المشاريع الصغيرة تحتاج لأفكار وهمم

TT

معظم المشاريع الصغيرة تبدأ بفكرة بسيطة، وتنتهي بتكوين ثروات طائلة لأصحابها. والأمر يحتاج فقط إلى همة وإرادة قوية وثقة بالنفس. فالسيد بل غيتس الملياردير العالمي، بدأ مشروعه في غرفة كانت عبارة عن مستودع في طرف منزل، فيما يسمى لدى الأمريكان بالكراج. وفيه عمل ليل نهار حتى حقق هذه النجاحات وأصبح من أثرياء العالم. وقبل عدة سنوات، سمعت عن شاب صغير في السعودية كون ثروة طائلة من فكرة بسيطة. تتلخص في استعراض الشركات المسجلة في المملكة وأخذ يفتح لكل واحدة منها بريدا إلكترونيا على الياهو والهوت ميل. ثم بعد مدة يعرض على هذه الشركات بيعها هذه العناوين البريدية التي تحمل أسماءها... وحقق من ذلك مبالغ طائلة!. وهناك من يتحين الفرصة لشراء الأرقام الهاتفية وأرقام لوحات السيارات المميزة. وبعد مدة يعرضها في الصحف المحلية للتنازل بمبالغ مجزية، ويحقق من ذلك مكاسب مالية كبيرة!.

وردتني قبل مدة رسالة إلكترونية، تتضمن أرقام الهواتف النقالة والثابتة لأصحاب معارض تشليح السيارات بمدينة الرياض. لمن يبحث عن قطعة غيار مستعملة، من خلال الاتصال بهاتف أصحاب هذه المعارض حتى يجد ضالته. وأقول: إن مثل هذه الفكرة يمكن تطويرها واستثمارها لتصبح نواة لمشروع صغير، يخدم المجتمع وأصحاب المحلات ويدر على صاحبه أو أصحابه عوائد مالية لا يستهان بها. فلو أن شابا أو مجموعة من الشباب، ولو كانوا من غير المتفرغين لهذا العمل. أسسوا موقعا معلوماتيا على شبكة الإنترنت، وعملوا على بناء قاعدة معلومات عن المتوفر من السيارات وقطع الغيار المتوفرة لدى أصحاب محلات ومعارض تشليح السيارات، وأسسوا شركة وساطة إلكترونية. فمن الطبيعي أن هناك من سيكون بأمس الحاجة لقطعة غيار سيارات مستعملة. ويحتاج لهذا المصدر المعلوماتي الإلكتروني (المفيد جدا). وستكون الحاجة أمس إذا كان طالب القطعة من سكان المناطق البعيدة عن المدن الرئيسية كالرياض وجدة والدمام.. والمشروع قابل للتطوير إقليميا وعالميا. في وقت سيكون فيه أصحاب هذه المحلات ممتنين لمن يسوق لهم بضائعهم... أعتقد أنه مشروع ناجح بكل المقاييس. من جانب آخر، فإن الطلب على قطع غيار السيارات في تزايد مع تزايد السيارات. إضافة إلى ما تواجهه العديد من مصانع السيارات في الشرق والغرب، والخسائر التي تعرضت لها جراء تداعيات الأزمة العالمية. وهذا يقودنا إلى التوقع بأن بعض المصانع ستلجأ إلى تعويض خسائرها عن طريق رفع أسعار منتجاتها من السيارات ومن قطع الغيار. وللمعلومية فإن بعض قطع الغيار لا توجد لدى الوكلاء وبعضها بأسعار مبالغ فيها (أصلا).

وعليه... فإن الرسالة التي يحسن توجيهها لأصحاب محلات ومعارض تشليح السيارات: أنها فرصة سانحة لكي تضعوا لكم موقعا موحدا أو عدة مواقع. واجعلوا فيها أنواع السيارات التي لديكم وصورها ومعلومات كافية عنها وعن عناوينكم وأرقام هواتفكم الثابتة والنقالة. ومن يحتاج إلى قطعة في تشليح السيارات، من الأفضل له أن يبحث عنها عبر هذا الموقع، ثم يجلس على الهاتف في منزله ويتصل بأرقام هواتف محلات تشليح السيارات ويسأل حتى يجد ضالته. أسهل عليه وأقل تكلفة من أن يركب سيارته ويبحث عن القطعة التي يريد ويقف أمام كل معرض أو محل حتى يجدها. فلا تتركوا الوقت يضيع عليكم دون أن تستفيدوا من خدمات الشبكة العنكبوتية. وختاما... فهذه فرصة لا تحتاج لرأس مال وتأشيرات عمال وتعقيدات إدارية. لبناء موقع إلكتروني لمبيعات قطع غيار السيارات. وباب رزق يتوقع له النجاح... وما أكثر الفرص، لمن يسعى في هذا الكوكب ويبحث بجدية عن ما يحتاجه السوق المحلي. وأصحاب الأفكار الجديدة هم الأوفر حظا لاقتناص الفرص والنجاح في مشاريعهم.

* كاتب ومحلل مالي