مسؤول عماني لـ «الشرق الأوسط»: نراهن على السلام في المنطقة.. ومسندم منطقة سياحية استراتيجية

عمان تطرح مناقصة توسيع أحد مطاراتها على مضيق هرمز

TT

يدرك المراقبون أهمية موقع مضيق هرمز الإستراتيجي، ولا سيما عند الحديث عن الملف النووي الإيراني، وحيوية هذا الموقع بالنسبة لاقتصاديات دول الخليج العربي. وفي الوقت نفسه تدرك سلطنة عمان أهمية هذا الموقع ولكن من منطلق خطتها الشاملة من أجل تطوير اقتصادها، فتندرج في هذا الإطار محافظة مسندم، الواقعة على المضيق، ضمن المناطق الأساسية التي وضعت السلطنة خططا لتطويرها، ولا سيما على الجانب السياحي. وقد بدأت في هذا السياق عملية استدراج عقود استشارية من أجل تطوير وتحديث المطار في هذه المنطقة.

أما السؤال القائل لماذا مسندم؟ ولماذا الآن؟ فيقول الدكتور فؤاد بن جعفر ساجواني، رئيس اللجنة الاقتصادية في مجلس الشورى العماني «إن الدولة بدأت بالأساس تنفيذ مجموعة من مشروعات البنية التحتية ومنها بناء شبكة مواصلات حديثة. وتتضمن الخطة الجاري تنفيذها حاليا تحديث وتطوير وبناء 9 مطارات في مناطق مختلفة في السلطنة ومن ضمنها تحديث وتطوير مطار مسندم». ويشير ساجواني في حديث إلى «الشرق الأوسط» إلى أن المطار الحالي صغير جدا ولا يستوعب إلا نوعا محددا من الطائرات، ونظرا لأهمية المنطقة وموقعها السياحي، تم الاتفاق على تطوير المطار القائم بحيث يستوعب نحو مائة ألف مسافر عند انتهاء المرحلة الأولى في عام 2012.

ولمنطقة مسندم خصوصيتها، حيث الوصول إليها عن طريق البر يستوجب عبور الحدود الإماراتية في رحلة تستغرق ما لا يقل عن سبع ساعات. كما أن الطرق البرية المؤدية إليها وإن كانت مؤهلة اليوم إلا أنها طرقات جبلية بالغالب ووعرة. ولتسهيل عملية الوصول إلى مسندم قامت السلطنة بشراء العبارات البحرية السريعة لنقل الزوار، فتقلصت المدة إلى نحو أربع ساعات تقريبا. ويقول ساجواني «اليوم جاء دور تطوير المطار الموجود أساسا استجابة لحركة المسافرين المتصاعدة بين مسندم وبقية المناطق».

وتعود الأهمية السياحية لهذه المنطقة إلى افتتاح واحد من أفخم الفنادق والمنتجعات السياحية فيها في الفترة الأخيرة، الذي يستقطب السياح على مدى العام تقريبا. وتتميز مسندم بمناظر خلابة وشواطئ وخلجان لها جمالها ورونقها الخاص. وقد تم تطوير المنطقة بشكل تحافظ فيه على الحياة البرية والبحرية الموجودة بما يبقيها منطقة بكر.

ويقول ساجواني «لا أرى لهذا المشروع دلالة خاصة غير دعم توجهات الدولة نحو تعزيز دور مسندم السياحي والاقتصادي. فواحدة من أساسيات السياسة العمانية التي أرساها جلالة السلطان قابوس هي تعزيز علاقاتنا مع دول الجوار ومنها إيران، ونحن لسنا دعاة حرب بل كنا دوما ندعو إلى ضبط النفس وإلى فتح الآفاق للتعاون التجاري والاقتصادي والثقافي». وأضاف «من المفروض أن تكون لدينا مصالح نفطية مشتركة وعلاقات طيبة مع إيران كالعلاقات القائمة مع الإمارات الشقيقة وبقية الدول. وأنا أتوقع بان تكون مسندم، بالإضافة إلى المناطق الأخرى مثل صحار والدقم، مركزا يساعد في تعزيز جهود تنشيط الاقتصاد وتنويع مصادر الدخل». يذكر أن عمان تسعى لتنويع مصادر الدخل بدلا من الاعتماد على النفط الذي يمثل نحو 75 في المائة من إيرادات الدولة.

بدأت عمان في الأساس تنفيذ مجموعة من مشروعات البني التحتية مثل بناء شبكة مواصلات منها المطارات. حيث هناك 9 مطارات بين تحديث وتطوير أو بناء. كل هذا من أجل تحديث البنية التحتية، خاصة أن البلد مقبل على مشروعات كبيرة ويتوقع قدوم استثمارات خارجية.

وقال مسؤول في مجلس المناقصات العماني مطلع هذا الأسبوع، إن شركات أجنبية عدة تقدمت بعروض للفوز بعقد استشارات في عملية بناء مطار على مضيق هرمز الإستراتيجي في سلطنة عمان. وأوضح المسؤول أن من بين المتقدمين بعروض «إيكوم تكنولوجي كورب» الأميركية، و«اس. ان. سي لافالين» الكندية، و«دبليو.اس أتكينز» البريطانية. وأشار إلى أن آخر موعد لتقديم العروض هو 12 أكتوبر، من دون أن يدلي بمزيد من التفاصيل. وستطرح مناقصة الإنشاءات للمطار، الذي يقام في محافظة مسندم في الربع الأول من 2010. والمطار مصمم لاستيعاب 100 ألف مسافر سنويا، وسيدخل الخدمة في 2012.