«غولدمان ساكس» و«جي بي مورغان» يحصدان 6.7 مليار دولار عن الربع الثالث

تساؤلات حول قدرة «سيتي غروب» على تحقيق أرباح متواصلة بعد خسارة فصلية > انتقادات مكافآت التنفيذيين تتصاعد.. وعائلة أمباني تضع حدا أقصى كمثال للتوسط

TT

بعد عام واحد فقط من الأزمة المالية، وبفضل مساعدات فيدرالية بمليارات الدولارات، أعلنت المؤسسة المصرفية العملاقة «غولدمان ساكس» أرباحا صافية قيمتها 3.19 مليار دولار، أمس والتي فاقت التوقعات للربع الثالث من العام. إلا أنها سرعان ما اتخذت موقف الدفاع عن نفسها فيما يتعلق بالعلاوات التي صرفتها لعامليها، محاولة التغلب على الانتقادات الموجهة إلى أرباحها والعلاوات التي صرفتها، بإعلانها تبرعها بمبلغ 200 مليون دولار إلى مؤسسة تتبعها وترمي لتعزيز التعليم. وأرجع الأرباح إلى اندماجات واستحواذات ومضاربة في أسهم عادية. وبلغ إجمالي العائدات 12.37 مليار دولار. وقد أعلنت مجموعة «سيتي غروب» المصرفية الأميركية أنها منيت بخسارة 27 سنتا للسهم أو 3.2 مليار دولار عن الربع الثالث إذ تكبدت 8 مليارات دولار من خسائر الائتمان مما أثار التساؤلات بشأن متى سيتمكن البنك من تحقيق أرباح مستدامة.

وكان محللون توقعوا أن تتكبد المجموعة خسائر أكبر لكن أسهمها تراجعت 3.8 في المائة.

وأعلنت «سيتي غروب» التي سجلت خسائر تزيد عن 100 مليار دولار بسبب خفض قيمة أصول وخسائر القروض الشخصية منذ بدأت أزمة الائتمان أن صافي خسائر المساهمين في الربع الثالث بلغ 3.2 مليار دولار أو 27 سنتا للسهم مقابل خسارة حجمها 2.9 مليار دولار أو 61 سنتا للسهم في الربع الثالث من العام الماضي.

وتقارن صافي خسارة المساهمين بمتوسط توقعات المحللين بأن تبلغ 38 سنتا للسهم.

وأعلنت المجموعة عن صافي أرباح 101 مليون دولار بعد استبعاد التوزيعات النقدية للأسهم الممتازة و3.1 مليار دولار مرتبطة بتحويل أسهم ممتازة إلى أسهم عادية وذلك مقارنة مع خسارة قدرها 2.8 مليار دولار عن نفس الربع من العام الماضي.

وقالت المجموعة إن إيراداتها من وحدة الأوراق المالية والخدمات المصرفية انخفضت بنحو الثلث إلى 4.89 مليار دولار.

وأعلن منافسون رئيسيون بينهم جيه بي مورغان وغولدمان ساكس عن زيادة كبيرة في عائدات الخدمات المصرفية الاستثمارية.

وارتفع صافي إيرادات «سيتي غروب» 25 في المائة عن عام مضى إلى 20.39 مليار دولار فيما زاد إجمالي الأصول اثنين في المائة مقارنة بالربع الثاني إلى 1.89 تريليون.

وفي الوقت الذي تزداد فيه الانتقادات على إدارات أكبر البنوك في العالم حول قضية مكافآت التنفيذيين، ومحاولة حدها بمعاهدات دولية، أعلن موكيش أمباني أغنى رجل في الهند أمس، أنه سيحد من حجم مكافآته السنوية تطوعيا، ألا تتعدى 150 مليون روبية (3.3 مليون دولار) بحد أقصى لهذا العام، مقارنة بـ9.6 مليون دولار العام الماضي.

فيما أعلن أخوه أنيل أمباني أنه سيستغني عن أي مكافآت لهذا العام، بعدما استحوذ على 11.3 مليون دولار. وقالت شركته الرائدة «ريلاينس أيندستريز» إن الخطوة اتخذت لتضرب مثالا للتوسطية. وفتحت الأسهم الأميركية على انخفاض أمس بعد أن خيبت نتائج أعمال مصرفي «سيتي غروب» آمال المستثمرين مقارنة بإعلان بنك «جي بي مورغان» عن نتائج قوية أول من أمس رفعت مؤشر داو جونز الصناعي لأسهم الشركات الأميركية الكبرى فوق 10 آلاف نقطة بعد أكثر من عام من الهبوط تحت هذا الحاجز.

وحقق «جي بي مورغان» 3.6 مليار دولار أرباحا صافية للربع الثالث من العام المالي، ليتخطى توقعات المحللين الماليين بسهولة. وهبط مؤشر داو جونز 32.19 نقطة أو ما يعادل 0.32 في المائة ليصل إلى 9983.67 نقطة.

وتراجع مؤشر ستاندرد آند بورز 500 الأوسع نطاقا 5.07 نقطة أو 0.46 في المائة إلى مستوى 1086.95 نقطة.

وكذلك انخفض مؤشر ناسداك المجمع الذي تغلب عليه أسهم شركات التكنولوجيا 11.07 نقطة أو ما يعادل 0.51 في المائة ليصل إلى 2161.16 نقطة.

والملاحظ أن المكاسب المكافئة لـ5.25 دولار لسهم «غولدمان ساكس» تجاوزت بفارق واضح تقديرات المحللين التي توقعت جني المؤسسة 4.18 دولار للسهم أو 2.34 مليار دولار. يذكر أن الأرباح خلال الربع المناظر من العام الماضي بلغت 845 مليون دولار من بين مجمل عائدات بقيمة 6 مليارات دولار.

وفي بيان له، قال الرئيس التنفيذي لـ«غولدمان»، لويد بلانكفين: «رغم استمرار مجابهة العالم تحديات اقتصادية خطيرة، فإننا ما نزال نشهد تحسن الظروف وظهور دلائل على حدوث استقرار، بل ونمو، عبر عدد من القطاعات». كما كشفت «غولدمان ساكس» عن حجم الأموال التي خصصتها للعلاوات السنوية، حيث أوضحت أنها وجهت 5.35 مليار دولار لحساب المكافآت والعلاوات، في زيادة عن وقت سابق من العام الحالي، مما يزيد احتمالات صرف الشركة لمستوى قياسي من العلاوات لصالح مسؤوليها التنفيذيين بحلول نهاية عام 2009. وخلال مؤتمر انعقد عبر الهاتف، أبدى المسؤول المالي الأول بالمؤسسة، ديفيد إيه. فينيار رفضه الانتقادات الموجهة إلى المستويات المرتفعة للعلاوات داخل المؤسسة باعتبارها تتجاهل الأوقات العصيبة التي يعانيها آخرون بقطاعات أخرى من الاقتصاد الأميركي. وقال فينيار إنه من خلال دفع علاوات، تحاول المؤسسة تحقيق توازن صعب بين «التحلي بالإنصاف تجاه أفراد قاموا بعمل رائع» و«أيضا ما يجري في العالم من حولنا». وأردف قائلا: «نركز اهتمامنا على نحو بالغ على ما يدور بالعالم. ويتركز اهتمامنا على المناخ الاقتصادي، وكذلك على ما يحدث للآخرين». في الإطار ذاته، رفض فينيار الانتقادات الموجهة إلى «غولدمان ساشز» بأنها تدفع علاوات بينما تحظى بتأكيدات ضمنية من الحكومة ببقائها، بعد أن حصلت على مساعدات وضمانات فيدرالية لديونها العام الماضي. من ناحية أخرى، أعلنت مؤسسة مصرفية أخرى كبرى تلقت مساعدات مصرفية، «جيه بي مورغان تشيس»، الأربعاء، عن تحقيقها أرباحا بقيمة 3.6 مليار دولار في الربع الثالث. الملاحظ أن الأرباح الأخيرة التي حققتها «غولدمان ساشز» تشكل استمرارا لتحول شهدته المؤسسة. يذكر أنه في الربع الثاني، حققت المؤسسة أعلى أرباح ربع سنوية لها ـ 3.44 مليار دولار ـ طوال تاريخها الممتد لـ140 عاما.