«التراجعات العالمية» تعيد المؤشر العام السعودي إلى المناطق الحمراء

الاكتتابات الجديدة تشهد إقبالا قويا من المستثمرين

دخل المؤشر العام لسوق الأسهم السعودية مرحلة التراجعات التدريجية بفقدانه 19 نقطة في جلسة أمس («الشرق الأوسط»)
TT

قادت موجة من التراجعات العديدة من الأسواق المالية العالمية إلى المناطق الحمراء بعد أن شهدت أسعار النفط تراجعا دون مستويات 70 دولارا معظم أسهم شركات النفط إلى الضغط على المؤشرات العالمية.

ودخل معها المؤشر العام لسوق الأسهم السعودية مرحلة التراجعات التدريجية بعد أن خسر ما يقارب 19 نقطة، بنسبة 0.31 في المائة، مغلقاً عند مستويات 6282 نقطة، وسط قيم تداول تجاوزت 4.9 مليار ريال (1.3 مليار دولار) وزعت على ما يزيد على 201 مليون سهم.

وشهدت القطاعات أداء معاكسا نوعا ما عن يوم أمس الأول، حيث انخفضت جميع القطاعات باستثناء قطاع التأمين الرابح الوحيد بنسبة 0.09 في المائة، فيما تصدر قطاع الاسمنت قائمة الأكثر تراجعا بنسبة 1.60 في المائة، وذلك بعد أن أعلنت أول شركة إسمنتية مدرجة بالسوق (اسمنت ينبع) عن تراجع أرباحها في الربع الثالث من العام الحالي، تلاه شركات الاستثمار المتعدد بنسبة تراجع 1.45 في المائة، تلاه قطاع النقل بنسبة 0.89 في المائة.

وعن أداء السوق انخفضت أسهم 89 شركة، كان أبرزها اسمنت ينبع بنسبة 5.86 في المائة، تلاه سهم «المملكة» بنسبة 4.04 في المائة، ثم سهم شركة المواساة الطبية بنسبة 3.57 في المائة، وفي الجهة الأخرى ارتفع 34 سهما كان أبرزها الاتحاد التجاري بنسبة 9.87 في المائة، ثم إعادة بنسبة 6.09 في المائة، تلاه مبرد بنسبة 3.23 في المائة، من جهة أخرى شهدت الاكتتابات الجديدة إقبالا كبيراً حيث بين الرئيس التنفيذي لشركة الراجحي المالية ومدير اكتتاب شركة بروج للتأمين أن نسبة التغطية في الاكتتاب في اليوم الثاني وصلت إلى 284 في المائة.

فيما وصلت نسبة التغطية في اكتتاب أسهم الشركة الخليجية العامة للتأمين التعاوني بنحو 215 في المائة من الأسهم المطروحة للاكتتاب العام.

وقد بين فضل أبو العينين الخبير الاقتصادي أن القطاع المصرفي شهد نوعا من الضبابية بعد قضية التسوية على مجموعتي سعد والقصيبي المتعثرتين. وبين أبو العينين أنه من المفترض أن تعلن البنوك المتعرضة للانكشاف على المجموعتين حجم الانكشاف الحقيقي بكل شفافية، خاصة أن حجم الانكشاف لم يكن بالحجم المحدود الذي يمكن أن يصنف ضمن التعثر الاعتيادي، والذي يحدث نتيجة عمليات الائتمان المستمرة، موضحا أن التأثير كان في الربحية.

وافترض الخبير الاقتصادي أن توجه هيئة السوق المالية استفسارات مباشرة للبنوك عن حجم تعرضها لقروض المجموعتين على أساس أن المعلومات الائتمانية المؤثرة في الربحية، وربما في مراكز البنوك تعد من الأخبار المهمة التي يجب أن يطلع عليها المساهمون، مبينا أنه إلى الآن لا يمتلك المستثمر العادي معلومات تفصيلية عن تلك التسوية وهو ما يجعله عرضة لاتخاذ قرارات تعتمد على تغليب الظن لا الجزم.

وأضاف أبو العينين أن التقارير الأخيرة الصادرة من مؤسسات مالية عالمية تشير إلى أن أرباح الربع الثالث، ربما تأثرت إيجابا بالتغيرات الأخيرة على أساس أن مخصصات القروض ربما قُلصت ما قد ينعكس إيجابا على الربحية. وأفادت لــ«الشرق الأوسط» رانيا محمد المحللة الفنية أن جميع المعطيات الفنية المستقلة لسوق الأسهم السعودي أعطت في وقت سابق إلى قرب دخول المؤشر العام في منطقة جني أرباح طبيعي.

وأشارت المحللة الفنية إلى أن السوق ما زال في وضع إيجابي، وذلك نتيجة بقائه فوق مستويات 7140 نقطة، والتي كانت في السابق منطقة مقاومة، موضحة أن ثبات السوق فوق هذا المستوى يعتبر أمرا ايجابيا في الوقت الراهن.