذه المجموعات واتخاذ ما يلزم من إجراءات، إلا إن بعض أسهم القطاع شهدت تراجعا واضحة خلال تعاملات الأسبوع الماضي. وجاءت توقعات مجموعه بخيت خلال تقريرها الأسبوعي بحيث تتجه سوق الأسهم السعودية إلى الاستقرار النسبي، ما لم تطرأ متغيرات جديدة تؤثر على سلوك المتعاملين، وبالتحديد في أسعار النفط العالمية، مع انتظار المتعاملين النتائج المالية ربع السنوية للشركات السعودية المساهمة للربع الثالث 2009 والتي من المتوقع أن تساهم في تعزيز ثقتهم في السوق.