شهدت اسواق النفط العالمية امس تعاملات اتسمت بالعصبية مع تزايد مخاوف التجار من انتهاكات محتملة لحصص الانتاج لدى اعضاء «أوبك» في الوقت الذي سارع فيه عدد من المسؤولين الى نفي تلك التجاوزات حفاظا على اسعار النفط في الوقت الذي يتشبث فيه سعر خام القياس برنت عند حاجز 25 دولارا للبرميل وان اتسمت التعاملات بقدر من العصبية.
واحدث تلك التصريحات المطمئنة جاء من طهران حيث نفى كاظمبور اردبيلي تقارير تجاوزات ايران لحصتها الانتاجية.
وتنتظر السوق بيانات معهد البترول الاميركي عن مخزونات النفط والتي ستعلن في وقت لاحق.
وتشير التوقعات الى زيادة في مخزونات النفط الخام وزيت التدفئة بالولايات المتحدة خلال الاسبوع المنتهي في 17 أغسطس (آب) والى انخفاض كبير في مخزونات البنزين.
وبحلول الساعة 1108 بتوقيت جرينتش بلغ سعر برنت في عقود أكتوبر (تشرين الاول) 25.06 دولار للبرميل بزيادة سنت واحد عن سعر اقفال الاثنين، وارتفع ساعة اعداد هذا التقرير عند الساعة 1430 بتوقيت جرينتش الى 25.28 دولار للبرميل.
فيما واصل سعر سلة خامات نفط اوبك السبعة هبوطه اول من امس لرابع يوم تعامل على التوالي ليصل الى 23.48 دولار للبرميل من 24.75 دولار يوم الجمعة.
وتقضي آلية اوبك لضبط اسعار النفط بخفض الانتاج بواقع 500 ألف برميل يوميا اذا ظل سعر السلة أدنى من 22 دولارا لمدة عشرة ايام عمل متصلة وزيادته بنفس الكمية اذا ارتفع السعر عن 28 دولارا للبرميل طوال 20 يوم عمل متصلة.
وقال مسؤول نفط ايراني كبير امس ان بلاده ستخفض انتاجها من النفط ليتفق تماما مع حصة الانتاج الجديدة التي يبدأ العمل بها في سبتمبر (ايلول).
وقال كاظمبور اردبيلي مندوب ايران في مجلس امناء اوبك في تصريحات لرويترز «سنلتزم تماما بحصتنا في سبتمبر... ايران من اكثر دول اوبك التزاما (بالحصة)».
واتفقت اوبك على خفض الانتاج للمرة الثالثة هذا العام، ومن المنتظر ان يبدأ تطبيق خفض بمقدار مليون برميل يوميا في الاول من سبتمبر مما يقلص حصة ايران 146 الف برميل يوميا لتصل الى 3.406 مليون برميل يوميا.
ونفى كاظمبور صحة انباء ذكرت ان ايران تجاوزت حصتها في يوليو (تموز) بفارق كبير، وقال «التزمنا تماما بحصتنا في يوليو».
وقدرت نشرة ميدل ايست ايكونوميك سيرفي (ميس) انتاج ايران في يوليو بواقع 4.1 مليون برميل يوميا بزيادة 550 الف برميل يوميا عن حصتها في «أوبك».
وتحدد ايران رسميا حجم الصادرات بنحو 2.2 مليون برميل يوميا، وقال تجار انهم لم يلمسوا ما يدل على زيادة الانتاج الايراني.
وقال عميل «لم تعرض ايران علينا زيادة كبيرة في النفط المتاح». وتحرك مسؤولو اوبك لتهدئة مخاوف تجار النفط من عدم التزام المنظمة بخفض الانتاج الاخير الذي يهدف لرفع الاسعار.
وقال كاظمبور ان «أوبك» ملتزمة بقيود الانتاج التي فرضتها وتابع «مستوى الالتزام مرض بالفعل وبدونه لن تتمكن اوبك من الامساك بزمام الامور في السوق، جميعنا راض بالالتزام».
واول من امس قال مسؤول سعودي ان بلاده «ستلتزم بالحصة الجديدة بنسبة مائة في المائة، وستعكس صادراتنا في سبتمبر التزامنا الكامل بالحصة الجديدة».
وقال كاظمبور انه لا يرى حاجة لتعديل حجم الانتاج في اجتماع المنظمة في فيينا في 26 سبتمبر.
وتابع «بما اننا سنطبق الخفض الجديد اعتبارا من الاول من سبتمبر فانني لا ارى حاجة لتحرك اخر في نفس الشهر».
واضاف ان تأثير الخفض الجديد سيظهر في السوق بحلول وقت انعقاد الاجتماع.
واتفق رأي كاظمبور مع ما اعلنه رئيس اوبك شكيب خليل وامينها العام علي رودريجيز اللذين استبعدا تغيير حصص الانتاج في سبتمبر.
ورجح خليل ان تبحث المنظمة خفض الانتاج او رفعه في نوفمبر (تشرين الثاني).