الطيران العماني يتسلم طائرة «إيرباص» بميزات تنافسية

الرئيس التنفيذي لـ «الشرق الأوسط» : ارتفعت إيراداتنا لكن من المبكر تحقيق أرباح

لقطة لطائرة «إيرباص» من طراز «إيه 330» التي تسلمتها شركة الطيران العماني («الشرق الأوسط»)
TT

في الوقت الذي تشهد فيه صناعة الطيران أصعب أوقاتها، وعلى الرغم من الخسائر التي تسجلها الكثير من كبرى شركات الطيران في العالم، فإن الرئيس التنفيذي للطيران العماني، بيتر هيل، يبدو متفائلا بمستقبل شركته وأدائها، ويقول لـ«الشرق الأوسط»: «ارتفعت إيراداتنا هذا العام نتيجة عمليات التوسع التي ننفذها، ولكنها لم تأت مطابقة لتوقعاتنا بسبب الأزمة المالية العالمية».

وأضاف: «ارتفعت قدرتنا الاستيعابية بنسبة 23 في المائة هذا العام، وأتوقع أن تصل إلى 15 في المائة العام المقبل، ولكن لن نحقق أرباحا هذا العام، إنما نتوقع أن نصل في غضون خمس سنوات إلى مرحلة تتعادل فيها الأرباح مع الخسائر».

واكتفى هيل، ردا على سؤال لـ«الشرق الأوسط» بالقول: «لن نحقق أرباحا هذا العام، لكن الخسائر لن تكون أفضل من العام الماضي. فقطاع الطيران بأكمله يعاني من الأزمة، وإن كانت دول الخليج عامة أقل تأثرا من باقي الدول في العالم، إلا أنني أجد أن الفترة الأصعب قد مضت وبدأت الأسواق في التعافي حاليا، وهذا من شأنه أن يترك آثارا إيجابية بالطبع على مجمل الشركات العاملة في هذا القطاع».

وكان الطيران العماني، الناقل الرسمي لسلطنة عمان، قد تكبد العام الماضي خسائر بلغت نحو 42 مليون ريال، وهي ناجمة عن عمليات التوسع في شراء طائرات جديدة وتشغيل خطوط دولية جديدة، ورفع أجور العاملين، وتحسين الخدمات المصاحبة للطائرات من أجل الدخول في منافسة مع الشركات العالمية العاملة في سوق السفر العالمي.

كما تم إقرار رفع رأسمال الطيران العماني العام الحالي من 50 مليون ريال عماني إلى 300 مليون، أي ما يقارب 780 مليون دولار أميركي، وذلك بهدف تعزيز إمكانيات وقدرات الشركة التشغيلية والفنية لتقديم خدماتها الدولية للمسافرين. وقد وصلت تكلفة طائرات الـ«إيرباص» إلى نحو 150 مليون دولار لكل منها، تم تمويلها من خلال بنوك تجارية كثيرة.

وقد دشن الطيران العماني أحدث طائراته، وهي من طراز «إيرباص 330» التي تسلمها يوم الجمعة الماضي، وأعلن عن إطلاق الدرجة الأولى على متن رحلاتها، بالإضافة إلى الزي الجديد لأطقم الطائرات وقوائم المأكولات الخاصة. وبهذا بات أسطول الطيران العام يتكون من 19 طائرة مع نهاية العام الحالي. ومن المقرر أن تدخل الخدمة ثلاث طائرات من نوع «إيرباص إيه 330» بين عامي 2010 و2011. كما كان قد تقدم بطلب ست طائرات من نوع «بوينغ 787 دريم لاينر» من المتوقع تسلمها في عام 2014، بعدما أعلنت الشركة المصنعة عدم قدرتها على الالتزام بموعد 2012.

وقال هيل: «إنه وقت استثنائي وصعب جدا تمر به جميع شركات الطيران في العالم، لكننا في الطيران العماني ما زلنا متمسكين بخطتنا التوسعية. فنعمل على زيادة رحلاتنا وافتتاح خطوط جديدة ونخطط لأن يكون لدينا رحلات صباحية ومسائية ضمن دول مجلس التعاون قد نبدأ العمل بها خلال صيف العام المقبل، كما نعمل على تسيير رحلات مباشرة إلى اليمن ونبحث تسيير رحلات مطلقة الرفاهية على متن طائرات أصغر حجما خلال الأشهر الستة المقبلة».

ويقول هيل: «إن توسع الطيران العماني يأتي على وقع أداء الاقتصاد العماني، فالهدف الأساسي هو نقل المسافرين من وإلى عُمان ومواكبة النشاط السياحي المتزايد. وانطلاقا من كون عمان تبحث عن السياحة الراقية فإننا، ومن خلال تدشين طائراتنا الجديدة نقدم مستوى جديدا من الرفاهية لا يجده المسافر على متن طائرات أخرى».

وفي هذا الإطار يأتي تدشين الدرجة الأولى التي تقدم للمسافر الكثير من الامتيازات التي لا تقتصر على إمكانية تحويل المقعد إلى سرير، بل تعتمد مساحات واسعة ومقاعد أقل ونظام تدليك آلي وغير ذلك من الميزات. كما تم توفير تقنية التوصيل بأنظمة الـ«واي فاي» للاتصال اللاسلكي، واستعمال الهواتف الجوالة، وبث مباشر للقنوات التلفزيونية في مختلف الدرجات.

إلى ذلك، يؤكد أسامة الحرمي، مدير دائرة الاتصالات والإعلام، في حديث لـ«الشرق الأوسط»: «نحن نتوجه بالتحديد إلى من يبحثون عن الفخامة والرفاهية التي لا تقارن. فلا أحد ينافسنا في عمان، وهذا تركيزنا الأساسي، إذ لا نسعى إلى أن نكون تاكسيا جويا، بل نعمل على الترويج لعمان وتسهيل الوصول إليها».