بيتسبرغ تحصد خسائرها بعد المظاهرات

اشتباكات بين الشرطة والمناهضين للعولمة هزت المدينة الأميركية

عناصر شرطة يفرقون متظاهرين في بيتسبرغ أول من أمس (رويترز)
TT

ودعت مدينة بيتسبرغ الأميركية أمس، زعماء من حول العالم ووفودهم، الذين ملأوا فنادقها ومطاعمها خلال اليومين الماضيين. وبينما ولدت زيارة القادة اهتماما في المدينة الأميركية، وسلطت أضواء الصحافة العالمية عليها ـ وقد حضر أكثر من 1500 صحافي القمة ـ إلا أنها في الوقت نفسه أصبحت مركز غضب المناهضين للعولمة. وشهدت المدينة الهادئة عادة مظاهرات صاخبة واشتباكات بين الشرطة والمتظاهرين في مناطق عدة في المدينة. وعلى الرغم من أن نقاط التفتيش ورجال الأمن المنتشرين حول موقع عقد القمة في قاعة المؤتمرات «ديفيد لورانس» منعوا اقتراب المتظاهرين من القادة، فإن أصواتهم وصلت إلى سكان المدينة. وقادت مجموعة أطلقت على نفسها اسم «مشروع مناهضة مجموعة دول العشرين» المظاهرات في المدينة، على الرغم من رفض الشرطة إعطائها التصاريح الضرورية. وقد أعلنت الشرطة الفيدرالية الأميركية في بيان نشر الجمعة، أن الشرطة في بيتسبرغ اعتقلت أول من أمس 66 متظاهرا مناهضا لقمة مجموعة العشرين، خلال حركات احتجاج مختلفة.

وكانت جامعة بيتسبرغ موقع اشتباكات لنحو ألف متظاهر مع الشرطة مساء أول من أمس، حيث اصطدمت الشرطة مع المتظاهرين في ساحة عامة أمام مقر اتحاد طلبة الجامعة في المدينة. واستخدمت الشرطة القنابل الغازية شبيهة بقنابل مسيلة للدموع، وللمرة الأولى استخدمت الصفارات الصوتية لدفع المتظاهرين على ترك موقع التظاهر. وشدد عمدة بيتسبرغ لوك رافنستاهل، في تصريحات لـ«الشرق الأوسط» على «السماح لمن يريد أن يعبر عن رأيه بشكل قانوني، والتعامل بالطرق الملائمة مع من يخرق القانون». وأضاف أن «خططنا لعقد القمة وحمايتها سارت بالطريقة التي كنا نرغب بها، وقد كانت الإجراءات الأمنية ممتازة». وهاجم المتظاهرون متاجر ومكاتب مختلفة في المدينة، التي كانت أشبه بمدينة أشباح مع مغادرة الموظفين والمقيمين التقليدين لها خلال عقد القمة. وأفادت الشرطة أن نحو 19 متجرا تعرض للتخريب خلال سير المظاهرات، كان من بينها مصرف «بي ان سي». وقال سائق تاكسي في المدينة يدعى توم بولسون: «لا أدري لماذا يجلبون المشكلات لنا، لقد شهدنا حركة وزوار من حول العالم لم تشهدها المدينة من قبل، وهؤلاء يخربون الفرصة علينا». إلا أن سيدة من سكان المدينة اسمها سوزان قالت: «يجب أن يعلم القادة أن عليهم الانتباه لمطالب الشعب، ولكن يجب أن يعبر الجميع عن هذه المطالب بشكل سلمي». وأفادت السلطات المحلية أن 65 وكالة من مختلفة أنحاء الولايات المتحدة شاركت في حماية القمة، لكن لم يتم الكشف عن العدد الإجمالي لرجال الأمن المشاركين في حماية القمة. وأضافت السلطات أن شرطة مكافحة الشغب تدربت منذ أسابيع، ووضعت الخطط الاحترازية من أجل التعامل مع المتظاهرين. وغادر القادة المدينة مساء أمس، وبقي المسؤولون المحليون لتنظيف المدينة ورفع الحواجز الكونكريتية من شوارعها. وأفاد أحد موظفي البيت الأبيض الذي كان في المدينة منذ شهر استعدادا للقمة، «بعد اليوم، ستعود بيتسبرغ إلى وضعها الطبيعي».