ساهمت الأزمة الاقتصادية العالمية التي تردد صداها في منطقة الخليج في خروج كبريات الشركات العقارية في دبي إلى ما وراء حدود الإمارات، وبالأخص لبنان الذي يشهد فورة عقارية لم تتأثر بالأزمة العالمية، مستفيدة من الفرص المتاحة على الساحة اللبنانية، وفي مقابل ذلك توجهت الشركات العقارية اللبنانية، بدورها، نحو الإمارات، وتحديداً دبي التي تحاول استئناف حركتها العقارية الطموحة.
وفي هذا المجال علمت «الشرق الأوسط» بوجود مفاوضات مباشرة بين شركة «سوليدير» (تطوير وإعادة إعمار وسط بيروت التجاري) وشركة «ديار للتنمية» الإماراتية من أجل بناء وحدات سكنية اقتصادية، وهو مجال لا يزال غير مستغل في السوق العقارية المحلية. وتؤكد مصادر سوليدير أن المفاوضات أسفرت عن اتفاق يقضي بأن تقدم الحكومة الأرض الضرورية للمشروع على أن تتجه الشركتان نحو المصارف للحصول على التمويل اللازم. ويعتبر رئيس ومدير عام شركة ديار «ماركوس غيبل» أن الأسعار العقارية في بيروت مرتفعة جداً، وأن ضعف القروض المتعثرة (لا تتجاوز 2%) جاذب مهم للاستثمار، تضاف إليه الحاجة إلى وحدات سكنية ذات كلفة تتلاءم مع قدرة اللبناني الشرائية. وكان سبق للشركة نفسها أن نفذت في وسط بيروت التجاري مشروعاً عقارياً سكنياً هو «صيفي فيلدج 2» بلغت كلفته الإجمالية نحو 100 مليون دولار. كما سبق لشركة «إعمار الإماراتية أيضاً أن وقعت اتفاقاً مع البنك الكندي اللبناني لتنفيذ مشروع عقاري سكني ضخم في منطقة المتن في قلب جبل لبنان.
وفي مقابل هذه الاندفاعة العقارية الإماراتية نحو لبنان كانت هناك اندفاعة عقارية لبنانية نحو دبي تمثلت بتوقيع «الشركة اللبنانية العربية للبناء» عقداً بقيمة 400 مليون دولار لبناء أعلى برج في دبي سيكون ثاني أعلى برج في العالم، هو مشروع بنتوميميوم الذي أطلقته شركة «ترايدنت انترناشونال هولدنغ» وصممته شركة الهندسة المعمارية «ايداس» والذي يفترض أن ينتهي في عام 2012. ويتكون البرج من 170 ألف متر مربع من البناء وارتفاع 124 طبقة، وسيكون من الطراز الفخم وسيستقبل العلامات التجارية الشهيرة مثل «رولز رويس» ودار الأزياء الإيطالية سالفاتوري فيراغامو التي حجزت أجنحة له منذ الآن.
ومعلوم أن الشركة اللبنانية العربية للبناء، التي مضى على وجودها في السوق 40 عاماً، كانت معنية بتشييد العديد من الأبنية الفخمة في الإمارات.