توصلت شركة البترول الوطنية الأردنية وشركة بريتش بتروليوم إلى اتفاق نهائي يتعلق بالدخول كشريك استراتيجي لتطوير حقل الريشة الغازي على الحدود الأردنية مع العراق بعد شهور طويلة من المفاوضات والمباحثات الثنائية للبنود المدرجة في المشروع، حيث تم رفع الاتفاقية بالصيغة التوافقية إلى مجلس الوزراء للموافقة عليها.
وتوقع الناطق الإعلامي في وزارة الطاقة والثروة المعدنية الأردنية المهندس محمود العيص صدور قرار مجلس الوزراء حول اتفاقية تطوير حقل الريشة الغازي المبرمة بين شركة البترول الوطنية وشركة بريتش بتروليوم خلال أسبوع على الأغلب، مؤكدا التوصل إلى صيغة توافقية بين الطرفين مؤخرا بعد مراحل طويلة وشاقة من التفاوض.
وقال العيص إن الاتفاقية تنص على رفع الإنتاجية خلال المرحلة الأولى التي تمتد 3 سنوات إلى 50 مليون قدم مكعب يتم تقاسمها بين الحكومة الأردنية وشركة البترول الوطنية وهذه المرحلة للاستكشاف والتقييم للحقل تستمر 3 سنوات تنفق خلالها 237 مليون دولار على أعمال التطوير والاستكشاف لتدخل بعدها شركة بريتش بتروليوم في مرحلة التطوير والإنتاج لفترة زمنية مدتها 8 سنوات تتوصل خلالها إلى قرار نهائي حول الاستثمار في حقل الريشة.
وأضاف أن المؤشرات تذهب باتجاه رفع الإنتاجية في الحقل في هذه المرحلة الثانية إلى 300 مليون قدم مكعب وستنفق بريتش بتروليوم من 7 ـ 9 مليارات دولار حسب السيناريو الأول الذي وضعته الشركة.
وأكد أهمية هذا الاستثمار في قطاع الغاز الأردني الذي من شأنه أن يرفع مساهمة المصادر المحلية في خليط الطاقة الكلي ويساهم في تحقيق أمن التزود بالطاقة من المصادر المحلية.
وكانت شركة البترول الوطنية طرحت في منتصف العام الماضي 2008 عطاء لاستقطاب أفضل الشركات العالمية لتطوير حقل الريشة حيث أبدت ست شركات عالمية اهتماما في العطاء وتم الإعلان عن فوز شركة برتش بتروليوم.
ووفق المعلومات الصادرة عن وزارة الطاقة الأردنية بهذا الخصوص تتضمن خطة الشركة تطوير حقل الريشة الغازي ورفع طاقته الإنتاجية إلى 100 مليون قدم مكعب يوميا وبزيادة نسبتها نحو 400 في المائة عن مستوياتها الحالية، وصولا إلى 150 مليون قدم مكعب ومن ثم إلى 300 مليون قدم مكعب في مراحل متقدمة.
كما قدمت شركة بريتش بتروليوم عرضا يركز في مرحلته الأولى ومدتها ثلاث سنوات على استكشاف وتقييم الحقل وتنفق خلالها بريتش بتروليوم نحو 237 مليون دولار وفي حال كان التقييم إيجابيا ستقوم الشركة بتطوير الحقل باستثمارات كبيرة تبدأ بنحو ملياري دولار ويكون الإنتاج عند هذا القرار كبيرا، حيث يهدف استقطاب شريك استراتيجي لتعظيم استغلال الحقل للوصول إلى الطاقة الإنتاجية القصوى، وحفر المزيد من الآبار في الموقع وإجراء الدراسات وأعمال المسح، لزيادة كميات الإنتاج إلى 50 مليون قدم مكعب يوميا.
ويستخدم الغاز المنتج من الحقل بالكامل في محطة توليد كهرباء الريشة التي تضم 4 توربينات غازية بقدرة إجمالية تبلغ 120 ميغاوات، ويتم نقل الغاز المستخرج من الآبار عبر أنبوب غاز إلى محطة المعالجة لتتم تنقيته من الشوائب والمياه ومن ثم يعاد ضخه إلى محطة توليد الكهرباء الغازية في نفس المنطقة وبالتالي إنتاج الطاقة الكهربائية وضخها عبر خطين إلى عمان.
وتنتج محطة توليد كهرباء الريشة الغازية نحو 120 ميغاوات ـ ساعة وتغطي من 10 إلى 12 في المائة من احتياجات الأردن من الكهرباء، وساهمت منذ إنشائها عام 1989 بتحقيق وفر على خزينة الدولة بلغ نحو 197 مليون دينار نتيجة استخدام الغاز بدلا من الوقود الثقيل.
ويذكر أن شركة البترول الوطنية وهي شركة مساهمة عامة مملوكة للحكومة الأردنية تقوم بأعمال البحث والتنقيب عن النفط والغاز وإنتاجه في منطقة الامتياز الواقعة شمال شرق المملكة على الحدود العراقية والبالغة مساحتها 7 آلاف كم مربع يقع ضمنها حقل الريشة الغازي الذي تبلغ مساحته 1500 كم مربع بحيث تكون العائدات مناصفة بين الشركة والحكومة خلال فترة التنقيب حيث تتراوح عائدات التنقيب حول 12 مليون دينار سنويا.
وتجدر الإشارة إلى أن شركة البترول الوطنية تعمل في منطقة الريشة بموجب اتفاقية امتياز لمدة (50) عاما اعتبارا من عام 1996 حيث تم اكتشاف الغاز من قبل سلطة المصادر الطبيعية عام 1987 وبدأ الإنتاج الفعلي للغاز عام 1989، ويقدر الإنتاج اليومي الحالي بحوالي 21 مليون قدم مكعب من الغاز (أي نحو 3700 برميل نفط مكافئ) وهذا يعادل نحو 3 في المائة من الاستهلاك اليومي للمملكة.
وبلغ الإنتاج التراكمي لحقل الريشة الغازي نحو (161.5) مليار قدم3 ونظرا لاعتبارات تتعلق بتطوير الحقل والتمويل الضخم المترتب على ذلك فإن شركة البترول الوطنية قامت باستدراج شريك لتطوير الحقل الغازي لزيادة إنتاج الغاز منه.