قال متعاملون إن النفط تراجع أمس دون مستوى 75 دولارا للبرميل، بعد أن سجل أعلى مستوياته خلال عام، مغيرا اتجاهه الصعودي الذي استمر لست جلسات متتالية، وذلك في ظل تراجع مكاسب الأسهم الأوروبية وانخفاض اليورو إثر نتائج أعمال الربع الثالث التي جاءت مخيبة للآمال. وتراجع سعر عقود النفط الخام الأميركي الخفيف تسليم نوفمبر (تشرين الثاني) 30 سنتا إلى 74.88 دولار للبرميل، بعد أن ارتفع إلى نحو 75.96 دولار في وقت سابق خلال التعاملات الإلكترونية ليسجل أعلى مستوياته منذ أكتوبر (تشرين الأول) 2008. وكذلك تراجع مزيج برنت خام القياس الأوروبي 19 سنتا إلى 72.91 دولار. وبحسب «رويترز» قال جيمس هيوز، محلل الأسواق لدى «سي إم سي»: «في المرحلة الحالية لا تسيطر على السوق عوامل تتعلق بالسلع الأولية، بل فقط تراجع الدولار وموسم الإعلان عن النتائج. حقيقة أننا لا نحتفظ بالمكاسب فوق مستوى 75 دولارا لا تشكل سببا يذكر للقلق، لكننا نتوقع أن يرتفع مرة أخرى فوق ذلك المستوى اليوم (أمس)».
ووفقا لبيانات صدرت عن معهد البترول الأميركي أول من أمس الأربعاء فإن مخزونات الخام الأميركي تراجعت بواقع 172 ألف برميل الأسبوع الماضي، مقابل توقعات بارتفاع بواقع 700 ألف برميل. ولقي النفط مزيدا من الدعم من ارتفاع مؤشر داو جونز للأسهم الصناعية أول من أمس الأربعاء فوق مستوى عشرة آلاف نقطة للمرة الأولى خلال عام، وتراجع الدولار إلى أدنى مستوياته خلال 14 شهرا أمام سلة من العملات. ومع ارتفاعه 1.8 بالمائة خلال العام يكون الخام الأميركي سجل مكاسب سنوية للمرة الأولى منذ العاشر من أكتوبر 2008. وتمثل المكاسب المسجلة خلال ست جلسات متتالية أطول فترة صعود منذ يوليو (تموز).
من جهة أخرى، قالت منظمة أوبك أمس إن متوسط أسعار سلة خامات أوبك القياسية ارتفع إلى 71.96 دولار للبرميل يوم الأربعاء، من 70.94 دولار يوم الثلاثاء. وتضم سلة أوبك 12 نوعا من النفط الخام. وهذه الخامات هي خام صحارى الجزائري، وجيراسول الأنجولي، والإيراني الثقيل، والبصرة الخفيف العراقي، وخام التصدير الكويتي، وخام السدر الليبي، وخام بوني الخفيف النيجيري، والخام البحري القطري، والخام العربي الخفيف السعودي، وخام مربان الإماراتي، وخام ميري الفنزويلي، وأورينت من الإكوادور.
من جهة أخرى، انخفض سعر الدولار إلى أدنى مستوياته في عدة أشهر أمام اليورو والعملات المرتبطة بالسلع، بعد أن عززت تعليقات صناع القرار توقعات بأن أسعار الفائدة الأميركية ستظل منخفضة لفترة أطول منها في دول أخرى. وسجل الدولار أدنى مستوياته في 14 شهرا أمام اليورو والدولار الأسترالي ذي العائد المرتفع، وإلى أدنى مستوياته في 15 شهرا أمام الدولار النيوزيلندي والدولار الكندي. وسجل كذلك أدنى مستوياته في ثلاثة أشهر أمام الجنيه الإسترليني بعد أن قال أحد واضعي السياسات في بنك إنجلترا المركزي إن برنامج التيسير الكمي للسياسة النقدية الذي ينتهجه البنك مستمر ويحقق نجاحا. وتعززت توقعات بأن أسعار الفائدة الأميركية ستظل منخفضة لفترة من الزمن بوقائع أحدث اجتماع للجنة السياسة النقدية بمجلس الاحتياطي الاتحادي (البنك المركزي) الأميركي، مما أعطى المتعاملين الضوء الأخضر لبيع الدولار. وسجل اليورو أعلى مستوياته في 14 شهرا عند 1.4967 دولار، وكان مرتفعا 0.1 بالمائة إلى 1.4940 دولار. ونزل مؤشر الدولار الذي يقيس سعره أمام سلة من ست عملات 0.2 بالمائة إلى 75.332 بعد انخفاضه إلى أدنى مستوى في 14 شهرا عند 75.211. واستقر الدولار أمام الين فوق مستوى 89 ينا للدولار. وتراجع الدولار إلى أدنى مستوياته في 15 شهرا أمام الفرانك السويسري ليسجل 1.0207 فرانك للدولار.
تراجعت أسعار الذهب في الأسواق الأوروبية أمس إثر مخاوف من أن الانتعاش الذي تسبب في ارتفاع أسعار المعدن النفيس إلى مستويات قياسية بلغت 1070.40 دولار للأوقية (الأونصة) خلال الجلسة السابقة كان مبالغا فيه. وأدى تراجع مؤشر الدولار إلى أدنى مستوياته خلال 14 شهرا أول من أمس الأربعاء إلى الارتفاع الحاد للذهب، إلا أنه فشل في اختراق مستوى المقاومة عند 1069 دولارا للأوقية.
وفشل استمرار تراجع العملة الأميركية في إحداث ارتفاعات جديدة للمعدن. وبلغ سعر الذهب في السوق الفورية 1055.85 دولار للأوقية مقابل 1061.90 دولار في أواخر المعاملات ببورصة نيويورك أول من أمس الأربعاء. وبين المعادن النفيسة الأخرى انخفض سعر الفضة إلى 17.73 دولار للأوقية، مقابل 17.85 دولار، في تعقب لحركة التصحيح الخاصة بالذهب. وكذلك تراجع البلاتين إلى 323 دولارا للأوقية مقابل 326.50 دولار. وبلغ سعر البلاتين 1345.50 دولار للأوقية مقابل 1358 دولارا بعد أن سجل أعلى مستوياته خلال 13 شهرا عند 1362.50 دولار أول من أمس الأربعاء.