حكومة الأندلس الإسبانية تنظم في المغرب أكبر معرض تجاري لها بالخارج

يفتتحه رئيس الحكومة وتشارك فيه 200 شركة و800 رجل أعمال من الأندلس

جانب من مدينة الدار البيضاء المغربية («الشرق الأوسط»)
TT

تعتزم حكومة إقليم الأندلس الاسباني إقامة «معرض متميز» في الدار البيضاء لمدة ثلاثة أيام في الدار البيضاء تشارك فيها 200 شركة وحشد من رجال الأعمال الإسبان يناهز 800 شخص. وسيفتتح رئيس الحكومة المستقلة للأندلس خوسي أنطونيو غرينيان المعرض في إطار زيارة رسمية للمغرب تعتبر أول زيارة له إلى الخارج. ووصف ميكل لوسينا وزير الخارجية في حكومة الأندلس الإسبانية، المعرض بأنه سيشكل منعطفا جديدا في العلاقات المغربية الأندلسية.

وقال ميكل لوسينا، خلال ندوة نظمتها الجمعية المغربية لتطوير القيادات، «تربط المغرب مع إقليم الأندلس علاقات عريقة نظرا للعامل الجغرافي والتاريخ المشترك، لكننا نعتقد أن ذلك غير كاف».

وأضاف «لذلك هناك إرادة سياسية قوية لدى حكومة الأندلس لتعزيز العلاقات مع جارتها المغرب ورفعها إلى مستوى الشريك الإستراتيجي المتميز».

وأضاف لوسينا أن هذه الإرادة السياسية تتجلى في القانون التأسيسي لحكومة الأندلس وفي مخططها الإستراتيجي، بالإضافة إلى اتفاقياتها الثنائية مع المغرب، ومن بينها اتفاقية التعاون عبر الحدود التي مكنت من تمويل 300 مشروع بتكلفة إجمالية تبلغ 125 مليون يورو في المنطقة الشمالية للمغرب خلال الخمس سنوات المقبلة.

وأشار لوسينا إلى أن معرض الأندلس في المغرب يكتسي أهميته في حجم ومستوى المشاركة المرتقبة في المعرض.

وقالت تيريزا سايس، المديرة العامة للوكالة الأندلسية للتجارة الخارجية، «عندما طرحنا مشروع تنظيم معرض الأندلس بالمغرب، أردناه أن يكون حدثا متميزا يعكس الأهمية التي نوليها فعلا لعلاقاتنا مع المغرب. لذلك قررنا في الوكالة زيادة الدعم الذي نمنحه للشركات الأندلسية من أجل المساهمة في تمويل الأعمال الترويجية بالخارج. وكان القرار السياسي للحكومة واضحا في هذا الصدد، لا يجب أن تشكل نفقات المشاركة في المعرض مبررا لتخلف أي شركة أندلسية».

وتضيف تيريزا سايس أنها فوجئت بحجم الإقبال الذي صادفه المعرض، واضطر المنظمون إلى إعادة النظر في حجم الأروقة المخصصة للشركات وضم عدة شركات في رواق واحد.

وقالت سايس «حتى الآن نرتقب مشاركة أزيد من 200 شركة أندلسية في المعرض، وحضور أزيد من 800 رجل أعمال. وعلى هامش المعرض سيتم تنظيم 18 ندوة حول مختلف أوجه العلاقات بين المغرب والأندلس وسبل تطويرها، كما ستنظم لقاءات ثنائية بين رجال الأعمال الأندلسيين ونظرائهم المغاربة لبحث فرص الشراكة والأعمال».

وأشارت سايس إلى أن وكالة التجارة الخارجية الأندلسية أطلقت موقعا خاصا بالحدث لتمكين رجال الأعمال المغاربة والأندلسيين من التسجيل والاطلاع على برنامج المعرض وأخذ مواعيد أعمال خلال فترة المعرض.

وقالت سايس إن وكالة التجارة الخارجية الأندلسية تولي اهتماما كبيرا لتطوير العلاقات المغربية الأندلسية، وفي هذا السياق قامت بفتح مكتب في المغرب منذ عام 2004 لمواكبة تطور المبادلات وعلاقات الأعمال بين البلدين. وأضافت سايس «منذ سنة 2004 ارتفع عدد الشركات الأندلسية التي ترتبط بالمغرب عبر علاقات أعمال قارة من 309 شركات إلى 752 شركة. كما أن الشركات الأندلسية التي صدرت منتجاتها للمغرب خلال عام 2008 بلغ عددها 5629 شركة. وعرفت صادرات الأندلس للمغرب خلال هذه الفترة زيادة بنسبة 83 في المائة وبلغت 532 مليون يورو في 2008، فيما عرفت واردات الأندلس من المغرب زيادة بنسبة 36 في المائة خلال نفس الفترة وبلغت 414 مليون يورو في 2008. ونظمت الوكالة 65 لقاء عمل بين رجال أعمال مغاربة وأندلسيين خلال سنة 2008، والتي شاركت فيها 353 شركة أندلسية».

ويستورد المغرب من الأندلس الطاقة الكهربائية والغاز، وأسلاك النحاس، ونسيج القطن، ومشتقات الحديد والفولاذ، والتجهيزات الصناعية والزراعية. فيما تستورد الأندلس من المغرب المعادن، والأسمنت، والأسماك، والثياب، والخضر والفواكه.

وقال سعد الكتاني، رئيس جمعية تطوير القيادات، إن التجربة الأندلسية في التنمية خلال العقدين الأخيرين تشكل نموذجا يمكن أن يستفيد منه المغرب. وأضاف أن على قطاعي الأعمال في البلدين أن يبحثا فرص الشراكة والأعمال المشتركة للاستفادة معا من الفرص التي تتيحها الظرفية الاقتصادية العالمية، ومنها فرض الاتحاد الأوروبي أخيرا لرسوم كربون على منتجات البلدان التي تعتبر الأكثر تلويثا للجو، وعلى رأسها الصين والهند، والتي ستفتح أمام الشركات المغربية والأندلسية فرصا تجارية مهمة.