بوينغ: سوق السفر في الشرق الأوسط يوفر فرصا استثمارية لقطاع الطائرات التجارية

أكدت أن المنطقة تعتبر الوحيدة في العالم التي تنمو خلال الأزمة المالية العالمية

TT

كشفت شركة «بوينغ»، عملاق صناعة الطائرات الأميركي، عن وجود فرصة استثمار مهمة فيما يتعلق بتمويل الطائرات في قطاع السفر الجوي بمنطقة الشرق الأوسط، والذي لا يزال أقوى مما هو الحال في مناطق أخرى حول العالم في ظل الأزمة الاقتصادية الحالية. وقال جون ماثيوز، مدير عام «بوينغ كابيتال» في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، وحدة تمويل العملاء التابعة لعملاق صناعة الطائرات، أن قطاع السفر الجوي في منطقة الشرق الأوسط يواصل نموه، لكن بشكل أبطأ مما كان عليه في الماضي، مشيرا إلى أن المنطقة تعتبر البقعة الوحيدة على مستوى العالم التي تشهد نموا في الحركة خلال الأزمة المالية العالمية.

وأضاف ماثيوز في البيان الصحافي الذي تلقت «الشرق الأوسط» نسخة منه أمس، أنه من الواضح أن ذلك مؤشر إيجابي، إذ يأتي ذلك في الوقت الذي تتراجع فيه أوضاع هذا القطاع بشكل عام. وأشارت شركة «بوينغ» إلى أن ظروف السوق الحالية تخلق فرصا أفضل للاستثمار في مجال الطائرات، حيث تنخفض المنافسة في سوق تمويل الطائرات.

وقال ماثيوز «هناك فرص كبيرة متاحة لأصحاب رؤوس الأموال الراغبين بالاستثمار، ويستطيع الممولون الراغبون بالاستفادة من اختلالات السوق على المدى القصير بهدف خلق محفظة استثمار طائرات طويلة الأجل، الحصول على مكافآت سخية لقاء استثماراتهم، إذ تعد الطائرات أصولا ذات قيمة كبيرة».

وكان ماثيوز تحدث في مؤتمر «بوينغ» السنوي الخامس للممولين والمستثمرين في منطقة الشرق الأوسط وأفريقيا، الذي عقد في الإمارات، حيث عرضت الشركة وجهة نظرها في الظروف العالمية الراهنة لسوق تمويل الطائرات، وقدمت معلومات محدثة عن برامجها بما في ذلك برامج الطائرات التجارية الجديدة 787 دريملاينر.

وذكرت «بوينغ» أنه من المرجح جدا أن تكفي موارد تمويل الطائرات العالمية لدعم عمليات تسليم طلبيات عام 2009، وعلق ماثيوز على ذلك بقوله «إن تكهنات البعض بحصول فجوة تمويلية بعشرات المليارات من الدولارات، تستوجب تغطيتها من قبل الشركات المصنعة، لم تتحقق بعد، لا تزال ظروف السوق تحت السيطرة».

وقدرت «بوينغ» حاجتها لتمويل العملاء خلال العام الجاري إلى أنها قد تصل إلى مليار دولار، بينما تشير التوقعات الحالية إلى أقل من ذلك.

وتشير أحدث توقعات السوق لدى «بوينغ» أنه من المتوقع استمرار نمو صناعة الطيران في منطقة الشرق الأوسط على مدى السنوات العشرين المقبلة، حيث قدرت توقعات 2009 قيمة سوق الشرق الأوسط بنحو 300 مليار دولار على مدى العقدين المقبلين، وهو ما يعني حاجة المنطقة إلى 1710 طائرات تجارية.

وبحسب «بوينغ» فإن شركات الطيران في الشرق الأوسط استفادت كثيرا من مصادر تمويل التصدير التي يوفرها بنك التصدير والاستيراد في الولايات المتحدة، إذ يزود البنك، من خلال ضمانات قروض مدعومة بشكل رئيسي برصيد حكومة الولايات المتحدة، شركات الطيران الأجنبية التي تشتري طائرات أميركية، ببدائل تمويلية مميزة، وخاصة في ظل أوقات تعاني فيها الأسواق التجارية من اضطرابات كما هو حاصل اليوم.

وأشارت «بوينغ» إلى أن بنك التصدير والاستيراد الأميركي أقر أخيرا أول دعم يقدمه منذ 25 عاما لشركة «مصر للطيران» لتمويل شرائها طائرات «بوينغ 737».

وأطلع روبرت مورين، المتحدث الرسمي ونائب رئيس قسم النقل في بنك التصدير والاستيراد، الممولين أن بنك الاستيراد والتصدير الأميركي كان ممولا رئيسيا مهما لصادرات الولايات المتحدة إلى منطقة الشرق الأوسط وأفريقيا، بما في ذلك تمويل صادرات ضخمة لشركة «بوينغ».

وأضاف مورين «إننا سعداء برؤية هذا النمو المتواصل في هذه المناطق، ويسرنا مساعدة (بوينغ) في جهودها بتوسيع سوق تمويل الطائرات».

وعاد ماثيوز ليشير إلى أن «بوينغ» ومن خلال مؤتمرها السنوي للممولين، ولقاءاتها الإقليمية المتواصلة معهم، تسعى من خلال ذراعها التمويلية، بدعم بروز منطقة الشرق الأوسط بشكل فعال كمصدر مهم لتمويل الطائرات.

وأكد أن «بوينغ» ترى أن «الطائرات مناسبة جدا لأنشطة التمويل الإسلامي، باعتبار أن المعيار الأساسي هو أن تكون هذه الاستثمارات مبنية على أساس الأصول». كما أضاف قائلا إن الشركة لا تزال تركز على معرفة ما إذا كان بالإمكان إدراج تمويل الطائرات في سوق الصكوك الإسلامية.

وذكرت «بوينغ» أن اجتماع الممولين استقطب هذا العام ما يزيد على 80 ضيفا، وهو ما يعادل ثلاثة أضعاف عدد المشاركين في المؤتمر الأول في 2005.