بيروت تستضيف الملتقى الاقتصادي السعودي اللبناني الخامس

يحضره رجال أعمال ومستثمرون ويعقد أواخر الشهر الحالي

TT

تستضيف بيروت يومي 27 أكتوبر (تشرين الأول) الجاري و28 منه الملتقى الاقتصادي السعودي اللبناني الخامس بمشاركة نحو 200 من رجال الأعمال والمستثمرين من قطاعات اقتصادية مختلفة.

وشارك سفير المملكة لدى لبنان علي عواض عسيري الهيئات المنظمة في مؤتمر صحافي عقد في مقر اتحاد الغرف اللبنانية أمس، للإعلان عن عقد الملتقى في «العاصمة العزيزة على قلوب جميع العرب الذين يحبون لبنان وشعبه ويتمنون له الخير والرخاء».

وقال: «عندما شرفني خادم الحرمين الشريفين جلالة الملك عبد الله بن عبد العزيز حفظه الله بتولي مهام السفارة في بيروت كنت مدركا أنني سأكون أمام إرث كبير من العلاقات التاريخية والثابتة القائمة بين المملكة ولبنان منذ عقود طويلة، حيث كانت المملكة وستبقى على مواقفها الثابتة الداعمة على الدوام للبنان في كل القضايا التي تحقق سيادته وتحمي استقلاله وتوفر الازدهار لشعبه الطيب».

وأضاف: «لقد حرصت المملكة العربية السعودية على دعم لبنان منذ استقلاله، ساعية إلى تمكينه أن ينعم بالاستقرار والأمن والنمو. وليس مؤتمر الطائف الذي أرسى أسس السلم الأهلي إلا محطة من محطات اهتمام المملكة بلبنان وبقضاياه المصيرية. وانطلاقا من هذا الحرص ومن المحبة التي تكنها المملكة ملكا وحكومة وشعبا، للبنان وشعبه، لم تبخل المملكة يوما على دعم اقتصاد لبنان ودعم مجتمعه الأهلي بكل فئاته. وما إجمالي القروض الميسرة والمساعدات التي وفرتها المملكة سواء عبر الحكومة السعودية من خلال الصندوق السعودي للتنمية وكذلك من خلال الحملة الشعبية السعودية لإغاثة الشعب اللبناني سوى دليل على هذا الموقف الأخوي، وعلى عمق العلاقات بين البلدين والشعبين الشقيقين».

وختم: «إذا كان اللبنانيون يرون في السعودية عمقا لاقتصادهم، فإن السعوديين يرون في لبنان وطنا ثانيا، ويراكمون فيه ذكرياتهم ويعبرون عن عمق محبتهم وأخوتهم».

وقال رئيس مجلس الغرف السعودية محمد الفضل: «هذا هو الملتقى الخامس ولكن العلاقات بين القطاع الخاص في البلدين، تمتد إلى أكثر من خمسة عقود وفي جميع المجالات الاقتصادية والتجارية والصناعية والسياحية وهذا بفعل النظام الاقتصادي الحر بين البلدين».

واعتبر أن الأزمة المالية الحالية لم تكن نتائجها قاسية على كل من لبنان والسعودية الأمر الذي برهن على نجاح السياسات الاقتصادية في البلدين «مما يوجب علينا إبراز مجالات الاستثمار والتعاون الاقتصادي في جميع الأعمال في لبنان والسعودية».

وأكد رئيس الهيئات الاقتصادية اللبنانية عدنان القصار أن «لبنان لا ينسى أبداً وقفة خادم الحرمين الشريفين والشعب السعودي الشقيق بجانبه خلال المحن والصعاب التي مر بها في السنوات السابقة، والتي تجسدت في كل أشكال الدعم المعنوي والمالي».

وأمل أن يساهم الملتقى في بلورة فرص ومجالات عمل جديدة وتعاون بين رجال الأعمال السعوديين واللبنانيين «بما يعود بالفائدة عليهم وعلى اقتصاد البلدين وشعبيهما، هذا وخصوصاً أن البلدين يمضيان في تنفيذ مشاريع استثمارية كبرى في عدة قطاعات اقتصادية حيوية».

وأشار رئيس اتحاد الغرف اللبنانية محمد الزعتري إلى أن العلاقات الاقتصادية السعودية اللبنانية «قديمة وعريقة ولا تنطلق من التبادل التجاري الذي حقق قفزة كبيرة في السنوات الماضية فحسب، بل تتعدى ذلك إلى ما هو أعمق وأوسع. فمن الاستثمارات السعودية الكبيرة في لبنان، إلى الحركة السياحية المتنامية في لبنان، إلى النشاط الكبير للجالية اللبنانية في المملكة، إلى المشاريع المشتركة، كلها معطيات تعكس عمق العلاقات التي نسجها القطاع الخاص تحت مظلة علاقات سياسية مميزة».

وعرض المدير العام لمجموعة الاقتصاد والأعمال رؤوف أبو زكي أهمية الملتقى وتطوره «حيث كانت دورته الأولى في جدة عام 1995 وكان الأول من نوعه بعد انتهاء الحرب في لبنان، والثانية في بيروت بتكليف من مجلس رجال الأعمال السعودي اللبناني والثالث والرابع في الرياض برعاية وحضور سمو الأمير سلمان بن عبد العزيز أمير منطقة الرياض ودولة الرئيس الشهيد رفيق الحريري. وقد تحول، بفعل تكراره الدوري، إلى إطار مؤسسي للعلاقات الاقتصادية اللبنانية السعودية».